|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من آداب الصيام: الحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان الشيخ ندا أبو أحمد أخرج البخاري ومسلم من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ. وأخرج الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. وأخرج الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، اعْتَكَفَ عِشْرِينَ[1]. قال ابن رجب رحمه الله كما في" لطائف المعارف ص273": وإنما كان يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر التي يطلب فيها ليلة القدر قطعًا لأشغاله، وتفريغًا للياليه، وتخليًا لمناجاة ربه وذكره ودعائه، وكان يحتجر حصيرًا يتخلى فيها عن الناس فلا يخالطهم ولا يشتغل بهم"؛ اهـ. وقال الإمام الصنعاني رحمه الله كما في "سبل السلام 2/ 174": فيه دليل عل أن الاعتكاف سنة واظَب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه من بعده، ونقل أبو داود عن الإمام أحمد قال: لا أعلم عن أحد من العلماء خلافًا أن الاعتكاف مسنون، وأما المقصود منه فهو جمع القلب على الله تعالى بالخلوة مع خلوِّ المعدة والإقبال عليه تعالى، والتنعم بذكره، والإعراض عما عداه؛ اهـ. وقال ابن بطال رحمه الله: "فهذا يدل على أن الاعتكاف من السنن المؤكدة؛ لأنه مما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فينبغي للمؤمنين الاقتداء في ذلك بنبيهم، وذكر ابن المنذر عن ابن شهاب أنه كان يقول: عجبًا للمسلمين تركوا الاعتكاف، وإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتركه منذ دخل المدينة كلَّ عام في العشر الأواخر حتى قبضه الله، قال ابن المنذر: روينا عن عطاء الخرساني أنه قال: كان يقال: مثل المعتكف كمثل عبد ألقى نفسه بين يدى ربه، ثم قال: رب لا أبرح حتى تغفر لي، رب لا أبرح حتى ترحمني"؛ اهـ؛ (باختصار من شرح صحيح البخاري لابن بطال: 4/ 181). ومعنى الاعتكاف وحقيقته: قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق، وكلما قويت المعرفة بالله والمحبة له، والأنس به، أورَثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال، وكان بعضهم لا يزال منفردًا في بيته خاليًا بربه، فقيل له: أما تستوحش؟ قال: كيف أستوحش وهو القائل: أنا جليس من ذكرني؛ (لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي ص 190). ومن آداب الاعتكاف: أنه يُستحب للمعتكف أن يشغل نفسه بطاعة الله عز وجل، كالصلاة وتلاوة القرآن، وذكر الله واستغفاره، والدعاء، والصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من أفعال البر، ويجتهد فيها بقدر ما يستطيع، ولا يشغل نفسه بما لا يفيد من الأقوال والأفعال. يقول ابن القيم رحمه الله كما في "زاد المعاد: 2/ 87": "لَما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى، متوقفًا على جمعيته على الله عز وجل، ولَمِّ شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى، فإن شعث القلب لا يلمُّه إلا الإقبال على الله تعالى، وكان فضول الطعام والشراب، وفضول مخالطة الأنام، وفضول الكلام، وفضول المنام؛ مما يزيده شعثًا، ويشتته في كل واد، ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى، أو يُضعفه، أو يعوقه ويوقفه، اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يُذهب فضولَ الطعام والشراب ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة عن سيره إلى الله تعالى، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده ورُوحه عكوف القلب على الله تعالى، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق، والاشتغال به وحده، بحيث يصير ذكرُه وحبُّه والإقبالُ عليه في محل هموم القلب وخطراته، فيستولي عليه بدلها، ويصير الهم كله به، والخطرات كلها بذكره، والتفكر في تحصيل مراضيه، وما يقرِّب منه، فيصير أنسه بالله بدلًا عن أنسه بالخلق، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه، فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم، عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المعتكف موضعَ عشرة، ومَجلبة للزائرين، وأخذهم بأطراف الأحاديث بينهم، فهذا لون، والاعتكاف النبوي لون آخر"؛ اهـ بتصرف واختصار. [1] المراد بالعشرين: العشر الأوسط والعشر الأخير؛ فتح الباري لابن حجر: 9/ 46"، وهنا سؤال: لماذا اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم عشرين؟ قال ابن حجر رحمه الله: قيل: السبب في ذلك أنه صلى الله عليه وسلم علم بانقضاء أجله، فأراد أن يستكثر من أعمال الخير؛ ليبين لأمته الاجتهاد في العمل إذا بلغوا أقصى العمل؛ ليلقوا الله على خير أحوالهم، وقيل: السبب فيه أن جبريل عليه السلام كان يعارضه بالقرآن في كل رمضان مرة، فلما كان العام الذي قُبض فيه عارَضه به مرتين، فلذلك اعتكف قدر ما كان يعتكف مرتين، ويؤيِّده أن عند ابن ماجه عن هناد عن أبي بكر بن عياش في آخر حديث الباب متصلًا به: "وكان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قُبض فيه عرضه عليه مرتين"، وقال ابن العربي: يحتمل أن يكون سبب ذلك أنه لما ترك الاعتكاف في العشر الأخير بسبب ما وقع من أزواجه، واعتكف بدله عشرًا من شوال، اعتكف في العام الذي يليه عشرين؛ ليتحقق قضاء العشر في رمضان. وأقوى من ذلك أنه إنما اعتكف في ذلك العام عشرين؛ لأنه كان العام الذي قبله مسافرًا، ويدل لذلك ما أخرجه النسائي واللفظ له وأبو داود وصححه ابن حبان وغيره من حديث أبي بن كع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فسافر عامًا فلم يعتكف فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين"، ويحتمل تعدُّد هذه القصة بتعدُّد السبب، فيكون مرة بسبب ترك الاعتكاف لعذر السفر، ومرة بسبب عرض القرآن مرتين"؛ (فتح الباري، ابن حجر: 4/ 285).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |