وداعا يا رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1184 - عددالزوار : 133281 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-04-2023, 12:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,887
الدولة : Egypt
افتراضي وداعا يا رمضان

وداعا يا رمضان


وداعًا يا رمضان من قلوب المسلمين الصائمين، وداعًا من قلوب الصادقين المخلصين، تركتَنا منفردين باكين، ذهبت أيامك المباركة، وانقضت معها رحماتك المتكاثرة، وبانقضائها وقعت الفجوة في حياة الأمة الإسلامية، وهذه حقيقة لا سبيل إلى جحودها.

يا شهر رمضان! نحن على بالغ الأسى بفراقك، تنبض القلوب نبضا من فرط الغم، ولا ندري هل نسعد بزيارتك مرة أخرى في حياتنا، فنستبشر بقدومك من جديد؟ ولا ندري هل نبقى على قيد الحياة حتى نتنور بإشراقاتك إذا حللت في العام القادم؟ وهل نجد ما وجدناه عندك من الفضل والمنن والنعم؟ وإن كان يدنو منا يوم العيد شيئًا فشيئا حيث تعم المودة والسلام في الأمة الإسلامية، ويقابل الصغارُ الكبارَ والكبارُ الصغارَ وأساريرُ وجوههم تنفرج فرحا وبهجة، ولكن على كل ذلك نحن مضطرون إلى توديعك وداع محب لحبيبه!

ولا ريب في أننا قد شاهدنا فضلك في القدوم، ورأيناك على ما أنت عليه وما فيك من اللطف والكرم والجود والإحسان والرتبة، واستبشرنا بك وازددنا إيمانا واعتقادا، وخضنا تمام الخوض في إدراك ما أتيت به. لقد صمنا وصلينا، قرأنا ودعونا، سألنا وبكينا، تصدقنا ونصرنا، ولا استنكفنا ولا استكبرنا، وكل ذلك عملا بما جاء من عند الله عز وجل.

لقد رأينا أن الله اختارك، وجعلك شهرا متفوقًا على غيرك، وأنعم عليك إنعاما تنفرد بها على الأخرى، أنت شهر زاره كثير من الناس برغبة وابتسامة، من النبي صلى الله عليه وأصحابه وأتباع الشريعة الإسلامية في أزمان متباينة وأماكن متنوعة، وأخذوا نصيبهم منه ما شاء الله أن يأخذوا، فصاموا وصلوا وعملوا، وذهبوا وانتقلوا إلى لقاء ربهم، وما لهم من سبيل إلى الرجوع إلى لقائك وإن كان ذلك الرجل نبيا أو وليا لله، فإنه مما وافق المسلمون عليه أن أجل الحياة مسمى عند الله تعالى، قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلࣱ، فَإِذَا جَاۤءَ أَجَلُهُمۡ لَا یَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةࣰ وَلَا یَسۡتَقۡدِمُونَ} [الأعراف: ٣٤].

والغرض من قدومك إلينا كل عام أن تعلمَنا القيام بالتقوى عن طريق الصوم، والتحلى بأخلاق النبي وهديه، وحسن الظن بالله في كل حال، وعدم الغفلة في أداء حقوق الإنسانية، وإقامة العلاقات الودية بين الأسرة والأقرباء، والثبات على القرآن قراءة وتدبرا وعملا، وهذه الأغراض في غاية الأهمية للمسلمين أجمعين.

فهمنا ما فهمنا خلال هذه الفترة، وبالتأكيد عرفنا البون الشاسع بين الحياة عند قدومك والحياة من دونك، ولسنا ننكر أننا قد قصرنا تقصيرا لا يوصف في العمل، وفي التعامل مع حياتنا اليومية بخير، ولربما أغفلنا بعض الإغفال فتكاسلنا وتقاعدنا رغم أن الشياطين كانت قد صفدت.

هنيئا لمن نال في رمضان من الأجر الجسيم بالقراءة والطاعة، هنيئا لمن أمسك عليه لسانه، وما سها لسانه، وما أخطأ فكره، هنيئا لمن حاول تصفية قلبه من العادات السيئة، وزكاه بالخصال الحسنة، هنيئا لمن صلى وبكى وجدّ في البكاء أمام ربه، هنيئا لمن روض نفسه على الصبر وقلة الطعام والشراب وأكب على توثيق علاقته مع ربه، فيا لها من سعادة مستمرة في حياته.

"يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق. عسى وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام ما تخرق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يطلق عسى من أسير الأوزار يطلق عسى من استوجب النار يعتق عسى وعسى من قبل وقت التفرق إلى كل ما يرجو من الخير تلتقي فيجبر مكسور ويقبل تائب ويعتق خطاء ويسعد من شقى"، (لطائف المعارف لابن رجب).


واللهَ نسأل أن يتجاوز عنا، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يعيد علينا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة!
أمين.
_______________________________________________
الكاتب: دين محمد بن صالح










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.04 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]