لِلْمُتَّقِيْن اَلْمَوْسِمُ اَلْثَّمِيْنُ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 284 - عددالزوار : 17290 )           »          حكم الصدقة على ذي الرحم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          شَرْحُ مُخْتصر شُعَب الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 17173 )           »          الشتاء.. وتقلّب الفُصول.. قراءة إيمانية في حكمة الخالق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 13693 )           »          لدى طلاب المرحلة الثانوية.. أثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي فـي تنمية مهارات ال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          باختصار.. المؤثرون وبناء الوعي في الفضاء الرقمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          بعد صدور القانون الجديد … تغليظ العقوبات على المخدرات واجب شرعي ووطني لحماية الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التآلف بين قلوب أهل الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          قَلْبٌ يَمْشِي بلا خُطى! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-04-2023, 01:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,966
الدولة : Egypt
افتراضي لِلْمُتَّقِيْن اَلْمَوْسِمُ اَلْثَّمِيْنُ

لِلْمُتَّقِيْن اَلْمَوْسِمُ اَلْثَّمِيْنُ
للشيخ عبيد الطوياوي


اَلْحَمْدُ للهِ اَلْتَّوَّاْبِ اَلْرَّحِيْمِ، وَاَلْعَلِيِ اَلْعَظِيْمِ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ {. أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ، }يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ ، وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ { وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {. وَأشّهَدُ أَنَّ مُحْمَدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، } بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ { صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ، وَمَنْ سَاْرَ عَلَىْ نَهْجِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَىْ اَللهِ U، وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ، وَخَيْرُ زَاْدٍ يَتَزَوَّدُ بِهِ اَلْعَبْدُ فِيْ حَيَاْتِهِ لِمَعَاْدِهِ، يَقُوْلُ U فِيْ كِتَاْبِهِ: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ {، وَيَقُوْلُ سُبْحَاْنَهُ: } وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى، وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ {، فَلْنَتَقِ اَللهَ -أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ- } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {، } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {، } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا {، فَخَيْرُ اَلْدُّنْيَاْ وَسَعَاْدَتُهَاْ، وَخَيْرُ اَلْآخِرَةِ وَرَاْحَتُهَاْ، بِتَقْوَىْ اَللهِ U، وَمِنْ ثَمَرَاْتِ اَلْتَّقْوَىْ وَدَلَاْئِلِهَاْ: مُحَاْسَبَةُ اَلْنَّفْسِ، فَاَلْمُؤْمِنُ اَلْتَّقَيُ يُحَاْسِبُ نَفْسَهُ دَاْئِمَاً، وَلَاْ يَغْفُلُ عَنْهَاْ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلِذَلِكَ يَقُوْلُ U: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ، وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ، أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ { ، يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِي فِيْ تَفْسِيْرِهِ: وَهَذِهِ اَلْآيَةُ اَلْكَرِيْمَةُ؛ أَصْلٌ فِيْ مُحَاْسَبَةِ اَلْعَبْدِ نَفْسَهُ، فَاَللهُ U يَأْمُرُ عَبْدَهُ اَلْمُؤْمِن بِأَنْ يُحَاْسِبَ نَفْسَهُ، وَيَنْظُرَ مَاْذَاْ قَدَّمَ لِآخِرَتِهِ، وَمَاْ أَحْوَجَنَاْ -أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ- إِلَىْ تَقْوَىْ اَللهِ U وَمُحَاْسَبَةِ أَنْفُسِنَاْ، وَخَاْصَةً فِيْ هَذِهِ اَلْأَيَّاْمِ اَلْفَاْضِلَةِ، وَفِيْ هَذَاْ اَلْشَّهْرِ اَلْمُبَاْرَكِ، اَلَذِيْ مَاْ فَرَضَ اَللهُ U صِيَاْمَهُ، إِلَّاْ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيْقِ اَلْتَّقْوَىْ، يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ، كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ، لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {، يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ: إِنَّ اَلْصِّيَاْمَ مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَاْبِ اَلْتَّقْوَىْ .
فَاَلْتَّقْوَىْ -أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ- وَقَدْ مَضَىْ أَكْثَرُ مِنْ نِصْفِ شَهْرِ رَمَضَاْنَ، هِيَ اَلْأَمْرُ اَلْأَهَمُّ، فِيْ مُرَاْجَعَةِ اَلْمَرْءِ لِحِسَاْبَاْتِهِ مَعَ نَفْسِهِ، لِيَتَدَاْرَكَ تَقْصِيْرَهُ، وَيَجْتَهِدَ فِيْمَاْ بِقَيَ مِنْ عُمُرِهِ .
قَبْلَ أَيَّاْمٍ -أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ- كُنَّاْ نُهَنِّئُ بَعْضَنَاْ بِقُدُوْمِ شَهْرِ رَمَضَاْنَ، وَنُبَاْرِكُ لِبَعْضِنَاْ بِنِعْمَةِ إِدْرَاْكِهِ، وَكُلُّنَاْ فَرَحٌ وَسُرُوْرٌ وَاَسْتِبْشَاْرٌ بِهَذِهِ اَلْأَيَّاْمِ اَلْفَاْضِلَةِ، وَاَلْلَّيَاْلِيْ اَلْشَّرِيْفَةِ اَلْمُبَاْرَكَةِ، وَهَاْهُوَ شَهْرُنَاْ مَضَىْ أَكْثَرُ مِنْ نِصْفِهِ، وَبَقِيَ أَقَلُّ مِنْ نِصْفِهِ اَلْآخَرِ، بَلْ بَقِيَ أَفْضَلُهُ، وَكَمَاْ قَاْلَ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ اَلْطَّبَرَاْنِيُ وَحَسَّنَهُ اَلْأَلْبَاْنِيُ: (( مَنْ أَحْسَنَ فِيْمَاْ بَقِيَ، غُفِرَ لَهُ مَاْ مَضَىْ، وَمَنْ أَسَاْءَ فِيْمَاْ بَقِيَ، أُخِذَ بِمَاْ مَضَىْ وَمَاْ بَقِيَ )) ، فَبَعْضُ اَلْنَّاْسِ - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - حَاْلُهُ فِيْ هَذِهِ اَلْأَيَّاْمِ كَحَاْلِهِ قَبْلَ رَمَضَاْنَ ، سِتَّةَ عَشَرَ يَوْمَاً مَضَتْ وَلَمْ تُغَيِّرْ فِيْهِ شَيْئَاً، وَاَلْسَبَبُ عَدَمُ مُبَاْلَاْتِهِ، بِشَهْرٍ لَيْسَ كَغِيْرِهِ مِنْ شُهُوْرِ اَلْعَاْمِ، لَاْ فَرْقَ عَنْدَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجَبَ وَشَعْبَاْنَ، بَلْ مِنَّاْ -أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - مَنْ وَهَنَ اَلْعَظْمُ مِنْهُ وَاَشْتَعَلَ اَلْرَّأْسُ شَيْبَاً، وَهُوَ فِيْ كُلِّ عَاْمٍ يُمَنِّيْ نَفْسَهُ أَنْ يَتُوْبَ فِيْ شَهْرِ رَمَضَاْنَ، فَكُلَّمَاْ أَقْبَلَ رَمَضَاْنُ، وَعَدَ نَفْسَهُ بِتَوْبَةٍ، فَيَدْخُلُ رَمَضَاْنُ وَيَمْضِيْ ثُلُثُهُ اَلْأَوْلِ وَاَلْثَّاْنِيْ، فَيَعِدُهَاْ عَشْرَهُ اَلْأَوَاْخِرِ، فَتَدْخُلُ اَلْعَشْرُ وَيَمْضِيْ أَكْثَرُهَاْ، فَيَعِدُ نَفْسَهُ لَيْلَةَ اَلْقَدْرِ، اَلَّتِيْ مَنْ قَاْمَهَاْ إِيْمَاْنَاً وَاَحْتِسَاْبَاً غُفِرَ لَهُ مَاْتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَلَكِنَّهُ يُعْلَنُ دُخُوْلُ شَهْرِ شَوَّاْلٍ وَهُوَ عَلَىْ مَاْهُوَ عَلَيْهِ مِنْ تَقْصِيْرٍ وَإِهْمَاْلٍ، وَتَسْوُيْفٍ وَتَأْجِيْلِ، فَحَرِيٌ بِمَنْ كَاْنَتْ هَذِهِ حَاْلُهُ، أَنْ يَتَدَاْرَكَ نَفْسَهُ ، وَيَسْتَغِلَ مَاْ بَقِيَ مَنْ شَهْرِهِ، وَلَيْحَذَرَ أَنْ يَكُوْنَ مِنَ اَلَّذِيْنَ يُحْرَمُوْنَ بَرَكَةَ وَفَضْلَ شَهْرِ رَمَضَاْنَ، اَلَّذِيْنَ حَظُّهُمْ مِنْهُ رِغَاْمُ أُنُوْفِهِمْ، كَمَاْ قَاْلَ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ اَلْتِّرْمِذِيُ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ t: (( وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ )).
نَعَمْ -إِخْوَتِيْ فِيْ اَللهِ- خَيْرَاْتُ هَذَاْ اَلْشَّهْرِ وَبَرَكَاْتُهُ، كَثِيْرَةٌ وَمُتَنَوِّعَةٌ وَمُتَعَدِّدَةٌ، مِنْ حُرُمَ مِنْهَاْ، وَعَجَزَ عَنْ نَفْسِهِ لِإِدْرَاْكِهَاْ، فَلَيْسَ لَهُ إِلَّاْ اَلْرَّغَاْمُ وَهُوَ اَلْتُّرَاْبُ. بَلْ مَعَ اَلْرَّغَاْمِ لَيْسَ لَهُ مِنْ رَمَضَاْنَ إِلَّاْ اَلْجُوُعُ وَاَلْعَطَشُ، وَاَلْتَّعَبُ وَاَلْسَّهَرُ، كَمَاْ قَاْلَ اَلْنَّبِيُ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ صَحِيْحِ اَلْإِسْنَاْدِ: (( رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ )).
فَلْنَتَّقِ اَللهَ - أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ - وَخَاْصَةً فِيْ هَذِهِ اَلْأَيَّاْمِ اَلْمُتَبَقِّيَةِ مِنْ رَمَضَاْنَ، فَمَاْ هُوَ إِلَّاْ كَمَاْ قَاْلَ تَعَاْلَىْ: } أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ { وَقَدْ مَضَىْ شَطْرٌ مِنْهَاْ ، فَلْنُحَاْسِبْ أَنْفُسَنَاْ، وَلْنَتَدَاْرَكَ تَقْصِيْرَنَاْ، وَكَمَاْ سَمِعْتُمْ فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْحَسَنِ: (( مَنْ أَحْسَنَ فِيْمَاْ بَقِيَ ، غُفِرَ لَهُ مَاْ مَضَىْ , وَمَنْ أَسَاْءَ فِيْمَاْ بَقِيَ ، أُخِذَ بِمَاْ مَضَىْ وَمَاْ بَقِيَ )) .
أَسْأَلُ اَللهَ U ، أَنْ يُوَفْقْنَاْ إِلَىْ صِيَاْمِ رَمَضَاْنَ وَقِيَاْمِهِ ، إِيْمَاْنَاً وَاَحْتِسَاْبَاً ، وَلَاْ يَرُدَّنَاْ خَاْئِبِيْنَ وَلَاْ خَاْسِرِيْنَ إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرِ اَلْرَّحِيْمِ .


الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤمِنُوْنَ :
إِنَّ شَهْرَ رَمَضَاْنَ لَيْسَ كَغَيْرِهِ مِنْ شُهُوْرِ اَلْعَاْمِ، وَلَكِنَّهُ لَاْ يَكُوْنُ كَذَلِكَ إِلَّاْ لِمَنْ قَدَرَ لَهْ قَدْرَهُ، وَقَاْمَ بِمَاْ شَرَعَ لَهُ رَبُّهُ U اَلَّذِيْ يُزَيِّنُ جَنَّتَهُ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ وَيَقُوْلُ: (( يُوْشِكُ عِبَاْدِيْ اَلْصَّاْلِحُوْنَ أَنْ يُلْقُوْا عَنْهُمُ اَلمَؤُوْنَةَ وَاَلأَذَىْ وَيَصِيْرُوْا إِلَيْكِ )) كَمَاْ جَاْءَ فِيْ حَدِيْثِ أَبِيْ هُرَيْرَةَ t. فَلْنَحْرِصْ -أَيُّهَاْ اَلإِخْوَةُ - عَلَىْ مَاْ تَبَقَّىْ مِنْ شَهْرِنَاْ، فَلِلهِ U عُتَقَاْءَ مِنَ اَلْنَّاْرِ ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَاْنَ، وَيَغْفِرُ U لِلْصَّاْئِمِيْنَ فِيْ آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَاْنَ، وَتَسْتَغْفِرُ اَلْمَلَاْئِكَةُ لِلْصَّاْئِمِيْنَ حَتَّىْ يُفْطِرُوْا، وَتُصَفَّدُ فَيْهِ اَلْشَّيَاْطِيْنُ ، وَتُفَتَّحُ فَيْهِ أَبْوَاْبُ اَلْجَنَّةِ وَتُغَلَّقُ أَبْوَاْبُ اَلْنَّاْرِ ، وَمَنْ فَطَّرَ صَاْئِمَاً كَاْنَ لَهُ مِثْلُ أُجْرِهِ، وَاَلْعُمُرَةُ فَيْهِ تَعْدِلُ حَجَّةً مَعَ اَلْنَّبِيْ e ، وَمَنْ قَاْمَ خَلْفَ إِمَاْمِهِ ، حَتَّىْ يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قَيَاْمُ لَيْلَةٍ كَاْمِلَةٍ. وَفَيْهِ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ، اَلَّتِيْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، كَمَاْ قَاْلَ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ : } لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ { . فَاَاللهَ .. اللهَ .. أَخِيْ اَلْمُسْلِم، هَاْهُوَ رَمَضَاْنُ بِبَرَكَاْتِهِ وَفَضْلِهِ وَخَيْرَاْتِهِ بَيْنَ يَدِيْكَ ، فَاَحْرِصْ عَلَىْ اِسْتِغْلَاْلِهِ وَاَلْاَسْتِفَاْدَةِ مِنْهُ، وَلَاْ تَجْعَلْ يَوْمَ صَوْمِكَ وَيَوْمَ فِطْرِكَ سَوَاْءَ، وَلَاْ يَكُنْ حَظُّكَ مِنْ صِيَاْمِكَ اَلْجُوْعُ وَاَلْعَطَشُ.
أَسْأَلُ اَللهَ U أَنْ يُعِيْنَنِيْ وَإِيَّاْكَ عَلَىْ ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَاْدَتِهِ ، وَأَنْ يَجْعَلَنِيْ وَإِيَّاْكَ فِيْ هَذَاْ اَلْشَّهْرِ اَلْكَرِيْمِ اَلْمُبَاْرَكِ ، مِنْ عُتَقَاْئِهِ مِنْ اَلْنَّاْرِ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ .اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ فِيْ عَلْيَاْئِكَ ، وَأَنْتَ اَللهُ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ أَنْتَ ، أَنْ تُعْتِقَ رِقَاْبَنَاْ مِنْ اَلْنَّاْرِ ، وَرِقَاْبَ آبَاْئِنَاْ وَأُمَّهَاْتِنَاْ ، وَتَرْحَمَنَاْ بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ اَلْهُدَىْ وَاَلْتُّقَىْ وَاَلْعَفَاْفَ وَاَلْغِنَىْ ، اَلْلَّهُمَّ أَحْيِنَاْ سُعَدَاْءَ وَتَوَفَّنَاْ شُهَدَاْءَ وَاَحْشُرْنَاْ فِيْ زُمْرَةِ اَلْأَتْقِيَاْءِ يَاْرَبَّ اَلْعَاْلَمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ إِنَّ لِلْصَّاْئِمِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَاْبَةٌ ، فَاَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ ذُنُوْبَنَاْ ، وَتَسْتُرَ عُيُوْبَنَاْ ، وَتَهْدِيْ قُلُوْبَنَاْ ، وَتَشْفِيْ مَرْضَاْنَاْ ، وَتَرْحَمَ مَوْتَاْنَاْ ، وَتُسَدِّدَ دُيُوْنَنَاْ ، وَتُعَاْفِيَ مَنْ اِبْتَلَيْتَهُ مِنَّاْ بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ .
اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ أَنْ تَحْفَظَ وَلِيَّ أَمْرِنَاْ ، وَرِجَاْلَ أَمْنِنَاْ ، وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتَنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ مَنْ أَرَاْدَنَاْ بِسُوْءٍ ، فَاَلْلَّهُمَّ أَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاَجْعَلْ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ ، وَاَجْعَلْ تَدْبِيْرَهُ سَبَبَاً لِتَدْمِيْرِهِ يَاْقَوُيَّ يَاْعَزِيْز ، } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.15 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]