|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الاعتكاف (1) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: فمن العبادات العظيمة التي حث عليها الشرع ورغَّب فيها الاعتكاف؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125]، وهذا يدل على مشروعيته حتى في الأمم السابقة. والاعتكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى؛ قال تعالى:﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187]، روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ[1]. وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا[2]. «والاعتكاف سنة إلا أن يكون نذرًا، فيلزم الوفاء به، والدليل على ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم: «ومداومته عليه تقربًا إلى الله تعالى، وطلبًا لثوابه، واعتكاف أزواجه معه وبعده»[3]. قال الزهري: عجبًا للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة كلَّ عام في العشر الأواخر حتى قبضه الله عز وجل[4]. قال ابن القيم رحمه الله: وشرع الله لهم الاعتكاف الذي مقصودة ورُوحه عكوفُ القلب على الله، وجمعيته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق، والاشتغال به وحده سبحانه، بحيث يصير ذكرُه وحبه والإقبالُ عليه في محل هموم القلب وخطراته، فيستولي عليه بدلها، ويصير الهمُّ كله به، والخطرات كلها بذكره، والفكر في تحصيل مراضيه وما يقرِّب منه، فيصير أنسُه بالله بدلًا عن أنسه بالخلق، فيُعِدُّه بذلك لأُنسه به يوم الوحشة في القبور، حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه، فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم[5]. والاعتكاف عبادة يخلو فيها العبد بخالقه، ويقطع العلائق عما سواه، فيستحب للمعتكف أن يتفرغ للعبادة، فيُكثر من الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن، والتوبة والاستغفار، ونحو ذلك من الطاعات التي تقرِّبه إلى الله تعالى. اللهم أعنَّا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك. ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- هل الاعتكاف سنة أو واجب؟ 2- لماذا شُرِعَ الاعتكاف؟ 3- ماذا يُستحبُّ للمعتكف؟ [1] صحيح البخاري برقم (2026)، وصحيح مسلم برقم (1172). [2] صحيح البخاري برقم (2044). [3] المغني (4 /456). [4] التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (13 /668). [5] زاد المعاد (2 /106-107) باختصار.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الاعتكاف (2) د. أمين بن عبدالله الشقاوي فاستكمالًا للحديث عن الاعتكاف، فإن أفضل أوقات الاعتكاف العشر الأواخر من رمضان لحديث عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ [1]، ومن نوى اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، فالصحيح أنه يدخل معتكفه قبيل غروب شمس ليلة الحادي والعشرين، حتى يستوعب ليلة الحادي والعشرين، وينتهي بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وهذا رأي جمهور أهل العلم[2]. قال ابن القيم رحمه الله: وقد كان هدْيه صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف أكمل هدي وأيسرَه، فكان يُضرب له خباءٌ مثل هيئة الخيمة، فيمكث فيه غير أوقات الصلاة، حتى تتم له الخلوةُ عن الناس، وكان ذلك في المسجد، فروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرِب له خباءً، فيصلي الصبح ثم يدخله[3]. وكان دائم المكث في المسجد لا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان[4]، فروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُدخِلُ عليَّ رأسَه وهو في المسجد فأرجِّله[5]، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفًا[6]. وكانت تزوره بعض أزواجه وهو معتكف، فإذا قامت تذهب قام معها يقلبها[7]، وكان ذلك ليلًا[8]، وكل ذلك كان يفعله صلى الله عليه وسلم تحصيلًا لمقصود الاعتكاف وروحه، عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المعتكف موضع عشرة ومجلبة للزائرين، وأخذهم بأطراف الحديث بينهم، فهذا لون والاعتكاف النبوي المحمدي لون، والله الموفق[9]. اللهم تقبَّل منا صيامنا وقيامنا، واجعلنا ممن وفِّق لقيام ليلة القدر، فغفَرت له ما تقدم من ذنبه، اللهم اجعلنا من المقبولين ومن عتقائك من النار. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- ما أفضل أوقات الاعتكاف؟ 2- متى يبدأ دخول المعتكف إلى المسجد؟ 3- اذكر جوانب من هديه صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف. [1] صحيح البخاري برقم (2026) وصحيح مسلم برقم (1172). [2] المغني (4 /489). [3] صحيح البخاري برقم (2033)، وصحيح مسلم برقم (1173). [4] فسرها الزهري بالبول والغائط. [5] يعني أسرِّحه وأجَمِّله. [6] صحيح البخاري برقم (2029)، وصحيح مسلم برقم (297). [7] أي: يردها إلى منزلها. [8] صحيح البخاري برقم (2035) وصحيح مسلم برقم (2175) من حديث صفية رضي الله عنها. [9] زاد المعاد (2 /108-110) باختصار وتصرف.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |