|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من أقوال السلف في الصيام فهد بن عبد العزيز الشويرخ {بسم الله الرحمن الرحيم } الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فطوبى لمن وفقه الله فداوم على الصيام, وكان صيامه صيام جوارح عن الذنوب والعصيان, فحظي برضا الرحمن, وفاز بالجنان, والعتق من النيران. للسلف أقوال كثيرة في الصيام, يسّر الله الكريم فاخترت بعضاً منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر, فربما شغل عن الصيام أشهراً, فجمع ذلك في شعبان, ليدركه قبل الفرض. الثاني: أنه فعل ذلك تعظيماً لرمضان, وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيماً لحقها. الثالث: أنه شهر تُرفع فيه الأعمال, فأحبَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم.
& عن عائشة رضي الله عنها قالت: سياحة هذه الأمة الصيام. & قال سفيان بن عيينة: إنما سُمي الصائم سائحاً لتركه اللذات كلها من المطعم والمشرب والمنكح. & قال أبو عمر العبدي: {﴿السائحون﴾} الذين يديمون الصيام من المؤمنين & قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: وأما قوله: ﴿ {السائحون} ﴾فإنهم الصائمون & قال الإمام القرطبي رحمه الله: الصائم مستمر على الطاعة في ترك ما يتركه من الطعام وغيره, فهو بمنزلة السائح.
فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام, وصوم البطن عن الشراب والطعام, فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده, فكذلك الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته, فتُصيره بمنزلة من لم يصُم. الصوم ومن أكبر العون على كسر الشهوة: & قال الإمام الغزالي رحمه الله: الشهوة...أن ينظر إلى مادة قوتها, وهي الأغذية الطيبة المحركة للشهوة, فلا بد من قطعها بالصوم, مع الاقتصاد عند الإفطار على طعام قليل. & قال العلامة ابن القيم رحمه الله: أن ينظر إلى مادة قوة الشهوة فيجدها من الأغذية المحركة للشهوة, إما بنوعها وإما بكميتها وكثرتها, فليحسم هذه المادة بتقليلها, فإن لم تنحسم فليبادر إلى الصوم, فإنه بُضيق مجاري الشهوة ويكسر حدتها, ولا سيما إذا كان أكله وقت الفطر معتدلاً. وقال رحمه الله: الصوم ناهيك به من عبادة تكُفُّ النفس عن شهواتها, وتخرجها عن شبه البهائم إلى شبه الملائكة المقربين,...وأي حسن يزيدُ على حسن هذه العبادة التي تكسرُ الشهوة, وتقمعُ النفس...وتزهدُ في الدنيا وشهواتها, وترغبُ فيما عند الله & قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش, بل ما يتبعه من كسر الشهوات, وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة. & قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: الصوم من أكبر العون على كسر الشهوة. & قال العلامة العثيمين رحمه الله: ومن حِكَمِ الصيام: كسر حِدَّة النفس, لأن النفس إذا كمَل لها نعيمُها, من أكل وشرب ونكاح, حملها ذلك على الأشَر والبَطَر ونسيان الآخر, وأصبح الإنسان كالبهيمة ليس له همٌّ إلا بطنه وفرْجه فإذا كبَح جماحَ نفسه وعوَّدها على تَحمُّل المشاقِّ وتحمُّل الجوع وتحمُّل الظمأ وتحمُّل اجتناب النكاح صار في هذا تربية عظيمة الصوم من أكبر أسباب التقوى: & قال العلامة ابن القيم رحمه الله: فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها, ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات, فهو من أكبر العون على التقوى, كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183] وقال رحمه الله: وبالجملة فعون الصوم على تقوى الله أمر مشهور, فما استعان أحد على تقوى الله وحفظ حدوده واجتناب محارمه بمثل الصوم. & قال العلامة السعدي رحمه الله: الصيام من أكبر أسباب التقوى, لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه, فمما اشتمل عليه من التقوى...أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى, فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه, لعلمه باطلاع الله عليه. & قال العلامة العثيمين رحمه الله: الله لم يُشرَعِ الصيام إلا لحِكَمٍ عظيمة، أهمُّها وأجلُّها وأعظمُها: التقوى: تقوى الله عز وجل؛ لقول الله تعالى: {﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾} [البقرة: 183]، هذه هي الحكمة من أجل تقوى الله عز وجل، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للصائم: «إذا سابَّه أحدٌ أو شاتمه فليقُلْ: إنِّي صائمٌ» ؛ أي: لا يسبُّه ويرُدُّ عليه بالمثْل، وليَقُل: إني امرؤ صائم، والصائم لا يسبُّ ولا يشتُمُ ولا يَصخَبُ، بل عنده الطمأنينة والوقار والسكينة، وتجنُّب المحرمات والأقوال البذيئة؛ لأن الصوم جُنَّة يتَّقي به الإنسانُ محارمَ الله، ويتقي به النارَ يوم القيامة، وهذه أعظمُ حِكَم.
الصيام دليل على صحة الإيمان: & قال الحافظ ابن رجب: إذا اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ثم تركته لله عز وجل في موضع لا يطلع عليه إلا الله, كان ذلك دليلاً على صحة الإيمان, فإن الصائم يعلم أن له رباً يطلع عليه في خلوته, وقد حرم عليه أن يتناول شهوته المجبول على الميل إليها في الخلوة, فأطاع ربه وامتثل أمره واجتنب نهيه خوفاً من عقابه ورغبة في ثوابه, فشكر الله تعالى له ذلك واختص لنفسه عمله هذا من بين سائر أعماله.
& قال العلامة السعدي رحمه الله: الصوم, وبقية الأعمال,...فيها فرحاً للقلب. الصوم زكاة البدن يطهره من الأخلاق الرديئة: & قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: الصوم زكاة البدن, أي: يزكيه ويطهره وينقيه من الأخلاط الرديئة طبعاً وشرعاً.
& قال العلامة السعدي رحمه الله: ما ذكره الله في كتابه من الأعمال كلها, كالجهاد ... والصوم, وبقية الأعمال,...فإنها وإن كان المقصود الأعظم منها نيل رضى الله, وقربه, وثوابه...فإن فيها صحة للأبدان, وتمريناً لها, ورياضة, وراحة للنفس...وأسرار خاصة تحفظ الصحة, وتنميها, وتزيل عنها المؤذيات
& قال العلامة السعدي رحمه الله: في الصوم من تمرين النفوس على ترك محبوبها الذي ألفته, حُباً لله, وتقرباً, وتعويد النفوس وتمرينها على قوة العزيمة والصبر. وفيه تقوية داعي الإخلاص, وتحقيق محبته على محبة النفس. & قال العلامة العثيمين رحمه الله: من حِكَمِ الصيام: تعويد الإنسان على تحمُّل المشقَّات والتعب؛ لأن التَّرَف والنعيم وتيسُّر الأكل والشرب، لن يدوم؛ فيُعوِّد الإنسانُ نفسَه على تحمُّل المشاقِّ. الصوم من أسباب علاج الفتور الذي يعتري المؤمن: & قال العلامة عبدالله بن حسن القعود: من الأمراض التي قد تعترى أحدنا بينما هو شعلة متحرك وإذا هو بدأ يتغير...علاج مثل هذه الأشياء: أن يتعاهد الإنسان نفسه بالقرآن, يقرأ القرآن يتعاهد نفسه بالسنة, يتعاهد نفسه بالأعمال الصالحة, يكثر من نوافل العبادة مع نفسه, يقوم الليل بينه وبين ربه, ويسأل الله أن يشد من أزره, يصوم ما تيسر
& قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله: منهم من يلازم الصوم ولا يبالي على ماذا أفطر, ولا يتحاشى في صومه عن غيبة ولا عن نظره ولا عن فضول كلمة, وقد خيَّل له إبليس أن صومك يدفعُ إثمك, وكل هذا من التلبيس.
تأثير من يكثر من الصيام على غيره: & قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله: لقيت...ولقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي فكان كثير الصمت, شديد التحري فيما يقول,...وكان كثير الصوم والصمت, فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما.
فليجاهد المسلم نفسه في صيام ما تيسر له من أيام في كل شهر, فالصيام من أسباب الوقاية من النار, ومن سبقونا كانوا يصومون حتى في أيام الحر الشديد, قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: حج الحجاج فنزل بين مكة والمدينة, ودعا بالغداء, وقال لحاجبه: انظر من يتغدى معي...فنظر فإذا هو بأعرابي, فقال له: ائتِ الأمير. فقال له الحجاج: تغدّ معي. فقال: إنه دعاني من هو خير منك فأجبته. قال: من هو؟ قال: الله عز وجل دعاني إلى الصوم فصمت. قال: في هذا الحر الشديد؟! قال: نعم صمت ليوم هو أشد حراً من هذا اليوم. قال: فأفطر وتصوم غداً. قال: إن ضمنت لي البقاء إلى غدٍ؟ قال: ليس ذلك إليَّ. قال: فكيف تسألني عاجلاً بآجل لا تقدر عليه؟ لقد بكى بعض السلف عند موته على الصيام, فعبدالرحمن بن الأسود رحمه الله, بكى عند موته وقال: وأسفاه على الصوم والصلاة, ولم يزل يتلو القرآن حتى مات. وختاماً فطوبى لمن أكرم الله الكريم فمات وهو صائم, قال هشام بن عروة رحمه الله: كان أبي [عروة بن الزبير, رضي الله عنه] يسرد الصوم, ومات وهو صائم. وقال الإمام الذهبي رحمه الله: خالد بن معدان مات صائماً.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |