|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تربية الاعتكاف سعيد بن محمد آل ثابت تربية الاعتكاف[1] ♦ مقدمة. ♦ إدراك رمضان. ♦ العشر الأواخر. ♦ ليلة القدر. ♦ الاعتكاف: • مشروعيته • حِكمة الاعتكاف وحُكمه. • بعض أحكام الاعتكاف. • الهدي النبوي في الاعتكاف. • الاعتكاف الجماعي. ♦ الخاتمة. مقدمة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. منذ أن قدم رسول الله المدينة ما ترك سنة الاعتكاف حتى توفاه الله، فكانت رسالة لكل مؤمن، لكل أب، لكل داعية، لكل مشغول، ألا بد باقتطاع وقت للخلوة بالله، لتحصيل الأجر والثواب، لرفع المنسوب الإيماني، لإدراك ليلة القدر، ولما لهذي السنة من قدر عظيم فسنعرج على ما يهم الداعية والمربي في شأنها. إدراك رمضان: بدايةً فإدراك رمضان هبة ربانية ومنحة إلهية للعبد، ولا يعرف ذلك إلا من سبر سنة الحياة، وأدرك فضائل الأعمال، واعتبر بانقضاء الأعمار، ودونك هذا الحديث يختصر هذه الحكاية، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: " أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعاً وكان أحدهما أشد اجتهاداً من صاحبه فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي قال طلحة: فرأيت فيما يرى النائم كأني عند باب الجنة إذا أنا بهما وقد خرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ثم خرج فأذن للذي استشهد ثم رجعا إلي فقالا لي: ارجع فإنه لم يأن لك بعد فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك فبلغ ذلك رسول صلى الله عليه وسلم فقال: من أي ذلك تعجبون؟ قالوا: يا رسول الله هذا كان أشد اجتهاداً ثم استشهد في سبيل الله ودخل هذا الجنة قبله فقال: أليس قد مكث هذا بعده سنة قالوا: بلى وأدرك رمضان فصامه قالوا: بلى وصلى كذا وكذا سجدة في السنة قالوا: بلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلما بينهما أبعد ما بين السماء والأرض" رواه أحمد. فكان هذا العام قد شكل الفرق الشاسع عن عمل المجتهد المجاهد، هذا إذا علمنا فقط أن ليلة القدر خير من ألف شهر، فكيف بغيرها؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال لي جبريلُ: رغِمَ أنفُ عبدٍ أدرك أبوَيه أو أحدَهما لم يُدخِلْه الجنةَ، قلتُ: آمين ثم قال: رَغِمَ أنفُ عبدٍ دخل عليه رمضانُ لم يُغفَرْ له، فقلتُ: آمين ثم قال: رَغِمَ أنفُ امريءٍ ذُكِرتُ عندَه فلم يُصَلِّ عليك، فقلتُ: آمين" صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد. وكأنه يقول من دخل عليه رمضان ولم يكن إدراكه له سبب لتحصيل المغفرة فرغم أنفه، وهي كلمة تقال للعتاب، وفي رواية أن جبريل نزل داعياً بها "من أدرك رمضان ولم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل آمين، قال: قلت آمين". العشر الأواخر: فإذا كان رمضان كذلك، فقد خص الله منه العشر الأواخر، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ، ما لا يجتهدُ في غيرِه" رواه مسلم. وعنها رضي الله عنها قالت: "كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليلهُ، وأيقظَ أهلهُ" رواه البخاري. وعنها رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر" رواه أحمد. وكان هذا التمييز للياليه لما فيها من خير عظيم إذ منها ليلة القدر. ليلة القدر: وليلة القدر أشرف الليالي وأعظمها بركة ففيها نزل القرآن، وتوزع الأرزاق والآجال تلك السنة، قال الله سبحانه:﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ الدخان، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾. فكانت ليلة العظماء بحق، ومن حرم خيرها ولا يحرم إلا محروم فقد حرم الخير كله، إذ عملها خير من ثلاث وثمانين سنة، وفيها توزع الأرزاق والآجال، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَد جاءَكُم رمضانُ شَهْرٌ مبارَكٌ افترَضَ اللَّهُ عليكُم صيامَهُ تُفتَحُ فيهِ أبوابُ الجنَّةِ ويُغلَقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ وتُغلُّ فيهِ الشَّياطينُ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهْرٍ مَن حُرِمَ خيرَها فقَد حُرِمَ" رواه أحمد. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه، ومَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه" رواه البخاري، ولهذا كان رسول الله وأصحابه يتحرونها ويبذلون في ذلك جهدهم من القيام والنسك النفيس، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اعتكف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ العشرَ الأوسطَ من رمضانَ. يلتمسُ ليلةَ القدرِ قبل أن تُبانَ لهُ. فلما انقضينَ أمرَ بالبناءِ فقُوِّضَ. ثم أُبينت لهُ أنها في العشرِ الأواخرِ. فأمرَ بالبناءِ فأُعيدَ. ثم خرج على الناسِ . فقال: " يا أيها الناسُ ! إنها كانت أُبينت لي ليلةَ القدرِ وإني خرجتُ لأُخبركم بها. فجاء رجلانِ يحتقَّانِ معهما الشيطانُ. فنسيتُها. فالتمسوها في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ. التمسوها في التاسعةِ والسابعةِ والخامسةِ " قال قلتُ: يا أبا سعيدٍ! إنكم أعلمُ بالعددِ منا. قال: أجل. نحن أحقُّ بذلك منكم. قال قلت: ما التاسعةُ والسابعةُ والخامسةُ؟ قال: إذا مضت واحدةٌ وعشرين فالتي تليها ثنتينِ وعشرين وهي التاسعةُ. فإذا مضت ثلاثٌ وعشرون فالتي تليها السابعةُ. فإذا مضى خمسٌ وعشرون فالتي تليها الخامسةُ "رواه مسلم. وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" رواه البخاري ومسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى" رواه البخاري. وعن ابن عمر رضي الله عنهما، "أنَّ رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر" رواه البخاري ومسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها" رواه البخاري ومسلم. فدلت هذه النصوص على أنها في العشر الأواخر وفي الأوتار أرجى. ولا يثرب على بعض الرؤى إن كانت صحيحة ولا تحمل معنى التكاسل بل الحفز والنشاط؛ لأن في ذلك أصل كما في حديث ابن عمر "أرى رؤياكم تواطأت". الاعتكاف: ثم لما كانت ليلة القدر بهذا الشأن والعشر كذلك، التزم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالاعتكاف حتى توفاه الله، والاعتكاف: هو المكث في المسجد من شخص مخصوص بصفة مخصوصة.[2] الأدلة على مشروعيته من الكتاب والسنة والإجماع: • فمن الكتاب: قوله تعالى: "وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ"، ومثله قوله تعالى: ﴿ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ ﴾ (البقرة من الآية: 125)، فالإضافة في الآية الأولى إلى المساجد المختصة بالقربات، وترك الوطء المباح لأجله، دليل على أنه قربة. • ومن السنة: لما روى ابن عمر وأنس وعائشة أن "النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله تعالى"، فكان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، واعتكف أزواجه وأصحابه. • ومن الإجماع لم يخالف أحد ويقول بعدم سنية ومشروعية الاعتكاف فكان إجماع وهو من الشرائع القديمة، قال الله تعالى: ﴿ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ ﴾ (البقرة من الآية:125). والحكمة من ذلك للانقطاع لطاعة الله والاجتهاد في تحصيل الثواب وإدراك ليلة القدر. حُكم الاعتكاف: للرجال سنة وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أصحابه لحديث أبي سعيد كما تقدم، وقد رُوي عن مالك: "ما رأيت صحابياً اعتكف"، قال ابن حجر: (لعله أراد صفة مخصوصة، وإلا فقد حكيناه عن غير واحد من الصحابة أنه اعتكف). واختلفوا في المرأة، والجمهور على أنه يسن لها؛ لعموم أدلة مشروعية الاعتكاف، والتي لم تفرق بين الرجل والمرأة. وحديث عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، فَاسْتَأْذَنَتْهُ عَائِشَةُ فَأَذِنَ لَهَا، وَسَأَلَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَسْتَأْذِنَ لَهَا فَفَعَلَتْ، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ أَمَرَتْ بِبِنَاءٍ فَبُنِيَ لَهَا، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا صَلَّى انْصَرَفَ إِلَى بِنَائِهِ، فَبَصُرَ بِالْأَبْنِيَةِ فَقَالَ: (مَا هَذَا) قَالُوا: بِنَاءُ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَزَيْنَبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَالْبِرَّ أَرَدْنَ بِهَذَا؟ مَا أَنَا بِمُعْتَكِفٍ" فَرَجَعَ فَلَمَّا أَفْطَرَ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ" رواه البخاري ومسلم. وهذا دليل على عظم الاعتكاف إذ قضاه رسول الله مع أنه سنة، وفي هذا دليل أيضاً على أن الاعتكاف يصح في أي زمان. بعض الأحكام: 1. وقت دخول المعتكف: الجمهور على أنه قبل غروب شمس ليلة واحد وعشرين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر، وتمييز الليالي تبدأ بليلة واحد وعشرين؛ ولالتماس ليلة القدر لأنها في الأوتار أرجى، وأجيب عن حديث عائشة رضي الله عنها لما قالت: " كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، إذا أراد أن يعتكفَ، صلى الفجرَ . ثم دخل معتكفَه" رواه مسلم، أنه دخل المعتكف ليلة واحد وعشرين، ولكنه دخل مكانه الخاص (وهو خباء) يضرب له في المسجد من بعد الفجر كما في حديث أبي سعيد "في قبةٍ تركيةٍ على سدتها حصيرٌ . قال: فأخذ الحصيرَ بيدِه فنحَّاها في ناحيةِ القبةِ . ثم أطلع رأسَه فكلمَ الناسَ.." الحديث، وقيل أيضاً أن المقصود اليوم العشرين، قاله القاضي أبو يعلى. 2. على المعتكف الالتزام بسنن المعتكف، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "السنة على المعتكف أن لا يعود مريضا ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ولا يبًاشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع" رواه أبو داود. فكل ذلك مشروع، وأما "لا اعتكاف إلا بصوم" ففيه نظر. وعنها قالت: "وإن كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليُدخِلُ عليَّ رأسَه، وهو في المسجدِ، فأُرَجِّلُه، وكان لا يَدخُلُ البيتَ إلا لحاجةٍ إذا كان معتكِفًا" رواه البخاري. فلذا يلزم المعتكف المسجد ولا يخرج قطعاً، ولخروجه ثلاث حالات: أولاً: الخروج لأمر لا بد منه طبعا أو شرعا، كقضاء الحاجة أو الطعام، إذا لم يكن فعله جائز في المسجد. ثانياً: الخروج لأمر طاعة كعيادة مريض واتباع جنازة، فلا يفعله إلا أن يشترط. ثالثاً: الخروج لأمر ينافي الاعتكاف كالبيع والشراء، ولا يفعله حتى لو اشترط. 1. وثمة أمور لا يسوغ لمن كان في المسجد عموماً والمعتكف خصوصاً أن يفعلها، كالبيع والشراء داخل المسجد، و إنشاد الضالة، وما في معناها مما يخالف مقتضيات التأدب بآداب المسجد في الجملة ومقتضيات الاعتكاف خصوصاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتُم من يبيعُ أو يبتاعُ في المسجدِ فقولوا لا أربحَ اللَّهُ تجارتَكَ وإذا رأيتُم من ينشدُ فيهِ ضالَّةً فقولوا لا ردَّ اللَّهُ عليْكَ" رواه الترمذي، ومما يخالف أدب المسجد: جلوس الناس فيه للحديث في أمر الدنيا لحديث أنس مرفوعاً وابن مسعود كذلك: "يأتي على الناس زمانٌ يحلقون في مساجدهم، وليس همهم إلا الدنيا، وليس لله فيهم حاجة، فلا تجالسوهم"، وفي لفظ آخر: "سيكون في آخر الزمان قومٌ يجلسون في المساجد حلقاً حلقاً، أمامهم الدنيا فلا تجالسوهم، فإنه ليس لله فيهم حاجة" وهذه الأحاديث حسنة بمجموع طرقها. 2. يجزئ المعتكف جزء من يوم أو ليل، لحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: "أنَّ عمرَ سألَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: كنتُ نَذَرْتُ في الجاهليَّةِ أنْ أعْتَكِفَ ليلةً في المسجدِ الحرامِ ؟ قالَ: " فَأَوفِ بِنَذْرِكَ" رواه البخاري، وفي رواية عند البخاري عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه أنه قال: يا رسولَ اللهِ، إني نذرتُ في الجاهليةِ أن أعتكفَ ليلةً في المسجدِ الحرامِ؟. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أوفِ نذرَكَ . فاعتكفَ ليلةً. الهدي الصحيح في الاعتكاف: عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" رواه البخاري ومسلم، وهذا فيه دلالة على العناية الظاهرة بهذه العشر من قبل أفقه خلق الله بالله وبشرعه، ومما يشار إليه: أولا: الحرص على الفرائض إذ لا يسوغ إصلاح النوافذ وترك الأبواب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ اللهَ قال: من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه" رواه البخاري. وقد تحصلت للمعتكف غنيمة باردة قلما تتحصل لغيره إلا بمشقة، ألا وهي الرباط، فعند مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً: "ألا أدلُكم على ما يمحو اللهُ بهِ الخطايا ويرفعُ بهِ الدرجاتِ؟ قالوا: بلى . يا رسولَ اللهِ! قال إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ. وكثرةُ الخطا إلى المساجِدِ. وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ . فذلكمْ الرباطُ". وليس في حديثِ شعبةَ ذكر الرباطِ. وفي حديث مالكٍ ثنتَينِ فذلكمُ الرِّباطِ. فذلكمُ الرِّباطِ، وله عند مسلم: "لا يزالُ العبدُ في صلاةٍ ما كان في مصلَّاهُ. ينتظرُ الصلاةَ، وتقولُ الملائكةُ: اللهم! اغفر لهُ. اللهم ! ارحمْهُ حتى ينصرفَ أو يُحدِثَ قلتُ: ما يحدِثُ ؟ قال: يفسو أو يَضْرِطُ"، فهيهات لمن نشد المعالي وأضاعها بالتسويف والكسل! ثانياً: السباق والمسارعة لأوامر الله، والإصرار على الابتداء فهو أولى من الاقتداء، فلا ينتظر المؤمن النداء والتذكير، فهو مشمر مسارع منافس، "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعلمُ الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ، ثم لم يجدُوا إلا أن يستهِموا عليه لاسْتهَموا عليه، ولو يعلمون ما في التهْجيرِ لاسْتبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمَةِ والصبحِ لأتوْهما ولو حبْوًا." رواه البخاري ومسلم. ثالثاً: استثمار الليل إذ هو أنفس زمان عموماً، وفي رمضان والعشر خصوصاً لا سيما للمعتكف، فليالي العشر أعظم ليالي العام، ومما يستثمر فيه الليل: • القيام الطويل: قال سبحانه: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴾ (الإسراء:79)، وقال: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ (الإنسان:26)، وقال: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ (الزمر:9)، فتأمل كيف كانوا يقومون حذري الأخرة، لعلمهم بالله وبعاقبة الدنيا ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ" رواه أبو داود وصححه الألباني. فهلا اشرأبت النفوس للإتيان بالقناطير يوم لا ينفع نفس مال ولا ولد؟! • تلاوة القرآن ومدارسته: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: "كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أجودُ الناسِ، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضانَ، حين يلقاه جبريلُ، وكان جبريلُ يلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضانَ فيدارِسُه القرآنَ، فلَرَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخيرِ من الريحِ المرسلةِ" رواه البخاري، قال النووي: (وفي هذا الحديث فوائد منها بيان عظم جوده صلى الله عليه وسلم . ومنها استحباب إكثار الجود في رمضان . ومنها زيادة الجود والخير عند ملاقاة الصالحين وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم . ومنها استحباب مدارسة القرآن)[3]، وقال ابن حجر في الفتح: (قوله: (فيدارسه القران) قيل: الحكمة فيه ان مدارسة القران تجدد له العهد بمزيد غنى النفس، والغنى سبب الجود. والجود في الشرع: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، وهو أعم من الصدقة). عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصِّيامُ والقرآنُ يشفَعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ يقولُ الصِّيامُ أي ربِّ منعتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ فشفِّعني فيهِ ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ قالَ فَيشفَّعانِ" رواه أحمد وصححه أحمد شاكر. في هذا دلالة على أن القران خير ما يشغل العبد ليلاً، وأتأمل اواخر سورة المزمل كيف أن الله سبحانه وتعالى اعتذر لمن مرض وخرج مجاهداً أو متحصلا للرزق في التخفيف عليه بالقيام ولم يعفيه من اليسير منه، وعبر بذلك بالقرآن عن الصلاة، ﴿ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾ (المزمل:20) • الاستغفار: قال تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ (الذاريات)، وتأمل كيف قلة نومهم وهجعتهم، وفي المقابل كثرة عملهم وعبادتهم ومكابدتهم الليالي، قال الله سبحانه: ﴿ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ (السجدة:16). • الدعاء: ساعات الإجابة تحين بشكل دائم على المؤمن والمعتكف بشكل خاص، فبين الأذان والإقامة ساعة إجابة، روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاءُ لا يُرَدُّ بين الأذانِ والإقامةِ" . قالوا: فماذا نقولُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: سَلُوا اللهَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ "، وفي رواية "إنَّ الدُّعاءَ لا يُردُّ بين الأذانِ والإقامةِ، فادعوا"، وللصائم عند فطره دعوة لا ترد، روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" إنَّ للصَّائمِ عندَ فِطرِه دعوَةٌ ما تُردُّ" صححه أحمد شاكر في عمدة التفسير، ويوم الجمعة كذلك، قال عبدالله بن سلام رضي الله عنه: قُلتُ ورَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ جالسٌ إنَّا لنجِدُ في كتابِ اللَّهِ في يومِ الجمُعةِ ساعةً لا يوافِقُها عبدٌ مؤمنٌ يصلِّي يَسألُ اللَّهَ فيها شيئًا إلَّا قضَى لَه حاجتَهُ . قالَ عبدُ اللَّهِ فأشارَ إليَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أو بعضُ ساعةٍ فقلتُ صدَقتَ أو بعضُ ساعةٍ. قلتُ أيُّ ساعةٍ هيَ قالَ هيَ آخرُ ساعاتِ النَّهارِ . قلتُ إنَّها ليسَتْ سَاعةَ صَلاةٍ قالَ بلَى. "إنَّ العبدَ المُؤْمِنَ إذا صلَّى ثمَّ جلسَ لا يحبِسُهُ إلَّا الصَّلاةُ فَهوَ في الصَّلاةِ" رواه ابن ماجه وصحه الألباني، وفي الليل ساعة إجابة، فعند مسلم من حديث جابر رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ من الليل ساعةً، لا يوافِقُها عبدٌ مسلمٌ يسأل اللهَ خيرًا، إلا أعطاه إيّاه" فمن حرم خير تلك الساعات وبركتها فقد حُرم. فما أفطن ذلكم العابد الذي تشبث بحبل الليل، ومازال يلهج بالدعاء والطلب والاستغفار، ثنى قدمه وبات ساجداً قائماً داعياً مستغفراً؛ لأن للعارفين مع ربهم في الليل شأن آخر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ" رواه البخاري ومسلم، وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزلُ اللهُ في كلِّ ليلةٍ إلى سماءِ الدُّنيا فيقولُ: هل من سائلٍ فأُعطِيَه؟ هل من مُستغفرٍ فأغفرَ له ؟ هل من تائبٍ فأتوبَ عليه ؟ حتى يطلعَ الفجرُ" صححه الألباني في صحيح الجامع، وتأمل قوله سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ (الفرقان: 64)، فالناس يبيتون نياما وهؤلاء يبيتون سجدا وقياما، فما أعظم ليل العابدين، فإما قائم خاشع أو تال متدبر أو مستغفر منكسر. رابعاً: يحذر المؤمن من إضاعة الوقت ومن فضول الكلام والطعام والمخالطة، جاء عن الحسن قال: (أدركت أقواماً كان أحدهم أشح على عمره منه على الدرهم)، وقال ابن مسعود: (ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي)، وعن إبراهيم بن سليمان الزيات العبدي - بمكة - قال: كنت جالسا مع سفيان (أي الثوري)، فجعل رجل ينظر إلى ثوب كانت على سفيان، ثم قال: يا أبا عبد الله! أي شيء كان هذا الثوب؟ فقال سفيان: كانوا يكرهون فضول الكلام[4]، وقد قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: "مَنْ كَثُرَ ضَحِكُهُ قَلَّتْ هَيْبَتُهُ، وَمَنْ مَزَحَ اسْتُخِفَّ بِهِ، وَمَنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْءٍ عُرِفَ بِهِ، وَمَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ سَقْطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقْطُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ قَلَّ خَيْرُهُ، وَمَنْ كَثُرَ أَكْلُهُ لَمْ يَجِدْ لِذِكْرِ اللَّهِ لَذَّةً، وَمَنْ كَثُرَ نَوْمُهُ لَمْ يَجِدْ فِي عُمُرِهِ بَرَكَةً، وَمَنْ كَثُرَ كَلامُهُ فِي النَّاسِ سَقَطَ حَقُّهُ عِنْدَ اللَّهِ، وَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِ الاسْتِقَامَةِ"[5]، ففضول المباحات تقضي على لذة المناجاة ويصعب على العبد أن يصل إلى مراده بها، لما فيها من فضول الكلام والنظر وضياع الوقت والنوم والانشغال بخدمة الجماعة. الاعتكاف الجماعي: يحرص بعض الدعاة وأهل التربية على تنظيم الاعتكاف وفق برنامج جماعي يهدف من خلاله إلى تعزيز هذه الفضيلة وغرس شعب الإيمان من خلالها، وهذه قد تكون مصلحة مرسلة وإن كانت لا توافق الهدي النبوي في الظاهر، حيث الخلوة والانقطاع من الناس، ولكن قد يتوصل لمقاصد الاعتكاف عبر تلك الجهود التربوية لا سيما إذا التزمت بما يوافق الهدي، وينصح بالتالي: 1. تحديد مرحلة المعتكفين وعدم الخلط بين المراحل. 2. ضبط العدد وحسن الاختيار حتى وإن كان الهدف التدريب والتعويد. 3. اختيار المسجد المناسب والذي يكون مهيأ من حيث السعة، والوجبات، وكذلك الإمام المناسب، وأيضا دورات المياه المناسبة. 4. تحديد أهداف الاعتكاف والتي لا تختلف بالجملة عن مقاصد الاعتكاف، لكنها قد تتضمن أهداف أخرى، تتحقق من خلال بعض البرامج، كحفظ القرآن والقيام به، ومدارسته. 5. ترك فرصة للخلوة بالله سبحانه وتعالى، وملء الوقت ذاتياً خاصةً في المراحل المتقدمة، أما المبكرة فمن الصواب ملء وقتهم من إدارة البرنامج وتعويدهم على الجدية، والانضباط بالجدول العام. 6. تقنين الخروج من المعتكف أو منعه ومحاولة التنسيق مبكرا للخدمة من خارج المعتكف. 7. تحديد الأيام بناء على استعداد الموجودين ومرحلتهم وطاقتهم. 8. برنامج مدراسة للقرآن ويكون ليلاً، وحبذا لو كان مقتصرا على ما يسمعه من الإمام أو ما كان من ورده اليومي لما لها من دافعية في الخشوع والتدبر، ولها أصل في مدراسة رسول الله لجبريل كما مر معنا. 9. أهمية الاستئذان بالذهاب والإياب وضبط الزيارات الخارجية أو منعها. 10. توطين المربي نفسه على نزوات بعض المشاركين التي تنم عن ضعف الإيمان أو الملل أو قلة البصيرة، وليعلم بأنه يربي بقدوته ومثله التي يمتثلها أكثر من كلامه وتنظيره، فعمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل. أخيراً: الاعتكاف للمربي الداعية ولكل مؤمن فرصة سانحة يرمم فيها ما خُدش من إيمانه ويعوض ما نقص ويستكمل ما بقي، قال الزهري: "عجبًا من الناس! كيف تركوا الاعتكاف، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترك الاعتكاف حتى قُبِض". وهي للداعية المربي بوجه خاص ميدان خصب له يوجه فيه المشارك لمعالم التدين الصحيح، ولكن يبقى الحمل ثقيل على المربي إذ كان من سنة الله في الحياة أن الإيمان والتقوى لا تُدرس في الفصول ولا تؤخذ بالأسماع، بل هي نموذج ملهم يؤخذ بالمعايشة والسيرة الحسنة. [1] أصل الموضوع كلمة ألقيت، ثم فرغت. [2] شرح النووي على مسلم. [3] شرح النووي على صحيح مسلم. [4] كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني. [5] كتاب الحلم لابن أبي الدنيا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |