وظائف شهر رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1184 - عددالزوار : 133279 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-02-2023, 04:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,887
الدولة : Egypt
افتراضي وظائف شهر رمضان

وظائف شهر رمضان


محمد بن محمود الصالح السيلاوي






إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فهو المهتدِ، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا صيامنا، وصلاتنا، وسائر أعمالنا، وأن ينفعنا بما نقول ونسمَع؛ إنه سميع قريب مجيب.


وفي هذا اللقاء، نذكِّرُ الإخوة الصائمين بلزوم استغلال الوقت في أيام هذا الشهر المبارك ولياليه، وعدم التفريط في ساعة منها؛ وذلك بحُسن التخطيط، والسير على برنامج إيماني عملي يتوافق مع شؤون الواحد منا؛ الحياتية، والوظيفية، والاجتماعية، بحيث لا يكون بينها تعارض، فلا يقصِّر الإنسانُ في جانب منها على حساب الجوانب الأخرى، ويقدمُ الأهمَّ منها فالأهم.


وإليك - أخي الكريم - في هذا المجلس الطيب المبارك طائفةً مِن الوظائف التي يستطيع كلُّ مسلم القيامَ بها في هذا الشهر، وإن كانت جميع الأعمال الصالحة محلًّا لهذا الشهر، إلا أن هناك أعمالًا أكثر تحريًّا في هذا الشهر منها في سائر العام.


إن أول هذه الوظائف ورأسها، التي عظُم الشهر بها، هي وظيفة الصيام، وهي التعبُّد لله بالامتناع نهارًا عن الطعام والشراب والشهوة، وقد جاء في الكتاب العزيز وفي الأحاديث الصحيحة ما يُبيِّن فضلَ الصيام في أيام رمضان، وفي غيره مِن الأيام.


فقد قرَن الله ذِكر الصائمين والصائمات بالمغفور لهم، والمُثَابين على أعمالهم، فقال تعالى: ﴿ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35]، ووصَف الله تعالى الأجرَ بالعِظَم؛ للدلالة على أنه بالغٌ غايتَه، ولا شيء أعظم مِن أجرٍ هو الجنةُ ونعيمها الدائم، الذي لا ينقطع ولا ينفَد، اللهم فاغفِرْ ذنوبَنا، وأعْظِمْ لنا أجورَنا.


وليس أعظم أجرًا مِن عمل نسَبه الله له، وجعل جزاءه إليه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ عمَلِ ابن آدم يُضاعف، الحسنةُ عَشْرُ أمثالها إلى سبعمائة ضِعف، قال الله عز وجل: إلا الصومَ؛ فإنه لي، وأنا أجزي به؛ يَدَعُ شهوتَه وطعامه مِن أجلي،للصائمِ فرحتانِ: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ عند لقاء ربِّه، ولَخُلُوفُ فِيهِ أطيبُ عند الله مِن ريحِ المسكِ))[1].


ومِن وظائف هذا الشهر وأعماله: ما يختص به مِن صلاة القيام في جماعة بالمساجد؛ حيث يجتمع المسلمون في كل ليلة من ليالي هذا الشهر ليؤدوا معًا صلاة التراويح وراء إمام واحد؛ فقد ثبت في الصحيحينِ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم مِن ذنبِه))[2].


ولقد وصَف الله عباده بصفاتٍ امتدحهم بها، منها: أنهم يقومون من الليل، ويتقلبون على فُرشهم خوفًا وطمَعًا، وذلك بما يُعرَف بصلاة القيام؛ فقال تعالى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 63، 64]، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن قيام الليل هو عادةُ الصالحين، وأنَّه مما يكفِّرُ اللهُ به الذنوب، فقال: ((عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قُربةٌ لكم إلى ربكم، ومَكْفَرةٌ للسيئات، ومَنْهاةٌ عن الإثم))؛ رواه الترمذي[3].


وينبغي للمسلم في هذه الليالي ألا ينصرفَ مِن صلاة القيام إلا بعد انصراف الإمام؛ أي: عندما ينتهي الإمام أو الجماعة من صلاة التراويح؛ ليُكتب له بذلك قيام ليلة؛ فقد روى الإمام أحمد وأهل السنن عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه مَن قام مع الإمام حتى ينصرف، فإنه يعدِلُ قيام ليلة))[4].


ومِن أجلِّ وظائف هذا الشهر العظيم: إطعامُ الطعام؛ فقد قال تعالى ممتدحًا الأبرار: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 8، 9]،ولقد كان السلفُ الصالح يحرصون على إطعام الطعام، ويقدمونه على كثير من المستحبات والقُربات، سواءٌ كان الإطعام لإشباع جائع، أو لإكرام ضيف أو قريب أو صديق، ولو كان هذا المُطعَم مُوسِرًا؛عن عليٍّ رضي الله عنه قال: (لأن أدعوَ عشَرة مِن أصحابي فأُطعِمَهم طعامًا، أحبُّ إليَّ من أن أخرج إلى سوقكم هذا فأشتريَ رقبةً فأعتقها).


أما إطعام الصائمين وتفطيرهم فهذا أيضًا مِن أجلِّ الأعمال للصائم، بل إنه يُكتَب له أجر الصائمين الذين أطعمهم، ولا ينقص ذلك مِن أجورهم شيئًا.


عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن فطَّر صائمًا، فله مِثل أجره، غيرَ أنه لا ينقص مِن أجر الصائم شيء))[5].


ومما يستحب للصائم المواظبة عليه في الصوم في رمضان وفي غير رمضان: تعجيل الفطور؛ مخالفةً لليهود والنصارى؛ فإنهم كانوا يؤخرون الفطور حتى تظهَر النجوم؛ فعند ابن خزيمة وابن حبان عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال أمتي على سنَّتي ما لم تنتظر بفِطرها النجوم))[6]، ويستحب له أن يبدأ الإفطار على رُطَب، فإن لم يجد فعلى تمرٍ، فإن لم يجد فعلى ماء؛ فقد جاء عند أحمد وأبي داود عن أنس بن مالك يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفطر على رُطبات قبل أن يُصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمراتٍ، فإن لم تكن حسَا حسَواتٍ مِن ماءٍ)[7]، وبالعكس من ذلك في السحور، فإنه يستحبُّ تأخيره؛ لِما رواه الشيخانِ - رحمهما الله - عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تسحَّروا؛ فإن في السَّحور بركةً))[8]، والبركة فيه؛ لأنه في وقت آخر الليل، وهو وقت مبارك، وفيه تقويةُ الصائم، ويستحب تأخيره قدر الإمكان؛ فعند البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: (كنت أتسحَّر في أهلي، ثم يكون سرعة بي أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)[9]، ويستحب للصائم أن يتسحَّر على التمرِ؛ لِما رواه أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نعم سحور المؤمن التمرُ))[10]، فإن لم يتيسر له التمر، فليس أقل من السحور ولو بجرعة ماء! لقوله صلى الله عليه وسلم: ((السحور أكله بركةٌ، فلا تَدَعوه، ولو أن يجرَعَ أحدُكم جَرعة مِن ماء؛ فإن الله عز وجل وملائكتَه يصلُّون على المتسحرين))؛ رواه أحمد[11].


ومِن أمتع تلك الأجواء التي يعيشها الصائم في رمضان: أجواء الدعاء أثناء الصوم وعند الإفطار؛ فإن الدعاءَ هو العبادةُ، والصائم أقرب إلى الله تعالى؛ فيكون أحرى بإجابة الدعاء، وانظر إلى سياق آيات الصيام في سورة البقرة عندما جاء أثناءها قوله سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].


ومِن الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما يفطر وهو صائم: ((ذهَب الظمأ، وابتلَّتِ العروقُ، وثبت الأجر إن شاء الله))؛ رواه أبو داود[12].


والحمد لله رب العالمين
وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمَّد وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين


[1] البخاري: 5927، مسلم: 1151.

[2] البخاري: 37، ومسلم: 759.

[3] الترمذي: 3549، وصححه ابن خزيمة والحاكم والألباني.

[4] الترمذي: 806، والنسائي: 1605، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والألباني.

[5] أحمد: 17033، والترمذي: 807، والنسائي: 3317، وابن ماجه: 1746.

[6] ابن خزيمة: 20161، وابن حبان: 3510.

[7] أحمد: 12676، وأبو داود: 2356.

[8] البخاري: 1923، ومسلم: 1095.


[9] البخاري: 577.

[10] أبو داود: 2345.

[11] أحمد: 11086.

[12] أبو داود: 2357، وحسنه الألباني في الإرواء: 920.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]