الإحسان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القدس بين نبوءات اليهود، وعقيدة المسلمين، وفوضى الطائفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أنواع الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          زمن صنع السفينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نقض العهود.. وتسليط الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2028034 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304735 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 122036 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-01-2023, 01:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,466
الدولة : Egypt
افتراضي الإحسان

الإحسان
الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم

يقول الله تعالى: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة، ولْيُحِدَّ أحدكم شفرتَه، ولْيُرِحْ ذبيحته))[1].

في الآية: الأمر العام والشامل بالإحسان لكل أحد في كل شيء.

والحديث: يوضح إلى أي مدى يصل الإحسان، ومعلوم أن كل أحد يعلم أنه مطلوب منه إحسان عمله، لكن أن يصل الأمر إلى حدِّ أن يحسن القاتل قتلته، والذابح ذبيحته، إن هذا لأمر عظيم.

عباد الله:
دائرة الإحسان واسعة جدًّا، لم تَدَعْ مجالًا إلا دخلته؛ فالإحسان مع الله أن تعبده كأنك تراه، والإحسان مع القرآن بإحسان التلاوة والتدبر، والعمل والتحاكم إليه، والدعوة إلى تطبيقه.

والإحسان مع خَلْقِ الله، ولن نستطيع الإحاطة بها، ولكن نقتصر على من أكَّد الله علينا الإحسان إليهم؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36]، بدأ بأشرف إحسان وأعظمه؛ وهو توحيد الله، وثنَّى بأعظم محسَن من الخلق إليهم؛ وهما والداك، وثلَّث بذوي القربى من الأولاد والإخوان، وسائر ذوي الأرحام؛ لعظيم حقهم عليك، ثم أتْبَعَهم باليتامى؛ أولئك المحرومين البؤساء الذين فقدوا سندهم من الناس، وحُرموا العطف والحنان، فكلَّف الله المجتمع بتعويضهم عن ذلك، ووعد الرسول صلى الله عليه وسلم من يحسن إليهم، ويقوم بمصالحهم بالدرجة العالية في الجنة؛ فقال: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى))[2].

وحذَّر من قهره وامتهانه؛ فقال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9]، والتعدي على ماله؛ فقال عز ذكره: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10].

ثم أمر بالإحسان إلى المساكين، ويدخل فيهم الفقراء، فيجب الإحسان إليهم بإعطائهم ما جعله الله لهم من مال الأغنياء من الزكاة، ثم ببذل المعروف، ويلتحق بهؤلاء ضعفة المسلمين الذين تُنتهك حقوقهم، وتُستباح محارمهم، ويتعدى عليهم الأقوياء.

ثم وصل بالإحسان إلى الجار؛ فقال سبحانه: ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ﴾ [النساء: 36] من النسب، ﴿ وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾ [النساء: 36] الذي ليس بينك وبينه نسب، وأردف بـ ﴿ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾ [النساء: 36]، قيل: الزوجة، وقيل: كل من صحبته، وجمعت بينك وبينه ملازمة ورفقة من عمل، أو سفر، أو من دارسة، أو أي مجال، ﴿ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ [النساء: 36]، سواء أتاك في محل إقامتك، أو لقيته في سفرك، وختم: ﴿ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: 36].

الخطبة الثانية
جزاء الإحسان:
الحمد والثناء.
يقول تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]؛ فالجزاء متحقق حتى للكافرين، فإنهم إذا أحسنوا، كافأهم الله بذلك في دنياهم.

وأما المؤمن، فمكافأته في الدنيا والآخرة، وأول جزاء يترتب عليه خير الدنيا والآخرة:
1. معية الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

2. وحبه سبحانه: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 13].

وفي الدنيا:
1. صلاح النفس والحصول على المواهب العظيمة من الله؛ قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 22].

2. مكافآت عظيمة؛ منها: الذرية الصالحة؛ قال تعالى عن إبراهيم: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأنعام: 84].

وفي الآخرة:
1. حفظ الإحسان والحصول عليه أحوج ما يكون الإنسان إليه؛ ﴿ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [هود: 115].

2. والجنة: ﴿ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 85]، ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26].

[1] رواه مسلم 3/ 1548، برقم 1955.

[2] متفق عليه: البخاري 5/ 2032، برقم 4998، مسلم 4/ 2287، برقم 2983.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.63 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]