{وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته...} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم بدران بن لحسن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما أصول التكريم السبعة للإنسان الأول آدم عليه السلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          متى يكرهك الطفل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كتاب “حضارة الإسلام” .. تشريح لروح الحضارة بعيون غربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          3 ألعاب لتعزيز تعليم القراءة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          نقد المنهج المعاصر في تضعيف الأحاديث الصحيحة: دراسة في مظاهر الخلل المنهجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ذكر الله سبب من أسباب مغفرة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          النهي عن إنزال الحاجة بالناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 473 - عددالزوار : 157629 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-12-2022, 04:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,222
الدولة : Egypt
افتراضي {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته...}

{وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته...}
د. عبدالعزيز حمود التويجري


﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ﴾ [الشورى: 28]


الخطبة الأولى
الحمد لله على فضله وإنعامه، وله الشكر على جزيل كرمه وامتنانه، يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له، إنه بعباده خبير بصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا رب غيره ولا إله سواه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُ الله ورسولُه صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومَن اتَّبَع سُنَّته إلى يوم الدينِ، أما بعد:
ألم ترى هذا اليومَ ما أحلا شمائلَهُ
غيثٌ وغيمٌ وإبراقٌ وإرعادُ




﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ﴾ [النور: 43] لله تعالى في عباده أسرار، لا تدركها الأفكار، وأحكام لا تنالها الأوهام، تختلف والعدل متَّفق، وتفترق والفضل مجتمع متَّسِق.

ولما ساءت بتثبط الغيث الظُّنون، وأمسكت السماء دَرَّها؛ واكتست الأرضُ غُبْرةً بعد خُضْرة، ولبست شحوبًا بعد نَضْرة؛ وكادت برودُ الرياضِ تُطوى، ومُدودُ نعمِ اللهِ تُزوى؛ نشرَ اللهُ تعالى رحمتَه، وبسطَ نعمتَه، وأتاحَ مِنَّتَه، وأزاحَ محنتَه، فبعث الرياح لواقح، وأرسل الغمام سوافح، بماء يتدفَّق، ورِواء غدق، من سماء طبق، استهلَّ جفنُها فدمع، وسمح دمعُها فهمع، واصابَ وبَلُها فنقع، فاستوفت الأرض رِيًّا، واستكملت من نباتها أَثَاثًا وَرِئْيًا.

تظنُّه مصمتًا لا فَتْقَ فيه فإنْ
سالت عزاليه قلتَ الثوبُ منفتقُ
إنْ مَعْمَعَ الرعدُ فيه قلتَ ينخرقُ
أو لألأ البرقُ فيه قلتَ يحترقُ
فالرعدُ مرتجسٌ والبرقُ مُخْتلسٌ
والغيث منبجسٌ والسيلُ مندفقُ
سقى ديارَ الذي لو متُّ من ظمأ
ما كنتُ بالريِّ من أحواضه أثِقُ


﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28].

فالحمد لله على ذلك ما انسكب قطر، وانصدع فجر، فربُّنا كريمٌ معطاء، عظيمٌ مفضال، يجودُ بالعطاءِ قبل السؤال، ويمنُّ بالخيرِ على الإنسِ والجان، كل يومٍ هو في شأن ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].

حليمٌ عظيمٌ راحمٌ متكرمٌ
رؤوفٌ رحيمٌ واهبٌ متطولُ
جوادٌ مجيدٌ مشفقٌ متعطفٌ
جليلٌ جميلٌ منعمٌ متفضلُ
له الراسياتُ الشمُّ تهبطُ خشيةً
وتنشقُّ عن ماءٍ يسيحُ ويخضلُ
وأنشأ من لا شيء سُحُبًا هواطلًا
يُسبحُ فيها رعدهُ ويهللُ
وأحيا نواحي الأرضَ من بعد موتِها
بمنسم غيثِ من السُّحُب يهملُ


يرسل الله تعالى الرياح بشرًى بين يدي رحمته، فيسوق بها السحاب، ويجعلها لقاحًا للثمرات وروحًا للعباد ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ﴾ [الأعراف: 57].

والغيثُ والخيرُ والعطاءُ يأتي بأمر الله جل عز وجل، ولا يعلمُ وقت نزولِه ومكانِه إلا اللهُ جل جلاله، في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام: ((خمسٌ لا يعلمهن إلَّا الله))، ثم تلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34].

إنه لا يعلمُ بحاجةِ العبادِ إلا اللهُ، ولا ينزل الغيثَ إلا الله ﴿ وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾ [النحل: 65].

وميكائيلُ ملَكٌ عظيمٌ موكلٌ بنزولِ المطرِ، يسوق السحابَ حيث أمره الله، جاء ذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد.

وقد يسقي الملَكُ بأمر اللَّهِ بلادًا دون بلاد، أو قريةً دون أخرى، وقد يُؤمرُ بأن يُسقي زرعَ رجلٍ واحدٍ دون سواه، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَاللَّهِ، لِمَ تَسْأَلنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ))، فاتقوا الله الذي ما من نعمة إلا منه سبحانه ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18].

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42].

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفروه وتُوبُوا إليه إنَّ ربنا لغفور شكور.

الخطبة الثانية
الحمدُ لله وكفى، والصلاة والسلام على عبده المصطَفى، وعلى آله وصحبه ومَن اجتبى، أمَّا بعد:
إذا علمت الأُمَّة أنه لا يُنزِل الغيثَ إلا اللهُ، ولا يبسط الرزق إلا هو سبحانه، وجب علينا تعظيمُ اللهِ وذكرُه وشكرُه ودعاؤه والاعترافُ بنعمهِ والمحافظةُ على حدودهِ.

صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: ((هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟))، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ((أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ)).

وروى البخاريُّ في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: ((اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا)).

وروى مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي اللهُ عنه قال: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَطَرٌ قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: ((لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى)).

كما يشرع للمسلم الذكر عند سماع الرعد؛ لما رواه مالك في الموطأ من حديث عامر بن عبداللَّه بن الزبير موقوفًا: أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ثم يقول: إن هذا لَوَعيد لأهل الأرض شديد.

روى الترمذي في سننه من حديث ابن عباس رضي اللهُ عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الرَّعْدُ مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ اللَّهِ، مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ، مَعَهُ مَخَارِيقُ مِن نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيثُ شَاءَ اللَّهُ)).

اللهُمَّ زِدْنا من خيرك وبرِّك وإحسانك، واجعلنا لِنِعَمِك شاكرين، ولأوامِرِك ونواهيك ممتثلين، اللهُمَّ صَلِّ وسلِّم على عبدك ورسولِك نبيِّنا محمد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.96 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]