|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نعمة المال وطرق كسبه تحت ضوء آيات القرآن الكريم عبدالوحيد شهزاد الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى الكريم، الذي أُرسل للناس كافة بشيرًا ونذيرًا؛ أما بعد: فبحمد الله وتوفيقه؛ ألقيتُ خطبة الجمعة باللغة الأردية حول موضوع: "نعمة المال وطرق كسبه تحت ضوء آيات القرآن الكريم"، أُلخِّص خطابي الذي ألقيته في خطبة الجمعة في جامع مسجد عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بإسلام آباد في النقاط الآتية: أولًا: تبيان أهمية المال في كتاب الله العزيز؛ حيث قال عز وجل:﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 5]، نصَّت هذه الآية على أهمية المال؛ حيث إنه سبب ووسيلة لتقوية الإنسان. كما قال الله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الأعراف: 10]، نفهم من هذه الآية أن الأرض محل التمكين للإنسان؛ حيث جعل الله أسباب المعيشة فيها، فعلى الإنسان أن يبحث على هذه الأسباب لحياته، متوكلًا على الله، وشاكرًا له. ثانيًا: إن العمل لكسب الحلال فضل من الله تعالى؛ كما أشار على عباده في هذه الآية؛ قال الله عز وجل:﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 73]. وقال الله في آية أخرى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10]، يثبت من هاتين الآيتين أن كسب المال سبب لحصول فضل الله تعالى. ثالثًا: كما بينت المال الذي يكسب الإنسان بجهده هو مال الله، والإنسان مستخلف فيه، وإن عملية كسب المال في الشريعة الإسلامية مضبوطة بضوابط شرعية، ولا يجوز للمسلم أن يكسب مالًا من الحرام، وجاء هذا في قوله عز وجل:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 168]، وقال الله عز وجل: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114]. فثبت من هاتين الآيتين أن المؤمن ليس له الحرية المطلقة في كسب المال، بل هناك أصول وضوابط تضبطها. رابعًا: ينبغي ألَّا يحسد الإنسان أخاه في ماله الذي رزقه إياه الله سبحانه وتعالى من فضله، بل عليه أن يسأل الله من فضله. الإنسان اليوم يضيع أوقاته في التفكير في الذين زاد مالهم، ويتساءل: لماذا أعطاه الله كثيرًا؟ وأيضًا يتكلمون في مجالسهم عن الأشخاص الذين عندهم وفيه مال كثير، ويقولون: كيف نصير مثلهم؟ علَّمنا سبحانه وتعالى أن الأرزاق مقسمة، وأن ليس للإنسان إلا ما كتبه الله له؛ حيث قال الله عز وجل: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 165]، وقال الله عز وجل: ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 12]، فثبت من آيات القرآن أن الحسد آفة اجتماعية، لا طائل من ورائها، إنما الحسد كالنار يأكل بعضها بعضًا، والعلاج أن يسأل الله من فضله؛ لأنه هو الرزاق ذو القوة المتين. خامسًا: وبعد هذا التعريج طرقت موضوعًا آخر يخص نصح أفراد مركزنا حول طريقة كسب المال: 1- التزام الصدق في جميع الأمور الحياة؛ لأنه سبب حياة المجتمع؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة)). 2- ألَّا يقسم كاذبًا. ربَّانا النبي صلى الله عليه وسلم على الصدق في جميع شؤون حياتنا، وهذا منٌّ علينا مِن جانبه، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الوعيد الشديد للذي يبيع سلعته بحلف كاذب؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ![]() 3- أن يجتنب الخداع؛ لأنه سبب لدنوِّ المستوى الأخلاقي للمجتمع الإنساني؛ عن أبي هريرة قال: ((جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى السوق فإذا حنطة مصبرة، فأدخل يده فيها، فرأى بها بللًا، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: يا رسول الله، أصابه مطر، فهو هذا البلل الذي ترى، قال: أفلا جعلته على رأس الطعام حتى يراه الناس، من غشَّ فليس مني، من غش فليس مني)). أيها المسلمون: يجب علينا أن نكتسب حلالًا طيبًا، وأن نجتهد في كسبه، ونبتعد عن الكسل، وأن نمنع أنفسنا من الحسد والبغض، وأن نهتم بإشارات نبينا صلى الله عليه وسلم؛ كي نفوز في الدنيا والآخرة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لاكتساب الحلال الطيب، وأن ننفقه في سبيل الله تعالى.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |