|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() انقر: (تخط) محمود مصطفى الحاج مَن منا ليس لديه ذكرياتٌ تعيسةٌ؟ مَن منا ليس لدية مواقفُ حزينةٌ، ولحظات عَصِيبة، ومشاهد مُوجِعة؟ مَن منا ليس لديه أحلامٌ لم تتحقَّق، وآمال ضاعت في دائرة الحياة؟ ومَن منا توقَّفت به عقارب الساعة لفِراقِ أحدهم، أو لضياع آخر؟ الحقيقة تقول: إن الحياةَ لا تنتظر أحدًا كي تنتظرَ أنت ما فاتك؛ لذا انقر (تخطٍّ). تخطٍّ: لكل شيء يمكن أن يُوقِف مسيرتك ونجاحك، بل من الممكن أن يمحو ذاتك إن تُرك بلا مقاومة! تخيَّل معي شخصًا خرج مِن تجرِبةٍ حطَّمت أركانه، ومزَّقت مُكوِّناته الشخصية، وسيطَرت عليه، فلم يبقَ له إلا خَيبةُ أمل، وتدور به الأيام وهو ما يزال قابعًا في ذكرياته الأليمة، حتى صنع بيدِه دائرةً سوداءَ، واضعًا نفسه بها ومُغلِقًا الباب، فلا سبيل للنجاة. وعلى النقيض تمامًا: يُحكَى أن رجلًا صالحًا كان مسافرًا إلى قريته، وأثناء سفره مرَّ على رجل مُبتلًى، أصابه شلل نصفي، غير أنه أعمى، وبمرور الرجل الصالح عليه إذا به يسمعه يقول هامسًا: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرًا من خلقه)! فتعجَّب الرجل الصالح كثيرًا مما سمِع، فاقترب الصالح من المبتلى ليسأله: يا رجلُ، أرى فيك من المصائب والابتلاءات والأمراض الكثير، فما الذي عافاك منه الله؟! ابتسم الرجل المبتلى مُجيبًا عليه: (عافاني الله إِذْ أطلق لي لسانًا يُوحِّده ويحمَدُه، وقلبًا يذكُرُه في كل وقت وحين). هكذا تخطَّى المبتلى كل ابتلاءاته وأمراضه، مضيئًا الجانب الإيجابيَّ في حياته؛ سعيًا وراء هدفه المنشود "طاعة الله عز وجل". إن العيش في الماضي الحزين لا يُسمِن ولا يُغْنِي من جوع، فالحزن يُفقِد الإنسان الشعورَ بالمعنى الحقيقيِّ للحياة، ويُبدِّل نظرة الأمل إلى نظرة يأس! وفي هذا الصدد "أشار المتخصصون النفسيون بأن الشعور بالاستسلام لشيءٍ ما يُؤدِّي إلى تراجع في الفكر، ومِن الممكن أن يشلَّ العقلَ عن ممارسة دوره المَنُوط به، فضلًا عن احتمالية الإصابة ببعض الأمراض؛ مثل الصداع، وسوء الهضم، والقولون، وغيرها"[1]. لذلك فإن الاستسلام للتعاسة والحزن يُوقِف الحياة في الماضي، فلا سبيل للتقدُّم، ولا سبيل للهروب مِن الألم! بعض اليائسين يضعون عنوانًا لحياتهم يُسمَّى (مهما حاولت الهروب من الماضي يعود إليك كي يقتلك من جديد)؛ لذلك فهم في دوَّامةٍ مِن الوهم، يظنُّون أن محاولة الهروب من الماضي الحزين ستَبُوء بالفشل، ويصوِّرون ذلك الماضيَ بالقاتل، جاعلين أنفسهم ضحايا له، فلا يقاومونه، ولا لديهم أدنى نية للتخلُّص منه، وليس ذلك فحسب، بل مِن الممكن أن تنتشر عدْواهم اليائسة إلى قليلي الخبرة في الحياة، أو من يَضِلون باب النصيحة فيأخذونها من هؤلاء. فلماذا يظلُّ هؤلاء على حالهم؟ ولماذا لا يحاولون الفرار من الفشل؟ الإجابة تكمن في عدم محاولتهم للخروج مِن تلك الأحاسيس والمشاعر السيئة، بالإضافة إلى استسلامِهم التامِّ للماضي الحزين، فضلًا عن أنهم لا يتقبَّلون النصيحة من الآخرين، وبالتالي رفضهم التدخُّل في أمورهم، بداعي أنها أمور خاصة! فكل هذه الأسباب تؤدي إلى عدم تخطيهم لمشاكلهم القديمة وماضيهم الحزين. وهنا لا بد وأن نُضيئ طريقًا جديدًا للخروج والنجاة: أيها اليائس الحزين، كان الله في عونك، اعلم أن الحياة ليست منتهى الطريق، وأن الوقت الذي يَضِيعُ منك ليس مِن الممكن أن يرجع بأي حال من الأحوال، فما الدافع الذي يقودُك إلى إنهاء حياتك بهذا الشكل المحزن؟ فأنت بذلك لا تضر أحدًا إلا نفسك، انظر إلى حالك (حزين - يائس - فاقد الهمة والأمل - وغيرها من المشاعر). ♦ لذلك الجأ إلى الله عز وجل. ♦ ابدأ حياة جديدة بشخصية جديدة ذي مشاعر جديدة. ♦ قاوِم إحساسك اليائس. ♦ ابذل، اجتهد، تعلَّم. ♦ تقبَّل النصيحة. ونصيحتي لك: انقر تخطٍّ. [1] (الهم والحزن، نظرة إسلامية للأسباب والعلاج)؛ د. خالد رُوشه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |