|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهمية الوقت أسامة طبش للوقت أهميةٌ بالغة في حياة الفرد منا؛ لأنه المساحة التي ننجز فيها، ونحقِّق الأهداف التي رسمناها، فإن استغللناه أحسن استغلال، جسدنا ما نريد، وحصل لنا الرضا النفسيُّ، بينما إن لم نشغله وضيَّعناه في سفاسف الأمور، نَعَضَّ أصابعَنا ندمًا، ونتأسَّف على حالنا من هذا التوهان الذي لا يفيد أبدًا. يقول الشاعر "أحمد شوقي" عن الوقت: دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له ![]() إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثواني ![]() فارفَعْ لنفسِك بعدَ موتِكَ ذِكرَها ![]() فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني ![]() هذان البيتانالبديعان يعبِّران عن قيمة الوقت، وأنه كَنز يجب استغلالُه؛ فالساعة والدقيقة والثانية، كلُّ ذلك لهفائدة كبيرة، إن أُحسن الترتيب والتوظيف، وفقًا لنظامٍ مضبوط خلال اليوم. يقول د. إبراهيم الفقي رائد التنمية البشرية -رحمه الله-عن الوقت: (إن التحرُّر من خرافة عدم وجود الوقت الكافي هو أُولى المحطَّات التي ننطلق منها إلى حياةٍ منظمة، واستغلال أمثل للوقت والحياة بشكلٍ عامٍّ)، كلامه في غاية التأثير، فهو يصف لنا كيف ننظِّم أوقاتنا بدقَّة، وفقًا لمشاريع ومخطَّطات نرسمها على المدى القصير والمتوسط والطويل، فمن عرَف كيف يضع اللمسات الأولى عليها، سيصل في النهاية إلى ما أراد؛ لأنه وضع أساليبَ دقيقةً، تكفل له عدم إهداره لرصيده. أبيات أخرى للإمام الرازي عن الوقت: إذا كان يؤذيك حرُّ المصيفِ ![]() ويبسُ الخريف وبردُ الشِّتا ![]() ويلهيك حسنُ زمان الربيعِ ![]() فأخذُك للعلم قل لي متى؟ ![]() هذا تشجيع للناس على محاسبة النفس تجاه أوقاتهم التي يملكونها، فهي دليل لهم في هذه الحياة، وبها يمارسون نشاطاتهم، ويؤدُّون الواجبات التي تقع على عاتقهم، دون أي تفريط فيها، فوضع هذه اللبنات الأساسية يبني البنيان المتراص، القائم على أعمدة متينة. يجب على الشباب - بالأخصِّ - استغلال أوقاتهم، صح في الحديث الشريف أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك))، فإن ضاعت مرحلة الشباب في اللهو واللعب والتوافه، ندم الشاب ندمًا شديدًا عند كبره؛ لأنه في وقته الذي كان يضيِّعه، كان أقرانه وأترابه يتعبون ويتقدَّمون، بينما هو قابع في مكانه ثابت، فلا حَصَّل الشهادة التي يريد، ولا وصل إلى منصب عمل يسعد به، ولم يبنِ أسرةً تكفُل له المشاركة في تمتين عرى المجتمع؛ لأن الحلقات مربوطة بعضُها ببعض، فإن لم ينتبه الشاب لذلك، خرج عن هذه القافلة، وأحسَّ نفسه غريبًا في محيطه، ورأى الجميع من حوله ناجحين ومؤدين لأدوارهم التي أنيطت بهم. أقسم ربُّنا عز وجل بالوقت في كتابه الحكيم، وذَكَره في القرآن الكريم؛ إشارة إلى دوره؛ فالعبادات في الإسلام مضبوطة بالوقت، فإن ضيعت لم يؤجر عليها المسلم، يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]، فتصوَّر إنسانًا كسلانَ فاشلًا مهدرًا لأوقاته، قطعًا سينسحب ذلك على شعيرة مهمَّة في الإسلام، ألا وهي الصلاة؛ فالانتباه الشديد لهذه النقطة كفيلٌ بأن يصلح حياة المسلم، ورأس سَنام ذلك أداء الصلاة في وقتها، وعدمُ التهاون في هذه الفريضة ذات القيمة العظيمة والأجر الجزيل لمن أدَّاها. السعي إلى استغلال الوقت، هو طريق النجاح والفلاح؛ فالإنجاز وتحقيق المراد مرتبط بالاستفادة من الوقت وتنظيمه وضبطه، وكلما كان الفرد ضابطًا لتفاصيل يومه، كان مُرتاحًا نفسيًّا؛ لأنه يحيا ويُحسُّ أنَّ لوجوده معنى؛ فطبيعة الإنسان تطلب دومًا التميُّز والرُّقي، فإنْ رضي بالخمول والكسل ماتت فيه خلايا الإبداع، وأحسَّ نفسه غريبًا ضائعًا، ولن يدلَّه أحد على طريقه ذاك، إن لم ينتبه له هو، ويرتب حياته الترتيب الذي يليق بها، فيساهم في بناء مجتمعه، ويكون عنصرًا فعَّالًا فيه، لا حلقة ضعيفة يؤتى منها، هكذا يؤدِّي رسالته، ويكون فردًا صالحًا، متجسدةً فيه معالم التبصُّر، والسير بخطى ثابتة، هادفة في مضمونها.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |