|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما .. د. عبدالعزيز حمود التويجري الخطبة الأولى الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وجعلنا مسلمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ ﴿ نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين، وحجة الله على الخلق أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وزوجاته، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].الله جل جلاله هو العلي الأعلى، وكلامه سبحانه أعلى كلام، وأسمى كلام، وأعظم كلام: إمام الزمان قرين القرآن ![]() أمانُ الأنام إذا الخَطْبُ جَل ![]() هم أنفع الناس للناس،هم نبراس الخير ومَشعل الضياء في الكون؛ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث بعثًا أمَّر عليهم من يحفظ سورة البقرة. من حفظ القرآن فهو كالأُتْرُجَّة؛ ريحها طيب، وطعمها طيب. حَفَظَةُ القرآن لا يواليهم إلا مؤمن، ولا يعاديهم إلا منافق؛ ((هم أهل الله وخاصته))، قوم رفعهم الله بالقرآن، فلا يبتغون العزة في غيره. ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين))، فكم رفع الله بهذا القرآن من أطفال، وأشبال، وفتيات، لا يحضرون منتديات، وليس لهم حسابات! وكم وضع الله من أناس لمَّا استبدلوا القرآن بالغناء وقلة الحياء! أصوات القرآن إذا تُليت فهي أعذب الأصوات، فهل نبتغي بغيره عوجًا، وحَمَلَتُه هم بقاء حفظ الله في الأرض، قاماتٌ من الصالحين لم تُعرف بشيء غير القرآن، وليس لهم ديوان يُذكر، أو حساب يُتابع، وإنما مصحف وسارية. لا حسدَ في الدنيا ولا في مناصبها ولا في أموالها، إلا في تلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار. قال الأوزاعي رحمه الله: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأتون الرجلَ الحسنَ الصوت بالقرآن في منزله، فيستخرجونه، فيقرأ لهم القرآن". لا يزال الله يغرس في هذه الأمة غرسًا يستعملهم، وإن في هذه الأمة وفي هذا البلد المعطاء أخيارًا أكْفَاء، بنَوا جيلًا طيب الأعراق، مجمعات قرآنية، ودورًا نسائية أخذت على عاتقها أن تُخرج للأمة الأئمة والقُرَّاء، والعلماء والمربِّين النبلاء، والفتيات الناصعات حشمة وحياءً، ونبوغًا وذكاءً. مجمعات سماوية أرجاؤها فكأنها ![]() عليها من الوشْيِ البديع ستورُ ![]() وكم جاوز الإبداع في الحسن حدِّهِ ![]() فأوهمنا أن الحقيقة زورُ ![]() فلله يوم ضم فيه أئمةً ![]() تدفَّق منهم آيُ القرآن بحورُ ![]() وشمس المعالي من كتاب وسُنة ![]() على الناس من لفظ الكلام تُديرُ ![]() قرأنا بها القرآن غير مبدَّل ![]() فغارت أناجيل وغار زبورُ ![]() ومن حيثما وجهت وجهك نحوها ![]() تلقَّتْك منها نضرة وسرورُ ![]() يمد إليها الحاسد الطرف حسرةً ![]() فيرجع عنها الطرف وهو حسيرُ ![]() هل ثمة كتاب أعظم من كتاب الله يُخدم؟ هل ثمة جيل أنقى من أشبال وفتيات للأمة يُربَّى؟ إن هذا - وربك - الإعجاز في الإنجاز. فماذا أنجز لنا مهازيل الرياضة؟ وماذا أخرج لنا مشاهير الإعلام؟ ما أخرج لنا هؤلاء إلا تخدير المشاعر، وملاحقة السراب، والتخبيب على الأزواج. لا يَسُوس العباد والبلاد إلا القرآن، فهل سادت أمة بغير القرآن؟ هل عزَّ مجتمع بالرقص والألحان؟ أمتي أمة المكارم لا أمة ![]() رقص مستفحش وغناءِ ![]() يا بلادي يا منبتَ العز والفخر ![]() مثوى الأجداد والآباءِ ![]() ليس كالقرآن في الحياة بناء ![]() ليس تفنيه عاديات الفناءِ ![]() يا أهل القرآن، لستم على شيء حتى تقيموا القرآن، تلاوةً وعملًا، تعلمًا وتعليمًا. يا أهل المتاجر، لستم على شيء حتى تقيموا أمر القرآن، فإذا نُودي للصلاة، فاسعَوا إلى ذكر الله، وذروا البيع. يا من شرقت أذناه من سماع الغناء، لا تكن ممن إذا سمع آيات الله تُتلى، ولَّى مستكبرًا كأن لم يسمعها. يا كلَّ صاحب منكر ومعصية، استجيبوا لله وللرسول إذا داعاكم لِما يحييكم، ولا تُصِمُّوا آذانكم عن قبول الحق، ولا تتولَّوا عنه وأنتم تسمعون، وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا. يا أيها الناس جميعًا، عايشوا القرآن في بيوتكم، يملأ الله بيوتكم رحمة وبركة، وهداية ونورًا، ويملأ صدوركم إيمانًا ويقينًا، وخيرًا وبرًّا، ويملأ مسيرتكم إشراقًا وفلاحًا ونجاحًا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين؛ فاستغفروه؛ إن ربي رحيم ودود. يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الخطبة الثانية الحمد لله ولي المؤمنين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:فعلى كل أب ومعلم ومربٍّ أن يتحسس في أبنائه وطلابه النوابغ النجباء، ويتفرس فيمن حوله من القلائل فيصنعهم للأمة، فالأمة ولودة فمن يتفرس فيها يجد شموعًا ودروبًا. كان ابن عمر رضي الله عنه يتفرس من تلامذته بأيوب السختياني؛ فكان ابن عمر يقول لأصحابه: "أيكم الأبيض المشرب بحمرة؟ قالوا: أيوب، قال: أراه أصلحكم". فأولًا: ابن عمر من تولى تعليمه وتربيته، حتى كان ديوانًا من دواوين العلم والعمل في حفظه للسنة، وكان من أصلح خلق الله. إن أوجب الواجبات الاهتمام بالجيل والنشء من بنات وبنين؛ فهم زينة الحياة الدنيا، وهم روح المجتمع وبنيان البلاد، وهم - بعد الله - الأمل في صلاح المجتمع ونجاح سير البلاد. لا يقف ويصمد ويثبت أمام الفتن والمغريات التي أطلَّت على المسلمين، إلا حُفَّاظ القرآن ومن رباهم القرآن. كل سهام الأعداء والمنافقين تتكسر أمام مخرجات حلق التحفيظ، ودور القرآن والسنة، دعمها ومساندتها دفاع عن الإسلام، ورفع لراية التوحيد والقرآن. فلا يحارب القرآن وأهله جبار إلا قصمه الله تعالى وأذله وأهانه؛ ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18]. يا فتى التحفيظ: كن رابط الجأش وارفع راية الأمل ![]() وسِرْ إلى الله في جدٍّ بلا هزلِ ![]() وإن شعرت بنقص فيك تعرفه ![]() فغذِّ روحك بالقرآن واكتملِ ![]() وحارب النفس وامنعها غوايتها ![]() فالنفس تهوى الذي يدعو إلى الزَّلَلِ ![]() القرآن عزيز، لا ينال حفظه وضبطه إلا من بذل الغالي من وقته، وضحى بعمره. إن أيَّ أحد رجلًا كان أم امرأة، يريد حفظ كتاب الله ولما ينتظم في حلقة تحفيظ، ولم يفتح المصحف، إنما يطلب المحال. فما نيل المطالب بالتمني ![]() ولكن ألْقِ دلوك في الدلاءِ ![]() لو كان هذا العلم يحصل بالمنى ![]() ما كان يبقى في البرية جاهلُ ![]() خسارة أن نحمل القرآن في أجهزتنا، فتجول الأعين والألسن في جل تطبيقاته إلا في القرآن. اللهم نوِّر بصائرنا بالقرآن، واهدِ قلوبنا لصالح الأعمال، ويسِّرْ أمورنا، واختم بالصالحات آجالنا. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. اللهم آمِنَّا في دورنا وأصلح ولاة أمورنا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |