اترك الباب مواربا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4946 - عددالزوار : 2046376 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4522 - عددالزوار : 1315322 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 142371 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2022, 09:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي اترك الباب مواربا

اترك الباب مواربا
أ. محمد بن عبدالله الفريح

روى المؤرخ الكبير أبو الفداء عماد الدين إسماعيل المعروف بـابن كثير في كتابه البداية والنهاية:
كان سليل ملوك اليمن الصحابي الجليل وائل بن حجر الحضرمي رضي الله عنه، قد قدم على رسول الله صل الله عليه وسلم معلنًا إسلامه، وكان صلى الله عليه وسلم قد قال لأصحابه قبل وصول وائل: (يأتيكم بقية أبناء الملوك)!

فلما أتى وائل رحَّب به النبي صلى الله عليه وسلم وأدناه، ثم أعطاه أرضًا نظير ما ترك خلفه من المُلك والزعامة، وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ليدله على مكانها، وكان معاوية وقتها من شدة فقره لا ينتعل حذاءً! فقال معاوية لوائل: أردفني على الناقة خلفك؟ فقال وائل: ليس شحًّا بالناقة ولكنك لست رديف الملوك!! قال معاوية: إذن أعطني نعلك! فقال له وائل: ليس شحًّا بالنعل، ولكنك لستَ ممن ينتعل أحذية الملوك! ولكن امشِ في ظل الناقة. إلى هنا وانتهى المشهد.

ثم ما لبث أن دار الزمان دورته، وولى الفاروق رضي الله عنه معاوية على الشام، ثم أبقاه عثمان رضي الله عنه. ثم آلت خلافة المسلمين بعد ذلك إلى معاوية رضي الله عنه. ثم جاء وائل بن حجر رضي الله عنه إلى الشام وقد جاوز الثمانين من عمره وقتها، ودخل على معاوية وكان جالسًا على كرسي الملك، فنزل وأجلس وائلًا مكانه، ثم ذكّره بالذي كان بينهما فيما مضى، وأمر له بمالٍ، قال وائل رضي الله عنه: أعطه من هو أحق به مني، والله لوددتُ بعد ما رأيت من حلمك لو رجع بنا الزمان لأحملنك يومها بين يديّ![1].

لقد تسابق الأنبياء وورثتهم العلماء والفلاسفة والمجددون في كل حضارة وفي كل وقت على الطرق على باب التوازن وحسن التقدير والاحترام في بناء العلاقات الإنسانية، والتعامل في كل مناحي الحياة، وأنها أساس متين لاستمرار الحياة بشكل مثالي وفاضل، ولا أدل على ذلك من الكلمة الشهيرة للفيلسوف اليوناني أرسطو عندما قال: (كل الفضائل تتلخص في التعامل بعدالة). بل إن الأمر سيتعدى المثالية في الحياة، إلى أن يكون الآخرون تحت تصرفنا بالمعنى المجازي للعبارة والمقولة الخالدة للكاتب والخطيب الروماني شيشرون، عندما قال: (بِحُسْن التقدير نجعل الآخرين من ممتلكاتنا الخاصة). وقبل ذلك وبعده يرشدنا الخالق جل وعز إلى التحلي بهذه الخصال، وأمره لنا بأن نقوم بالقسط والعدل والإنصاف، حتى ولو على أنفسنا، وذلك في آيات سطرت من كتابه العزيز: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ [النساء: 135].

في معظم حياتنا الاجتماعية نحتاج إلى الاقتصاد والتروي في علاقاتنا وتعاملاتنا، وإعادة هندستها بما لا يترك فجوة لا يمكن ردمها، أو أن تترك جرحًا يتعسر علاجه مستقبلًا، فالأحداث سرعان ما تتغير، وتدور حلقاتها، لتقف بك يومًا حول الحدث أو عنده تمامًا!

خاطرة:
لا يمكن لأحد أن ينال الاحترام عن طريق فعل ما هو خاطئ. "توماس جفرسون".
دمت بمودة

[1] أصل هذه القصة رواها أحمد (45 /212 رقم 27239)، والبيهقي في سننه الكبرى (6 /144 رقم 12132)، وصححها ابن الملقن في البدر المنير (7 /69)، وابن حبان في صحيحه (16 /182 رقم 7025)، وشعيب الأرناؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان.
وذكرها الذهبي في تاريخه (4 /128-129)، وفي السير (2 /574). وانظر: البداية والنهاية (5 /93-94).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.90 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]