جدلية الحاجات التائهة والقوى العمياء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تكنولوجيا النانو ما لها وما عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الواصل موصول والمقاطع مقطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حينما يظن الناس أن الباطل انتصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فقه السكوت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 38659 )           »          كم حج النبي صلى الله عليه وسلم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حديث في فضائل العشر من ذى الحجة لا أصل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مقاصد سورة الحج. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أفضل الأعمال في العشر من ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ليس من السنة ، ولا من هدي السلف ، تكرار العمرة في سفرة واحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2022, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,770
الدولة : Egypt
افتراضي جدلية الحاجات التائهة والقوى العمياء

جدلية الحاجات التائهة والقوى العمياء
د. زيد بن محمد الرماني

لقد أوجدت السوق الاقتصادية الحرة الغاب الحيواني من جديد. وفي هذا الغاب يفترس الأقوياء الضعفاء، فالمنشآت الكبرى تسحق الصغرى، والعمالقة الضواري في المجتمعات المتعددة الجنسية يستولون على العالم ويفلتون من كل رقابة من الشعوب. وفي مثل هذا العالم، ثلاثة مليارات من البشر مُستغلّون، وملياران منهم جائعون.

وتلعب الدعاية والإعلان دوراً رئيساً كطقسٍ جنونّي في النمو الاقتصادي. فهو طقس مكلّف 40 مليار دولار سنوياً، وهو خصوصاً طقس مبذّر، فهذه الدعاية تلعب دوراً مخرّباً بالنسبة للبيئة والبشر كذلك، كما تلعب الدعاية، بسبب من طابعها التنويـمي دوراً أكبر في تبليه الإنسان وتكييفه.

إن الدعاية تشكل عدواناً دائماً على الإنسان الذي تخضعه لقصف من الأنباء الكاذبة وتثير فيه شهوات وهمية غير محدودة، سواء بشكل مباشر كالإعلان بالنيون وكتكييف السلع ومستهلكيها، أو بشكل غير مباشر في الفيلم، أو الرواية أو الإذاعة المتلفزة، حين تقدم نـماذج من السلوك الـمترف السهل الذي يُقاد المشاهد، على نحو خفي إلى تقليده أو الحصول عليه بكل وسيلة، حتى ولو بالجريمة.

في هذا العالم الاستهلاكي – كما يقول ادغار موران – لا يُقاد مجتمعنا بعقلانية اقتصادية وإنما يُقاد مدفوعاً بجدلية الحاجات التائهة والقوى العمياء.

إن مجتمع النمو هو مجتمع جرائمي، ويؤكد هذا نادي روما حيث يشير إلى أن باستطاعتنا أن نعزو إلى النمو انحرافات اجتماعية من مثل إدمان المخدرات السامة، وازدياد نسبة الإجرام وخطف الطائرات، ونُـذُر حرب عالمية ثالثة، والسلب بالقوة، والابتزاز.

إننا لم نقدّم حتى الآن إلا أمثلة مميّزة عن النمو الوحشي، أي نـموّ مجتمعات تتطور بشكل فوضوي، محتقرة البيئة والبشر ومستقبلهم، من غير أية رؤية متكاملة للحفاظ على الكرة الأرضية وسعادة البشر، ومتنامية سرطانياً وفق شهوة الربح أو إرادة القوة لدى الأقوى.
هذه الإثارة التي هي اليوم روح مجتمع الـنمو الأعمى الغربي، قد قلبت في نهاية القرن الماضي نظام مجتمعات العوز الذي ساد قروناً عديدة.

إن ما يسمّى سياسة النمو هو سياسة غايتها تشغيل الآلة، حتى ولو كانت آلة بلا فائدة أو ضارة أو مميتة. إن هناك مبدأً واحداً غير معترف به – على حد زعم المفكّر الفرنسي روجيه غارودي – فكل ما هو تقني ممكن، هو ضروري ومرغوب فيه: صنع قنابل ذرية، السفر إلى القمر، تدمير المستقبل بالنفايات الإشعاعية النشاط في المولدات النووية.
إذن: نـموّ لـماذا. ونـموّ لِـمَـنْ؟! إنه نـموّ – كما يقول بعض الـمفكرين – من أجل إرباح بعض الأفراد بالتلاعب بالجميع وبتكييفهم.

ومن ثمّ، فليس صحيح أن النمو الاقتصادي يسمح بتجاوز الأزمات، فهو يحدثها، إنه يقود إلى توزيع الامتيازات بشكل متفاوت.
وليس صحيح كذلك أن بالإمكان وقف النمو في حين لا يـملك مليارات البشر في العالم الثالث وملايين البشر في البلدان الغنية أية وسائل حياة إنسانية.
ليس الأمر وقف النمو، بل توجيهه لخدمة الإنسان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]