|
|||||||
| ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
أتحسر عند رؤية خطيبتي السابقة أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ ملخص السؤال: شاب خطب فتاة ذات خلق، وكان يحب فتاة قبلها لكنها تزوجت وأصبحت جارة له، ويشكو حالته العاطفية التي تثور حين يراها، ويخشى أن يظلم خطيبته بسببها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ مقبل على الزواج، ارتبطت بفتاة أعجبتني، فهي فتاة جميلة وذات خلُق، ومِن عائلة محترمة. قبل خطبتها كنتُ أحب فتاة، وأتمناها زوجة لي، لكنها للأسف تزوجتْ، فتحسرتُ على ضياعها! زادتْ حسرتي وألمي بعد زواجها وسكنها بجوار بيتي، فأصبحتُ كلما أراها تزداد الحسرة، وأتمنى الرحيل من تلك البيئة، لكن للأسف الظروف لا تسمح لأجد مسكنًا آخر. فهل بزواجي يُمكن أن يختفيَ هذا التحسُّر؟ فأنا أريد بناء أسرة مع خطيبتي، ومِن واجبها عليَّ أن أُحبها الجواب: الأخ الكريم، حياك الله. أهلاً ومرحبًا بك في شبكة الألوكة، سائلة الله تعالى أن يَمُنَّ عليك وسائر شباب المسلمين بالزواج السعيد والحياة الطيبة في ظل طاعته عز وجل. متى ما تحوَّل الحبُّ بين الزوجينِ إلى واجبٍ مِن واجبات الحياة، وفرضًا حتميًّا تُلزم النفس به - زاد عبؤه، وثَقُل حِمْلُه، واشتدتْ وطْأَتُه على القلب؛ حتى يصيرَ وكأنه هَمٌّ مِن الهموم، وكربٌ من الكروب، والحمدُ لله الذي لم يفرضْ على عِباده ما لا حيلةَ لهم فيه، ولا سُلطة لهم عليه، وإنما المودةُ والتراحم والصلة بالمعروف مفروضةٌ على الإنسان، وواجبة عليه تجاه أهله. وأما عن العاطفة القلبية التي تَثُور لديك حين ترى مَن كنت ترغبَ بها، فلا تُبشِّر بأنك ستقْدِر على معاملة زوجتك كما تحبُّ أن تكون، وتُنبئ بنشوء فراغات عاطفية وثُقوب في جُدُر المحبة يصْعُب رتقها. وأحذِّرك - أيها الفاضل - أن تبدأَ حياتك بظلمِ فتاةٍ لا تعلم عن حالك شيئًا، ولا تظن أن بمجرد الزواج ستتلاشى كل عاطفة في قلبك، وتزول كل حسرة في نفسك، فذلك ما لا يعلمه إلا مُقَلِّب القلوب وحده؛ فقد تظهر فتاة تُنسيك كل ما سواها مِن النساء، وتملأ عينك بِشرًا وقلبك رضًا، ونفسك راحة، وتمحو كل أثر تعلَّق بك مِن الماضي، وقد لا تُغَيِّر من قلبك شيئًا، ولا تُحرك فيه ساكنًا، ولا أقدر أن أفيدك في هذا الأمر؛ إذ لا يعلمه إلا ربي وربُّك. وأما عن نصيحتي لك ولغيرك من الشباب أو الفتيات، ممن يُلقي بنفسه في الزواج، ويَظُنُّ أن بقاءه في بيتٍ مع شريك جديدٍ هو الحل الأنجع والإنقاذ الأسرع لما يَعْتَلِجُ في قلبه، وما يختلج في نفسه مِن مشاعر انكسارٍ نتجتْ عن قصة حب لَم تُكَلَّلْ بالنجاح - فهو ظُلْمٌ للنفس والغير، وعليك أن تعالجَ نفسك أولاً، وتسعى للتخلص من آثار الحب، إن كانتْ تؤثر عليك إلى حدٍّ يَحُول دون تقبُّل زوجتك، أو يُقبحها في عينك التي ستبقى تأبى أن ترى سوى مَن تُحب في أجمل صورة. وكم يكونُ ذلك التصوُّر للمحبوب الذي تُزينه العينُ، ويُوَسْوِسُ به الشيطان - أبعد عن الواقع بمراحلَ كثيرةٍ وفوارقَ عديدةٍ؛ إذ لا يقدر على رؤية مواطن الخلَل، ولا يستوضح العيوب الحقيقية للزوج أكثر من زوجته، وللزوجة أكثر مِن زوجها؛ في حين تبقى الفتاةُ التي لم تظْفَرْ بها في عينك وأعيُن سائر الرجال على نفس الصورة الظاهرة، والتي كثيرًا ما تكون على أفضل وأكمل وأجمل ما يمكن؛ ولا يخفى عليك حال الناس جميعًا رجالاً كانوا أو نساء خارج بيوتهم وداخلها، ولا يخفى عليك الفارقُ الشاسع بين ظاهر الشخصية وسلوكها مع الغريب، وبين تعامُلِها الحقيقيِّ مع الأهل على طبيعتها، وأنت في هذا العمر مِن الرشد والسداد في الرأي، وأحسب أن لديك من ذلك ما يُغنيني عن سرد الأمثلة، وقص القصص لأناسٍ رأوا أحلامهم وجسّدوا آمالهم وحسبوا أن هناءهم في طُرق لم تكن إلا محض الشر وأصل التعاسة، والعكس. خُذ الوقت المناسب لتقرِّر مدى تقبلك لفكرة الزواج بصفة عامة، وحاولْ أن تكوِّن في نفسك تصورًا جديدًا لشريكة حياتك، على أن تنأى قدْر المستطاع عن تلك الصورة القديمة التي لم تعدْ في الإمكان، وزوال أو نقْص شُعورك بالحسرات على أمرٍ تَمَنَّيْتَه ورجَوْتَهُ، وحسبتَ فيه سعادتك، واختار لك الباري طريقًا غيره! أعانك الله ورزقك حياة زوجية سعيدة، وملأ عينك بأهلك سعادة وأنسًا والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |