الاعتماد على النفس ودوره في إنجاز أصعب الأعمال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 94 )           »          ماذا كان يفعل النبيﷺ فى العشر الأواخر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شـــــــرح دُّعَاءُ يقال عِنْدَ إغْمَاضِ الـمَيِّتِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح حديث"اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 14595 )           »          دفع الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الصلاة جالسًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          خطورة الدعاء على الأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الميت ينتفع بالمصحف الموقوف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-09-2022, 05:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,648
الدولة : Egypt
افتراضي الاعتماد على النفس ودوره في إنجاز أصعب الأعمال

الاعتماد على النفس ودوره في إنجاز أصعب الأعمال











✍ إحسان الدبش – كاتب سوري:

صنف من الناس اعتاد الاتكال على غيره في أغلب أعماله إما كسلاً أو لضعف ثقته بنفسه ، سواء كانت هذه الأعمال تتطلب انجاز شخص واحد أو عدد من الناس قل او كثر.

ويظن البعض ان الاعتماد على الأجنبي في انجاز المشاريع أدعى لنجاجها. إن ضعف الثقة بالنفس محبط في انجاز أي عمل فكيف بأعمال مشاريع ضخمة تساهم في نهضة الأمة وتعود فائدتها على أبناء الوطن جميعاً. قال صلى الله عليه وسلم " استعن باله ولا تعجز " 1
مثال ذلك الخط الحديدي الحجازي حيث يروي أخباره بدقة العلامة شكيب أرسلان ( 1869 – 1946 ) من رجالات الفكر والأدب والسياسة في بلاد الشام. عاصر فترة زمنية هامة من تاريخ امتنا . وتشمل هذه الفترة العقود الأخيرة من الدولة العثمانية، وما بعدها سنوات الاحتلال الإنكليزي والفرنسي لبلاد الشام . وعاصر انشىاءآت هامة في أيام السلطان عبد الحميد التي كانت تبشر بنهضة شاملة قريبة. لولا ان أجهضتها العمالة الداخلية والغزو الأجنبي الخارجي
من هذه الانشاءآت إنشاء الخط الحديدي الحجازي الذي يربط دمشق بالمدينة المنورة لمسافة 1400 كم.
يقول في كتابه ( لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم ) " لما عزم السلطان عبد الحميد الثاني العثماني على مد سكة حديد من دمشق إلى الحرمين الشريفين قوبل هذا المشروع آنئذ بمزيد من الاستغراب تبعاً للعادة ومن الناس من ضحكوا به وقالوا: نحن عاجزين عن إنشاء طريق عجلات فكيف نستطيع ان ننشيء سكة حديد طولها يزيد عن الفي كيلو متر، وانى لنا المال والعلم اللازمان لمشروع كهذا ؟
واغرب من تشاؤم المسلمين وشعورهم بالعجز عن القيام بهذا العمل ان المهندس الألماني الكبير ماستر باشا الذي انتدبه السلطان لرئاسة مهندسي هذا الخط هو نفسه كان لايعتقد إمكان إنشاء هذا الخط، وكان هذا الرجل صديقي فسألته مرة عن رأيه فيه فقال: لي إنه يرجو إيصاله إلى معان – في الأردن – وهي مسافة 400 كم عن دمشق ، فأما مده من معان على المدينة فمن المستحيل فسألته هل ذلك من عدم وجود المال ؟ قال: على فرض وجد المال فإن دون إنشاء الخط موانع طبيعية يتعذر التغلب عليها فإن السكة يلزم لها ماء في كل محطة ، والماء لايوجد إلا في محطات معدودة، وإن أنشأنا صهاريج تمل بماء المطر لم يؤمن أن الحرارة في الصيف تنشف بشدتها مياه الصهاريج . وهناك صعوبة أخرى أن الخط سيمتد في امكنة كلها رمال . وقد تهب رياح السافيا فتاتي برمال تغطي الخط ولا يمكن منع ذلك إلا بزرع الحلفاء والقصب والطرفاء وكل هذا يلزمه ماء حنى ينمو وأين الماء من تلك الأراضي ؟ هذا كان كلام المهندس الكبير من جهة الطبيعة . ثم ذكر الخطر الواقع على الخط من أعراب البادية .
فاما أنا فكنت معتقداً خلاف اعتقاد الآخرين قائلاً بأن ليس ثمة صعوبات لايستطاع تذليلها وكنت من الذين ينددون بالمتشائمين والمتهكمين . ونظمت في هذا المشروع قصيدة أحث بها الأمة على التبرع لأجله وتبرعت أنا من جيبي بخمسة عشر جنيهاً . وذكرت ما سيكون لهذا الخط من الفوائد العمرانية والاقتصادية والعسكرية ، فضلاأعن تسهيل الحج الذي هو هدفه الأسمى .
فلما طبعت القصيدة ونشرتها سلقني الكثيرون من أولئك الغربان بألسنة حداد ، وكأني كفرت في تنويهي بمشروع يربط الشام بالحجاز من 40 يوم إلى أربعة أيام وهزأوا ما شاؤوا وتنمنطقوا بقدر ما أرادوا . ولكن كل تلك الفلسفة لم تجدهم فتيلاً . ونَجَزَ الخط الحديدي من دمشق إلى المدينة المنورة وهي الف واربع مائة كيلو متر ،
ولولا خلع السلطان عبد الحميد لكان قد تم إلى البلد الحرام ، ولكن من بعده فترت الهمة بإكماله . وجاءت الحرب وعوافبها فقضت بإهماله .
ثم إن الخط جاء من أبدع الخطوط الهندسية في العالم ، صادفت مرة فيه أحد كبار مسلمي الهند من أعضاء مجلسها الأعلى وهو ممن تثقفوا ثقافة إنكليزية محضة وتخرج من جامعة أوكسفورد فقال لي: لاتوجد في نفس إنكلترة سكة حديد تضاهي في إتقان هذه السكة . ولو لم أشاهدها بعيوني ما صدقت بوجودها . وبالفعل لم يصدق كثير من المسلمين اخبارها . فأرسلوا وفوداً يشاهدونها باعينهم ، فكان المسافر يصل من دمشق إلى المدينة بليلتين . وكانت دمشق تستفيد كل سنة من هذا الخط 200000 جنيه . وعمرت القرى التي مر بها الخط. وارتفعت اثمان الأراضي ارتفاعاً مدهشاً . وتضاعف عمران المدينة المنورة اضعافاً ، فضلاً عما توفر من المشاق على الحجاج والزائرين والتجار والمسافرين.

1- رواه مسلم


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]