بيت الملك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138070 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42209 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5462 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-09-2022, 06:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي بيت الملك

بيت الملك
د. سامي بشير حافظ

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، أيها المؤمنون، يتمنَّى الكثير من الناس دخول بيت ملك من ملوك الدنيا وقصره والجلوس فيه أطول مدة لنيل الخيرات منه، والبركات، والأعطيات، والقرب من الملك ومقابلته، والله عز وجل ملك الملوك يُنادينا كل يوم خمس مرات لدخول بيته، والمكث فيه، نعم! فالمساجد بيوت الله، قال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [النور: 36- 38]، قال السعدي رحمه الله في تفسيره: "ولما كان نور الإيمان والقرآن أكثر وقوع أسبابه في المساجد، ذكرها منوِّهًا بها، فقال: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ؛ أي: يتعبَّد لله في بيوت عظيمة فاضلة، هي أحب البقاع إليه، وهي المساجد ﴿ أَذِنَ اللَّهُ؛ أي: أمر ووصَّى ﴿ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، فيدخل في رفعها بناؤها، وكنسها، وتنظيفها من النجاسة والأذى، ﴿ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يدخل في ذلك الصلاة كلها؛ فرضها، ونفلها، وقراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، وغيره من أنواع الذكر، وتعلُّم العلم وتعليمه، والمذاكرة فيها، والاعتكاف، وغير ذلك من العبادات التي تُفعَل في المساجد، يُسبِّح فيها اللهَ رجالٌ، وأي رجال، ليسوا ممن يؤثر على ربِّه دنيا، ذات لذات، ولا تجارة ومكاسب، مشغلة عنه".


نعم أيها الكرام؛ فالمساجد بيوت الله في الأرض، خير البقاع وأزكاها، وأطيب الأماكن وأفضلها، مهوى أفئدة الصالحين، فيها يرتاح القلب، وينشرح الصدر، وينزاح الهم والغَمُّ.


ولقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يرتاح من مشاغل الدنيا ومتاعبها نادى بلالًا، فقال له: ((أرِحْنا بالصلاةِ يا بلالُ)).


ولقد حذَّر الله عز وجل من انتهاك حرمات المساجد، أو منع إقامة ذكر الله فيها، فقال: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 114].

عباد الله؛ ومن عمارة بيوت الله وأهمها إقامة الصلوات الخمس فيها جماعة مع المسلمين، وقد وردت فضائل كثيرة في ذلك، ومنها قول الله النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلاةُ الجماعةِ تفضُلُ صلاةَ الفَذِّ بخَمْسٍ وعشرين درجةً))؛ رواه البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام: ((مَن غدا إلى المسجدِ أو راحَ أعَدَّ اللهُ له في الجنةِ نُزلًا كُلَّما غدا أو راحَ))؛ رواه البخاري، ومن عمارة بيوت الله المكث فيها لطاعة الله تعالى، فالدخول إلى المسجد والجلوس فيه عبادة عظيمة، ولا نقصد فقط الدخول للصلوات؛ بل الدخول والمكث فيه أطول مدة، وهي طاعة تقود إلى طاعات، ويحصل بها كثير من الأجور والحسنات، فالمكث في المسجد والجلوس أمر يحبه الله، كيف لا وأنت تجلس في بيته قد تركت دنياك وأولادك وأهلك خلف ظهرك، وجلست في بيته تذكره وتدعوه وتصلي، وقد وردت الفضائل الكثيرة في الجلوس في المسجد ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزالُ العبدُ في صلاةٍ ما كان في مُصلَّاه ينتظر الصلاة، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يُحدِث))، قلت: ما يُحدث؟ قال: يفسو أو يضرط؛ متفق عليه، هذا الفضل فيمن ينتظر الصلاة، وهناك رواية أخرى وردت فيمن يجلس بعد انقضاء الصلاة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((الملائكةُ تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلَّى فيه، ما لم يُحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه))؛ رواه البخاري، قال ابن بطال رحمه الله: "فمن كان كثير الذنوب وأراد أن يحطَّها الله عنه بغير تعب، فليغتنم ملازمة مكان مصلاه بعد الصلاة؛ ليستكثر من دعاء الملائكة واستغفارهم له، فهم مرجوٌّ إجابتُهم لقوله: ((ولا يشفعون إلا لمن ارتضى))، وقد أخبر عليه السلام أنه مَن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه، وتأمين الملائكة إنما هو مرة واحدة عند تأمين الإمام، ودعاؤهم لمن قعد في مصلاه دائمًا أبدًا ما دام قاعدًا فيه، فهو أحرى بالإجابة".


والجلوس في المسجد مكفِّر للخطايا والسيئات، كما ورد في الحديث القدسي، وفيه: فقال الله تعالى: ((يا محمد، هل تدري فيمَ يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، قال: في الكفارات، والكفارات المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكاره))؛ رواه الترمذي وصححه الألباني.

عباد الله، ومن عمارة بيوت الله الجلوس فيها مع تلاوة القرآن ومدارسته، ففيه فضل عظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينةُ، وغشيتهم الرحمةُ، وحفَّتهم الملائكةُ، وذكَرَهم اللهُ فيمن عنده))؛ رواه البخاري، وقد ألحق العلماء بذلك سماع الخطب والمواعظ والكلمات التي تُلقى في المسجد، فعلى المرء أن يحرص على الجلوس بعد الصلاة لسماع كلمة أو درس ينال بها الأجر، ويستفيد منها في دنياه وآخرته.

ومن فضائل المكث في المسجدأنَّ من السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظله رجلًا قلبُه مُعلَّقٌ بالمسجد، قال صلى الله عليه وسلم: ((سبعةٌ يظلُّهم في ظلِّه ــــ وذكر منهم ـــــ: ورجلٌ قلبُه مُعلَّقٌ في المساجد))؛ رواه البخاري، وفي رواية لمسلم: ((إذا خرج منه حتى يعود)) فكأن قلبه قد عُلِّق في المسجد، فكلما خرج منه يريد العودة إليه، ولا يحصل هذا إلا لمن أحبَّ المسجد والتبكير إليه والجلوس فيه، فالقلب لا يتعلق إلا بما يحب!

ومن فضائله أن المكث بعد صلاة الفجر يعدل أجر حجة وعمرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن صلَّى الصبحَ في جماعةٍ ثم قعَدَ يذكُر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ ثم صلَّى ركعتين كانت له كأجْرِ حَجةٍ وعمرةٍ تامَّةٍ، تامَّة))؛ أخرجه الترمذي وصححه الألباني.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على حبيب الخلق أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها المؤمنون، إن التبكير إلى بيت الله والجلوس فيه قبل الصلاة وبعدها مما يُعين العبد على كثيرٍ من الطاعات المحافظة على الصلوات الخمس والسنن الرواتب الاثني عشر القبلية والبعدية، والدعاء وذكر الله، ويُعين على قراءة الوِرْد اليومي من القرآن، ومحاسبة النفس والخلوة بها عن مشاغل الدنيا التي لا تنتهي، فكم نحن بحاجة إلى الاجتهاد وتعويد النفس على حب بيت الله لنيل الفضائل والأجور، ولنُعوِّد أنفسنا على القيام للصلاة والذهاب لبيت الله من حين سماع الأذان وترك ما في أيدينا من مشاغل وملاهٍ، ففي بيت الله يشعر العبد براحة وطمأنينة وسعادة وانشراح صدر، كيف لا وهو بيت ملك الملوك جل وعلا.

اللهم اجعلنا من أهل المساجد، وأعِنَّا على إقامة الصلاة فيها، وحببها إلينا، وأرح قلوبنا وأرواحنا بالجلوس فيها.

ألا فصلُّوا وسلِّموا على مَن أمركم اللهُ بالصلاةِ والسلامِ عليه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.92 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]