علاج الفتور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللهُ بِهِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المسارعة إلى الخيرات والطاعات قبل فوات الأوان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الغش بمعناه الواسع، وبمعناه الضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          استخدام أدوات المسجد في غير ما أوقفت له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عشرون حديثًا من صحيح أذكار الصباح والمساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ثروات العبودية المنسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5033 - عددالزوار : 2183523 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4614 - عددالزوار : 1464264 )           »          شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 599 - عددالزوار : 70682 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-09-2022, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,190
الدولة : Egypt
افتراضي علاج الفتور

علاج الفتور


د. علاء شعبان الزعفراني


الفتور من أشد الأمراض المعنوية، وتتأكد خطورته حينما لا يشعر الإنسان به، فيقضي عليه، كما تقضي الأعراض على أصحابها حينما لا يدركون خطورتها فيتساهلون في علاجها أول الأمر، فيصعب بعد ذلك تلافيها والقضاء عليها.

والفتور طريق الضلال والانحراف - غالبًا - ذلك أن كثيرًا من المنحرفين بعد استقامة والتزام مروا بمرحلة الفتور قبل انحرافهم وضلالهم.

وهنا تتأكد أهمية المبادرة إلى علاج الفتور، وعلاجه إما باتخاذ سبل الوقاية منه ابتداء، وإما بعمل الأسباب التي تذهبه بعد وقوعه.

قال الله تعالى مثنيًا على الملائكة: ﴿ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 20].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ، وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ فَلَا تَعُدُّوهُ»[1].

قَوْلُهُ: (إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً) بِكَسْرِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ أَيْ حِرْصًا عَلَى الشَّيْءِ وَنَشَاطًا وَرَغْبَةً فِي الْخَيْرِ أَوْ الشَّرِّ.

(وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً) بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ التَّاءِ أَيْ وَهَنًا وَضَعْفًا وَسُكُونًا. (فَإِنْ) شَرْطِيَّةٌ (صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ) أَيْ جَعَلَ صَاحِبُ الشِّرَّةِ عَمَلَهُ مُتَوَسِّطًا وَتَجَنَّبَ طَرَفَيْ إِفْرَاطِ الشِّرَّةِ وَتَفْرِيطِ الْفَتْرَةِ (فَأَرْجُوهُ) أَيْ أَرْجُو الْفَلَاحَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يُمْكِنُهُ الدَّوَامُ عَلَى الْوَسَطِ, وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدُومُهَا.

(وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ) أَيْ: اِجْتَهَدَ وَبَالَغَ فِي الْعَمَلِ لِيَصِيرَ مَشْهُورًا بِالْعِبَادَةِ وَالزُّهْدِ وَسَارَ مَشْهُورًا مُشَارًا إِلَيْهِ (فَلَا تَعُدُّوهُ) أَيْ: لَا تَعْتَدُّوا بِهِ وَلَا تَحْسَبُوهُ مِنْ الصَّالِحِينَ لِكَوْنِهِ مُرَائِيًا, وَلَمْ يَقُلْ فَلَا تَرْجُوهُ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ قَدْ سَقَطَ وَلَمْ يُمْكِنْهُ تَدَارُكُ مَا فَرَّطَ.

فتأمل محنة الرجل عند ثناء الناس عليه إن لم يضبط قلبه ويعرف حقيقة نفسه ولماذا يعمل؟ فإذا قال الناس: فُلَانٌ الْعَابِدُ أَوْ الْعَالِمُ وَيُطْرُونَ فِي مَدْحِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ بَلَاءٌ وَمِحْنَةٌ لَهُ، إِلَّا مَنْ حَفِظَهُ بِحَيْثُ صَارَ لَهُ مَلَكَةٌ يَقْتَدِرُ بِهَا عَلَى قَهْرِ نَفْسِهِ بِحَيْثُ لَا يَلْتَفِتُ إِلَى ذَلِكَ وَلَا يَسْتَنْفِرُهُ الشَّيْطَانُ بِسَبَبِه[2].

وقد ورد مثل هذا برويات وطرق مختلفة كلها تدل على أن الفتور مما يصاب به العبدُ، وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الكسَلِ والهرمِ والمأثمِ والمغرمِ"[3].

تعريف الفتور:
لغة: الفترة: الانكسار والضعفُ. وطرف فاتر إذا لمن يكن حديدًا[4].
اصطلاحًا: استثقال الشيء ونفور الناس عنه بعد محبته[5].

وهو داء يصيب بعض العباد والدعاة وطلاب العلم، فيضعف المرء ويتراخى ويكسل، وقد ينقطع، بعد جد وهمة ونشاط.

أولاً: تعاهد الإيمان وتجديده:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الْخَلِقُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ»[6].

فتعاهد الإيمان وتجديده وقاية بإذن الله من كثير من الأمراض ومنها الفتور. ومن تعاهد الإيمان ذكر الله وأعظمه قراءة القرآن، ولذلك فعلى المسلم أن يكون له ورد يومي من القرآن، وليحذر أن يهجره فيدخل فيمن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].

فتأمل الرسول صلى الله عليه وسلم مناديًا لربه وشاكيًا له إعراض قومه عما جاء به، ومتأسفًا على ذلك منهم: ﴿ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي ﴾ [الفرقان: 30] الذي أرسلتني لهدايتهم وتبليغهم، ﴿ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].

أي: قد أعرضوا عنه وهجروه وتركوه مع أن الواجب عليهم الانقياد لحكمه والإقبال على أحكامه، والمشي خلفه!!

ومما يلحظ على بعض الدعاة وطلبة العلم في هذا العصر التساهل في هذا الباب والغفلة عنه، حتى إن بعضهم قد لا يتم أذكار ما بعد الصلاة، وأذكار الصباح والمساء بحجة الانشغال بالدعوة والعلم، وهذا من تلبيس الشيطان ليضعفهم ويوهنهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع انشغالهم لم يتركوا أسباب زيادة إيمانهم.

قال ابن القيم رحمه الله: "إن الذكر ليعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطق فعله بدونه...

وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة وعليًا رضي الله عنهما أن يُسبحا كل ليلة إذا أخذا مضجعهما ثلاثًا وثلاثين، ويحمدا ثلاثًا وثلاثين، ويكبرا أربعًا وثلاثين؛ لما سألتهُ الخادم، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة، فعلمها ذلك، وقال: "إنه خير لكما من خادم"[7].

فقيل: إن من داوم على ذلك وجد قوة في بدنه مُغنية عن خادم.

وكان حبيب بن مسلمة يستحب إذا لقي عدوًا، أو ناهض حصنًا قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله". وإنه ناهض يومًا حصنًا فانهزم الروم، فقالها المسلمون وكبروا، فانصدع الحصن[8].

ثانيًا: العلم:
فالعلم الصحيح يزكي النفس ويدفعها للعمل، ومن العلم: "العلم بفضائل الأعمال".

مما يزيد في إيمان المسلم ويدفعه إلى العمل والإنتاج، ويبعد عنه الكسل والفتور، معرفة فضل العمل الذي يقوم به ومكانته الشرعية.

ولذلك قال الخضر لموسى عليه السلام: ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴾ [الكهف: 68].

أَيْ: إِنَّمَا تَعْرِفُ ظَاهِرَ مَا تَرَى مِنَ الْعَدْلِ، وَلَمْ تُحِطْ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ بِمَا أَعْلَمُ[9].

فلا يستوي رجلان: رجل يؤدي العبادة وهو يعلم أنها عبادة لكنه لا يعلم فضلها وما أعده الله للعامين، وآخر قد فقه ما ورد فيها من نصوص تبين منزلتها وما أعده الله من أجر عظيم لمن قام بها.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ صَلَاةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنْ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا"[10].

وبين الأجر في حديث عثمان بن عفان رضى الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ»[11].

فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم معرفة الأجر سببًا لنبذ الفتور والكسل، حتى عن المنافقين، فلا شك أن تأثيرها في المؤمنين أقوى وأرجى.

ومن العلم: إدراك حجم محنة الأمة:
هو فرع من فروع العلم، وإنما يفرد لأهميته فإدراك المسلم لواقعه وما يجري فيه، وفقهه لهذا الواقع، يدفعه للجد والعمل، فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينا.

فكيف يتراخى من يشاهد بلاد المسلمين مستباحة من قبل اليهود وأعوانهم؟! كيف يمكن لعالم رباني أن ينزل بلدًا يعيش أهله بين أمية وجهل فينزوي دون أن ينصب نفسه هاديًا ومعلمًا؟!

كل هذا لا يكون، فكذلك من يفقه واقع أمته وحالها، كيف يجد الفتور إلى قلبه طريقًا؟ وإلى عمله سبيلاً؟ هذا بعيد كل البعد، إلا من عاش الهوان والذل وفقد الإحساس ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [الحج: 18].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 87.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 85.66 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.96%)]