نفثة في طريق التحول والتغيير للأحسن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52043 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45830 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64225 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155249 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2022, 09:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي نفثة في طريق التحول والتغيير للأحسن

نفثة في طريق التحول والتغيير للأحسن
بكر البعداني





هل من السهل أن يَسلُك أحدنا طريقًا ما نحو التحوُّل والتغيير للأحسن؟!
قد يبدو هذا التساؤل على بساطته سهلَ الإجابة، غيرَ أنه من الأسئلة التي تُعدُّ أكثرَ تعقيدًا مما يتصور الإنسان من جهة، مع سهولتِه وبساطته من جهةٍ أخرى، وهو في نظري من السهل الممْتنعِ – إن صح التعبير - وسيتضح ذلك، عندما يتضِحُ الجوابُ على التساؤل لاحقًا.

فأقول – قبله -: ما من شكٍّ أن في كل حياة ما، لشخص ما، هنالك – دومًا - نقاطًا عدةً في طريق سَيْرِه من التحوُّل، ومحطاتٍ مختلفةً على جنبَتَيْه من التغيير، والتي ينبغي علينا استغلالُها، والكثير منا قد شعر من حينٍ لآخرَ أنه يرغب ويريد بشدةٍ - بينَ الفَيْنَةِ والأخرى- التوقفَ عندَها، والتزوُّدَ منها، وسلوكَها والسيرَ فيها، ويتمنى أن لو استطاع بعدها أن يُجْهزَ على مرحلة ما من مراحل حياته السابقة؛ لسبب، أو لآخرَ، وأن يبدأَ بمرحلة جديدة أخرى، لا تمُتُّ إلى الأولى بصلةٍ، يَهْدُفُ منها إما إلى: استدراكٍ، أو تداركٍ، أو تغييرِ شيءٍ جزئيٍّ أو حتى جِذْريٍّ، وكل هذا نحوَ الحسنِ أو الأحسنِ.

ومن الطبيعي - طالما أن هذه النقاطَ والمحطات هي للأحسنِ- أن يعترِضَ من يقفُ عندَها، ويريد التزوُّد منها عارضٌ، ويُشوِّشُ عليه آخرُ؛ ومن أجل هذا قلت ما سبق، من أنه من السهل الممتنع؛ لذلك نرى في أحيان كثيرة الكثيرَ من الصِّعابِ والعَقَبات، التي تقفُ حائلاً بين من يريد هذا التحوُّلَ والتغييرَ للأحسن وبين ما يريدُ، وهي عقَبات كؤودٌ تَعوق طريقه وسَيْرَه نحو هذا التحوُّلِ والتغيير للأحسن، وعندها تخفق القلوب بشدة، ويشعر الواحد منهم بالقلق أو بالضيق، ويُصاب بعضهم بالدَّهْشة والحَيْرة، فيعظم اضطرابُه وتخبُّطُه، ونَحيبُه وتأَوُّهُه، ويتردد في طموحاته، ويتحير في اختياراته، وخصوصًا عندما تستمر هذه العقبات والمعوِّقات أو حتى أعراضُها لمدةٍ ما، وتظهرُ بصورة متكررة، بشكل أو بآخرَ؛ فتشكّل كل هذه المعوقات حجَرَ عَثْرةٍ تُعرقِلُه في سَيْرِه ومسيرتِه نحو التحول والتغيير للأحسن، أو تخلق له جملة من الإشكالات أو المشكلات، والأزمات والانكسارات، فيطول بالتالي عليه الطريق نحو هذا التغيير والتحول للأحسن، وتزداد النقاط والخطوات التي وضعها سلفًا في طريقه لهذا التحول والتغيير، ويرى أنه يحتاج إلى مزيدٍ من الدراسة والتخطيط لآرائه، وتحديدِ ملامِحها، فيُلجئُه كل هذا إلى أن يخوض حربًا ضَروسًا ضدَّها؛ حتى لا تكون كل هذه الأمور سببًا يخرجه عن هذا الطريق الذي يَصْبُو إلى السير عليه.

وفي الحقيقة إن هذه الأمور في أحيانٍ كثيرة، وهذه الأحداث في صور عديدة، تنتهي بخسارة فادحةٍ لهم في حربهم معها، فنرى الكثيرين يهربون من هذا التحول والتغيير للأحسن، والذي باتوا يرونه جحيمًا لا يطاق، إلى حياة أخرى يظنونها – لسهولِة نيلِها – هي الحياة المنشودة، وهي – والله، لو عقلنا – الجحيمُ بعينِه؛ لأنها ستُرْدِيهم وتَردُّهم إلى تلك الحياة السابقة، بل إلى أسوأ منها، والتي كانوا سابقًا ينشدون تغييرَها وتحويلها، وهؤلاء هم أسوأ هذه الأصناف حالاً - أعاذنا الله عز وجل، وإياكم جميعًا أن نكون منهم.

كما يُجبَرُ آخرون - وبقوةٍ - على البقاء على ما هم عليه، وفي أحسن أحوالهم يعودون من جديد، ويبدؤون تحوُّلاً آخرَ وتغييرًا ثانيًا من جديد، رغم أن الواحدَ منهم لَطالما انتظر طويلاً شيئًا ولو يسيرًا، وبصيصًا من الأمل ولو قليلاً؛ لأجل أن يصل إليه شيء من هذا التغيير أو التحوُّل للأحسن، نسأل الله - عز وجل - أن يرشدنا وجميع المسلمين إلى الصراط المستقيم، ويثبّتنا عليه حتى نلقاه.

وفي نظري: أن كلَّ هذه العقبات والمعوِّقات في طريق التحوُّل والتغيير للأحسن، هي أمر طبيعي لا بد منه، وسبب كونيٌّ قدَّره الله - عز وجل - شاء مَن شاء، وأبى من أبى، كما أن ما يعتري مَن يَنشدُ التحوُّلَ والتغييرَ نحو الأحسنِ، وما يَلحَقُ به عندما يحاول أن يواجه ما يمنعه من الوصول إلى هدفه، أو تحقيق ما يرغبه، ويعترض مسيرته نحو تحقيق تحولِه وتغييره للأحسن، كل هذا مما يعتريه أو يلحق به، من الطبيعي أن يشعر معه بالتوتر والقلق، أو غير ذلك – وقد أشرنا إلى بعضِه سابقًا.

والمهمُّ أن نعلم أن الأمر يتعلق دومًا، برغبة صادقة نحو هذا التحول والتغيير نحو الأحسن، وبهمة عالية، وثباتٍ على المبدأِ الحق، وبإنهاء العَلاقات أو العادات القديمة والسابقة بشكل صحيح، ومفارقتِها وبيئتَها وأهلَها، وأمر آخرُ وهو من الأهمية بمكان: أن يكون صاحبُها مخفًّا كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن بين أيديكم عقبةً كَؤودًا، لا ينجو منها إلا كلُّ مخف))؛ السلسلة الصحيحة (5/627) رقم: (2480).

والمعنى: أنه لا يُجاوِزُ هذه العقَبات إلا من كان خفيفَ الحِملِ من الذنوب، وأسبابِ الدنيا، وعلقِها. والله أعلم.


وعند هذا فقط تكون هذه أول الخطوات العملية للبَدْءِ من جديد، ووضع القدم على أول الطريق الصحيح للسير نحو تحول نافع، وتغيير جِذْريٍّ ماتع، كما أنه يُعدُّ بالمقابل – أيضًا - أول الخطوات الصحيحة؛ لاجتثاثِ كل هذه العَقَبات والمعوقات من جذورها، واستئصالِ شَأْفَتِها، كما أنه يفيد بها نفسه وغيره، وتساعده على الوصول والحصول على أكبر قدر ممكن من هذا التحول والتغيير للأحسن.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.28 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]