عزيزي المتقاعد ، كيف تغيرت صورتك الذاتية بعد التقاعد؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         لو مدمنة شوكولاتة ومش عارفة تخسى.. نظام غذائى هيساعدك تخسرى وزنك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          6 طرق لشحن الطاقة واستعادة النشاط فى الويك إند.. الأولولية لنفسك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إزاى ترد بشياكة على شخص بيتعالى عليك؟ 3 حيل نفسية مهمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أزمة الهوية في عصر العولمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإمام الشعبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سلسلة أفقاه لا يستغني عنها الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 504 )           »          أبو القاسم بن عساكر (الحافظ الكبير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أبو فرج بن الجوزي (شيخ الواعظين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ندبة الودّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          اجمع بين أصالتك وجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-08-2022, 10:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,638
الدولة : Egypt
افتراضي عزيزي المتقاعد ، كيف تغيرت صورتك الذاتية بعد التقاعد؟

عزيزي المتقاعد ، كيف تغيرت صورتك الذاتية بعد التقاعد؟
هشام محمد سعيد قربان





يحسن قبل الخوض في أعماق موضوعنا أن نعرف مصطلح الصورة الذاتية تعريفًا عامًّا، ثم نخصصه للمتقاعد ورحلته، فهو مصطلح أصوله غربية في علم النفس ودراسة نشأة الإنسان وتكون وتطور شخصيته، ويشير إلى عدة عومل وعناصر وخبرات، وتجارب ونجاحات وتطلعات وفرضيات تدخل وتتداخل في تشكيل نظرة، وتصور الإنسان لذاته، وتقييمه لكينونته، وتميزه عن غيره في مجتمعه وخارجه، وهذا النظرة غير جامدة، وتتسم عمومًا بالتغير والنمو والمراجعة في مراحل حياة الإنسان، ولهذه الصورة أثر على قرارات الفرد ونظره في الأمور وحكمه عليها.



هل لهذا المصطلح ما يناظره في تراثنا الإسلامي؟
إن إجابة هذا السؤال لتحتاج إلى بحث مفصل، ونعرض في هذا الدراسة المقتضبة محاولة أولية لإيجاد مصطلح مناظر ومماثل لمصطلح الصورة الذاتية، وهي لا تغني بحال عن البحث المفصل، ولكنها محاولة بسيطة لتأصيل المصطلح في سياق ديننا وتراثنا، ولعل أول ما يرد على الذهن عند الحديث عن الصورة الذاتية قوله تعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ... ﴾ [الإسراء: 84]، ولقد عرَّف المفسرون الشاكلة بالناحية والجهة والطبع، وميل النفس لما اعتادت ونشأت عليه، وفي هذا الآية سبب ونتيجة، وإشارة واضحة إلى اختلاف الناس عملاً حسب شاكلتهم، وكما أسلفنا فلعل مصطلح الشاكلة مكافئ لمصطلح الصورة الذاتية، ولكن السؤال الذي يحتاج لمزيد نظر هو: هل تتغير شاكلة المرء في المصطلح القرآني ولغة العرب شعرًا ونثرًا؟ وفي بقية بحثنا سوف نستعمل مصطلح الصورة الذاتية من باب التسهيل على القارئ وخروجًا من الخلاف على الدلالة الاصطلاحية التي لم تستقر بعدُ في أذهاننا.



ماهي الصورة الذاتية؟


إن الصورة الذاتية لباحث مشهور في مجال علمي مهم مثلاً في مرحلة مبكرة في حياته: كونتها - على سيبل المثال لا الحصر- عوامل عدة؛ منها:

1- العائلة:
1- المحبة للعلم والمعرفة، فجده لأبيه كان محدثًا مشهورًا، وله مصنفات منشورة، ولطالما سمع والده يتحدث بفخر ويشيد بعلم أبيه وإجلال العلماء له ومصنفاته المفيدة.



2- أما جده لأمه وأخواله فمن التجار والمحسنين، وأملاكهم كثيرة معروفة، والمساجد التي بنوا شاهدة على فضلهم، والمدارس التي أوقفوا على طلاب العلم قائمة وغنية عن التعريف.



3- و والده وأمه يحملان شهادات عالية ولهم أعمال مهمة.



4- ولقد أثرت فيه جدية والده وطبعه المنضبط كثيرًا.



5- كان بيت باحثنا مستقرًّا مع ما اتصف به من انضباط ورسميات فيه بعض مبالغة.



6- سجن خاله لآرائه السياسية التي لا تتناغم مع أصحاب القرار في ذلك الزمن الفائت، فولد هذا كراهية لدى باحثنا من السياسة والعمل السياسي والأنشطة الجماعية.



2- المجتمع:


نشأ باحثنا في مدينة صغيرة، ولاحَظ منذ طفولته التقدير والاحترام التي تحظى به عائلته من قبل جيرانه ومعارفه ووجهاء القرية.


3- التعليم والخبرة والاختلاط:


1- حفظ القرآن في سن مبكرة، فأصبح يلقب بالشيخ في سن مبكرة، وأصر والده أن يتزيَّا بزي العلماء والوقار المتصنع في سن مبكرة، حتى إنه لم يلعب مع الأطفال إلا نادرًا.


2- درس دراسة جادة ومركزة في مدارس خاصة، واستعان والده بمدرسين خصوصيين لتقويته.



3- درس علم هندسة التعدين في أشهر جامعة في بلده وتخرج بامتياز.



4- عمل في وظيفة مرموقة بعد تخرجه لثلاثين عامًا، وله أبحاث مشهورة، وكثيرًا ما أنابه الوزير في تمثيل بلده في بعض المحافل المتخصصة.



5- كان قليل الاختلاط بالناس، وأصدقائه قلة ويشابهونه كثيرًا، وكان دائم الانشغال بأبحاثه، فعمله وبحثه ومكتبه هو حياته، ولا يرى في المناسبات العامة إلا لمامًا.



6- كان نمط حياته منضبطًا كساعة سويسرية، فخروجه ورجوعه ولقاءاته، وسفراته وأنشطته وإجازاته في أوقات محددة سلفًا، ولا تتغير إلا اضطرارًا، ومن أكبر المحرمات لديه ضياع الوقت في المرح والنزهة، أو ما يسمى بالهوايات.



7- كل أبنائه الخمسة إلا واحدًا أنهوا دراساتهم الجامعية ولهم أعمال مرموقة.



8- ابنه الأكبر لم يتم دراسته الجامعية، وغادر منزل والده بعد خلاف معه؛ ليعمل في مجال ميكانيكا السيارات في ورشة صغيرة، وتزوج بامرأة من أسرة ريفية فقيرة بسيطة بغير رضا من والديه.



إن هدف هذا المثال المفصل هو إسقاط تخيل متعدد الجوانب في أذهاننا للصورة الذاتية لباحثنا، بحيث نتخيل إحساسه ومشاعره، ونظرته لنفسه، وتقييمه لطبقة المجتمع التي ينتمي إليها علمًا وجاهًا ونسبًا ومالاً، ولعل هذا يفسر مثلاً عدم رضا باحثنا عن ابنه الأكبر الذي ناقض بفشله الدراسي والوظيفي ومصاهرته، مستوى العائلة الذي يتسم برقي المستوي العلمي والاجتماعي والمالي، وهذا المثال قد يعيننا في توقع تطلعات صاحبنا وردود فعله.
كما أن هنالك هدفًا آخر لسرد هذا المثال المفصل، هو تنبيه القراء عامة والمتقاعدين بخاصة بأهمية مصطلح الصورة الذاتية، وتشعبه، وعوامله العديدة والمختلفة، والتي ينبغي ألا تغيب عن كل من يريد تحليل هذه الصورة وفَهمها في سياق مرحلة ما بعد التقاعد أو غيرها.



هل تتأثر الصورة الذاتية بعد التقاعد؟
يشكو الكثير من المتقاعدين - كما يخبرنا أطباء علم النفس - من ضيق نفسي وكآبة، وتساؤل مستمر عن قيمتهم وفائدتهم، وما هذه المشاعر - المتفاوتة في ظهورها واستمرارها، ودرجتها وحدتها - إلا نتيجة للتأثر الذي يصيب صورة المتقاعد الذاتية بعد التقاعد.



إن العمل النظامي الذي عايشه المرء سنين طويلة قبل تركه للعمل يعتبر بلا منازع - في أغلب الأحوال - أكبر عنصر مؤثر يشارك في تكوين صورته الذاتية، فعمل أحدنا بطوله وتكراره ورتابته وقولبته لحياتنا، يشكل جزءًا كبيرًا في تعريفنا لصورتنا وكينونتنا، ويعطي كل واحد منا قيمته وأثره، فقيمة المرء ما يحسنه من صنعة أو علم، أو فن أو خدمة يسديها لغيره.



ويرجع التأثر والهزة في الصورة الذاتية بعد التقاعد إلى سبب واضح وظاهر قد يغيب على البعض لشدة ظهوره، ألا وهو غياب أكبر مقوم ومكون لصورتنا الذاتية، وهو: العمل النظامي برتابته ونمطه التي اعتدناها لعشرات السنين من العمل النظامي والمستمر، كما يؤدي التقاعد عن العمل إلى آثار أخرى تشارك في هز صورتنا الذاتية، فالتقاعد يعني فِقدان نسق ووتيرة مقولبة ومنظمة لحياتنا اليومية، وكذا فإن المتقاعد يفقد بتركه لعمله النظامي نسيجًا اجتماعيًّا محيطًا من العلاقات والصلات الإنسانية في محيط العمل، فلسان حال التقاعد يقول: أنا الآن لا أعمل في عملي الذي صرفت فيه عمرًا طويلاً، ولقد فقدت مصدر فائدتي وقيمتي في المجتمع، كما لا يوجد ما ينظم حياتي، ومما يزيد الطين بلة وحدتي المفاجئة، وسببها فِقداني لفرص التواصل الاجتماعي في محيط العمل.



ما مدى تأثر الصورة الذاتية بعد التقاعد؟
تختلف الهزة التي تصيب المتقاعد بعد تركه للعمل باختلاف المتقاعد، فلا يمكن إطلاق وصف شامل لها وتعميمه، فمن المتقاعدين من يمر بهزة التقاعد مرورًا سريعًا، ويستأنف حياته في صورة ذاتية جديدة ومعنى جديد منفصل تمامًا ومغاير لصورته الذاتية قبل التقاعد.



وبعض المتقاعدين يمرون بمرحلة صعبة وكآبة واضطرابات نفسية، قد يتجاوزها البعض إلى مراحل وصور ذاتية متكيفة مع حياة التقاعد جزءًا أو كلاًّ، وقد تطول كآبة بعض المتقاعدين منتجة صورة غير صحية ومهتزة وغير راضية، ويواصل بعض المتقاعدين حياتهم بعد التقاعد في صورتهم الذاتية الأولى، فتراهم يواصلون أعمالاً وحياة مشابهة لحياتهم خلال العمل النظامي، كأنهم لم يتقاعدوا عن عملهم.



ما مدى تأثر صور المتقاعدين الذاتية في بلادنا بعد التقاعد؟
إن إجابة هذا السؤال لا تتأتي إلا بطريقة ممنهجة وعلمية، أساسها دراسات ميدانية استبيانية لعينات بحثية كبيرة قوامها الآلاف من المتقاعدين، وتستغرق سنوات طويلة من متابعة أحوالهم قبل وبعد تجربة التقاعد، ولا أعتقد وجود هذا الزخم البحثي للمتقاعدين في بلداننا العربية في هذه المرحلة، كما تزداد صعوبة هذا البحث بإخفاء الكثير من المتقاعدين معاناتهم النفسية بعد التقاعد؛ خجلاً وهروبًا من نظرة المجتمع المغلوطة وغير الرحيمة إلى العلل النفسانية وخلطها بالجنون والعَته.



رجاء وسؤال للمتقاعدين في بلداننا: ما هي تجربتك في رحلة صورتك الذاتية بعد التقاعد؟
إن أهم مصدر لبحث وفهم التغيرات الحاصلة على الصورة الذاتية للمتقاعدين في بلداننا، هي تجارب المتقاعدين أنفسهم، وليس من رأى كمن سمع، فيا ليت متقاعدينا - وأنا منهم - يتواصلون بصراحة تامة معي أو مع الأطباء النفسيين بهدف المشاركة بخبراتهم التقاعدية حلوها ومرها.



ولعلي في هذا السياق أدعو أساتذتي المتقاعدين، أو الذين يفكرون بالتقاعد عن العمل بمواصلة بحثنا هذا وقراءة أبحاث أخرى أعددتها حول التقاعد، بهدف فَهم الإطار الأكبر للموضوع، والإفادة من بحوث الغربيين في مجال علم نفس التقاعد ودراساتهم الميدانية والممنهجة في هذا المجال المهم، وأشاركهم ببحثين مهمين أعددتهما ولهما صلة ببحثنا:
1- هل أنت جاهز للتقاعد عن العمل؟
2- كيف يجد المتقاعد معنًى جديدًا لحياته بعد تركه للعمل النظامي؟
3- متي يتوقف مخُّ المتقاعد عن العمل بعد التقاعد؟





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.21 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]