انطلق وكن صاحب عزيمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم بدران بن لحسن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما أصول التكريم السبعة للإنسان الأول آدم عليه السلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          متى يكرهك الطفل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كتاب “حضارة الإسلام” .. تشريح لروح الحضارة بعيون غربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          3 ألعاب لتعزيز تعليم القراءة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          نقد المنهج المعاصر في تضعيف الأحاديث الصحيحة: دراسة في مظاهر الخلل المنهجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ذكر الله سبب من أسباب مغفرة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          النهي عن إنزال الحاجة بالناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 473 - عددالزوار : 157604 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-08-2022, 04:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,222
الدولة : Egypt
افتراضي انطلق وكن صاحب عزيمة

انطلق وكن صاحب عزيمة


صابرين أحمد





العقل جزءٌ من تكوينِ الإنسان الآدمي، بل يكاد يكون الكل؛ لأن مَن فقد عقله يفقد حياته، وقد خلق الله هذا العقل وأودع فيه أسرارَه؛ منها: القدرة على اتخاذ الوسيلة للوصول إلى الغاية، والرغبة في الإبداع، والوصول إلى أسرار الكون، وسر تكوينه، أو يتمكن من ذلك، أو يحجب عنه، ولله في ذلك حكمة، وأودَع في هذا العقل الصغير بحجمِه الكبير بسرِّه وأهميتِه الرغبةَ في النجاح، وأعطاه مذاقه الخاص، ووصْفَتَه المبهرة، فلولا تحديد النتيجة بعد العمل لَمَا وُجِد لدى الشخص العزيمةُ والدافع ليبذلَ قصارى جهده في العمل لكي يحصل على النتيجة، التي يريدها أن تكون نجاحًا بكل ما تَعْنيه من الكلمة من معنى، يعمل ويخطط، ويبذل الكثير فالكثير، إذًا يكون النجاح دافعًا للشخص ليعمل، لكن احذر - رعاك الله - أن تُفسِد نجاحَك بعجزك؛ فإن العجز يجعلك تعيش في الحياة مقيدًا، أو تُفسِده بضعف همَّتِك، فتجعل منك إنسانًا يعيش كيفما عاش، وكأنما ولد ليستنشق الهواء ويأكل الطعام، فإذا جاء المساء افترش ونام، وكأنما خُلِق لهذا فقط، فإن ذلك سيجعلك تعيش بدون حياةٍ.

قوِّ همَّتَك، واستجِمْع قواك، وانطلِق؛ فإن الوجود متَّسع، ولا تظن أنك لن تبدع ولن تجد ما يوصلك إلى ما تريد، بل ثِقْ بنفسك وانطلق، وستجد الأرض مدَّت يدَها لك، وألقت على ظهرها ما أودعه الله فيها لتجدَ ما يُناسِبك، فتعمل فيه وتبدع، فإذا رأت السماءُ قوَّة عزيمتك، فإنها سترسل لك نورًا في الليل الدامس، لتكمل ما بدأتَ به في النهار، فإذا أشرقت شمس الصباح أرسَلَت إليك خيوطًا مليئة بالحب، ممزوجة بالأمل، ووجدت تلك الحشود من البشر قد وقفت أمامك لتخبرهم بما عملتَ، فإذا أكملت كنت لهم قدوة في السير نحو الهدف، والصبر على المشاقِّ، والجد في العمل، فيعمل الكل مستفيدين منك، فإذا ذُكِر نجاحهم فإنه يُنسَب إلى مَن أيقظ الهمم، فإن إحياء همتك تساقط منه قطرات كالندى على الورق، فكانت تلك القطرات نافذة أمل في قلوب مَن يحيطون بك، وانطلاقهم في الأرض مُعمِّرين، فكانوا نعم الناجحون هم!

وإيَّاك واضطراب الرأي؛ فإن ذلك سيجعلك بين أن تكون عاجزًا أو ضعيفَ الهمَّة.

انظر إلى الوجود، وتفكَّر في مكوناته؛ فالطير ينطلقُ من عُشِّه ليسبحَ في الوجود، ليحصل على رزقِه وعشبٍ يستخدمه لبناء وَكْره، فخُذْ منه الكفاح.

وإلى النمل، يقضي شهورًا لجمع الطعام ليدَّخِرها لأيام قادمة، تعمل اليوم لترتاح غدًا، فخذ منها الحكمة ولا تتواكل؛ فإن ذلك غباء.

وإلى النحل كيف تصنع من لا شيء كلَّ شيء، تتجمع لتنتج عسلاً في ألذِّ طعم، بل دواء لكل داءٍ، فخُذْ منها التعاون، واسلُك طريقك في العلاء، فإن واجهتَ ما يعثر طريقك فاستعِنْ بذي عقلٍ وحكمةٍ، وتذكر أن بدايةَ دعوة نبيِّك هو أنِ استشار.

الخريف إذا أقبل، فإنك ترى أشجار الربيع قد تساقطت أوراقُها، وجفَّت سيقانها، ومع ذلك لا زالت واقفةً، فخذ من ذلك عبرة، واعلم أن الحياة كذلك ترحَلُ عنا أيامُها، بعد أن أتت إلينا وهي مُحمَّلة بكثيرٍ من الأشياء، منها الفرص، فاستغلَّها؛ فإنها ستتساقطُ كما تساقطت الأوراق من على الشجر، لا بد أن تعاني، لكن اصبِر وتحمَّل ولا تيئَس، فإنه لا حياة مع اليأس، فقد تكون لا شيء، لكنك ستصبح كل شيء.

إيَّاك أن تُبالِي بما يقال عنك؛ فإن إرضاء الناس غايةٌ لا تُدرَك، فلا تُخطِّط لمستقبلك تبعًا لأهوائهم، فإنك لن تفيد أو تستفيد، لكن الخطأ وارد، فلا تحزَنْ إن أخطأت؛ فإن العاقل مَن تعلَّم من خطئه، فأصبح منارةَ نجاح، كأنها الشمسُ وسط السماء، تبعث ذلك النورَ الذي لا يُضاهَى.

إذًا قوِّ همَّتَك، وكن صاحبَ عزيمة وثبات، وامضِ قدمًا، لا تفكر بالأمس، ولا تعِشْ لحظة الغد قبل العمل، اهتمَّ بحاضرك؛ فإنه سينبعث منه زهرة، يصل شذاها لكل الوجود، اجعَل من نجاحك كتابًا يقرؤه الطفل فينبغ، والرجل فيصير حكيمًا، ابدَأْ ولا تيئَس، والبَسْ ثوب التفاؤل، واجعلِ الأمل شرابًا تستسقي منه كلما ظمِئتَ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.03 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]