من صميم القوة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم قراءة الحائض القرآن عن طريق الحاسوب المحمول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          آدم عليه السلام ، قصة ادم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          نساء لم يذكر القرآن أسمائهن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ° l|l° ♥♥ حملة الحجاب الشرعي ♥♥ °l|l° (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أقوال الإمام الشافعي،من أقوال الإمام الشافعي رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الآثار السلبية للحمية القاسية وما يعالج منها معنوياً وكيميائياً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من هو الذي ألقي عليه شبه عيسى عليه السلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {قال إن فيها لوطًا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تقسيم الأعمال والمشاريع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من هدي النبي ﷺ في النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-08-2022, 08:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,435
الدولة : Egypt
افتراضي من صميم القوة

من صميم القوة


أ. سميرة بيطام


بلغة الأحزان خاطبت فيك ضميرًا لم يَعِ بعدُ المغزى من الابتلاء، نعم، هي آهاتي تفصح عني من أني أقوى مما يتصور من يكلمني حينما ينتابني ضعف في كامل كياني، تفاعلاً من رؤيا وسمع وتفكير لست أبديه ضعفًا، مهما كلفني الفشل ثمنًا غاليًا في ألا تستقيم قامتي، وعليه وبناء على إمضاء يدي، لستُ أسمح لك أن تمد عينيك حينما يمر طيفي من أمامك؛ لأني في تزاوج لشخصيتي حينما أبغيه تمردًا على ملفات عالقة في ذهني، وأتمنى أن تبقى عالقة؛ لأنه كلما طال سكونها في عقلي تزودت من حيثياتها بقوة لا تضاهيها قوة، فغادر ساحة العبر؛ لأنك لا تزال صغيرًا على مجرد النظر إلى مقدمات أي ابتلاء، وإني في إشفاق عليك من تضارب الأحاسيس لديك، حتمًا سيكثر سؤالك وشكواك، ولست أحب الاستماع إلى ما أنت فيه، صدقًا أحتفظ بصور لمبتلَيْن عاشوا قوة أحدثت بأقدامهم شروخًا على جدران الصمت حينما مروا من أماكن الاختبار، فأدِرْ صفحة الشكوى منك؛ لأني في تغاضٍ عن متنها، هكذا هي مقدمات الاهتمام، نعم لا بد من مقدمات مفيدة.

لست وحدك من عاش محنًا وصعوبات، فغيرك كثير، بل أكثر، فلمَ هذه الضوضاء منك؟ لا تحسبنَّ الحياة بساطًا مفروشًا بورود، مختلفًا ألوانه، في حلى الزهو، تمر عليه وأنت في خيلاء من مشيتك، رجاء أرجوه أن تستفيق من أحلامك، لأنك فعلاً بهذا التفكير ستعيش في خيال، ولست أظنك تصحو منه إلا وأنت في ارتطام بجدار الحقيقة هذه المرة، فكف عنك أن تبغي استقرارًا وهناءً وراحة على مقاس إرادتك، كلا، لست أنت من يرسم النهار، ويختم المساء ببرنامج المتعة وفقط، وإلا كيف لك أن تواجهَ الدنيا بواقعية الحياة كما هي؟

لست أتكلم عن تجربتك، فللاستئذان آداب، لكني أصف خيالك الذي أسال الكثير من مداد قلمي، صحيح منحْتُك وقتي وبصمة إبداعي، لا لأنْ أخوض في أن أتبع مرادك المضيع، سامِحْني على وصفي، لكني أواجه الظلام فيك بنور الواقع؛ علك تدري أنك لست تدري، وهذه أعظم مصيبة بالنسبة لي، فلو كنت تدري لهان بعض الأمر، لكن ألا تدري على الإطلاق، فأنت حتمًا ستدفعني في أن أشرح فواصل من صميم القوة.

لستُ أفقد صوابي على الإطلاق في أن أفتحَ معك موضوعًا مهمًّا للغاية، وإني أعلم أن فيه مضايق كثيرة لي، لكني في صبر عليها حتى أصل إلى أن أتعوَّد على حيل ومطبات لطالما عالجتها بطول الحكمة من تفهمي وفهمي، وإني أرتب التفهم قبل الفهم؛ لأني إن لم أتفهم وضعًا فلست له بفهيمة على الإطلاق، ولك تناول الحرف عني، في أن تعقب عن صراخ القلم حينما ينطلق في غضب لحظة أن تخرج عن حيز الرضا لما أصابك إلى أين بها؟ ثم ماذا ستفعل بلوم وعتاب وسؤال يليه قلق وتوتر ومضيعة للجهد والفعل؟ وأرجو ألا تضيع الأخير؛ حتى لا تغرق في النهاية، لست أعني نهاية الموت، وإنما تمام موت روحك في ألا تستشعر معاني الصمود والكفاح ومواصلة المقاومة، إلى أن تلقى نفسك قد تجاوزت المحن وكلك انتصار على نفسك بداية، ومن ثم انتصار لمن كادوا لك وقصروا في حقهم معك، ولك الكثير من ألوان الابتلاء معايشة، فأحسن استغلال فرصة الابتلاء.
سرَّتْك دنياك وألهاك دَدُك[1]
يوشك أن تنغص عن ذاك يدك
في قبضة القضاءِ ملقى مِقودُك
لا تغترِرْ أن يتراخى موعدك
إن لم يُصِبْك يومك لم يخطئ غدك

نعم، هي فرصتك في أن تتعلم الجديد والمجدد ليدك، فحتى دوام الهدوء والبذخ مفسدة للإيمان، فكيف لإيمانك أن يتجدَّدَ إن لم تتعرض لمضايقات ومشاكل ومكدرات للعيش؟

يجب أن تعي جيدًا أنه في قلب العاصفة يتقن الربان قيادة السفينة؛ لأنه سيسعى جاهدًا في ألا يتركها تغرق، أنت كذلك لن تتعلم قيادة مسيرة حياتك إن لم تتجرع الأذى والألم لتنتهي، بل اجعلهما وسيلة تربي فيك موهبة حل المشاكل بأقل توتر ويأس؛ لأنه مع تكرار الأزمات يكون عقلك قد تعوَّد على إيجاد الحلول من أيسر الطرق، ويكون قلبك في اتساع، ولا يضيق ذرعًا بأزمة جديدة، فالنبض فيك تعوَّد على منح القوة لروحك من ذاتك ولذاتك دون أن تستعين بالغير، فقط وظِّف خبراتك من صميم قوتك التي هي في الظاهر مغلفة بغلاف الابتلاء، وحينما لا تفقه فهم الأمور اقرأ سيرة الأنبياء الأكثر ابتلاء، ستفهم قمة التحمل فيهم أنه في تقبلهم لما أصابهم بصبر واحتساب، ثم في النهاية لست تغير ما أنت فيه من ابتلاء؛ لأنه مقدر عليك، فبدل الانغماس في دائرة الشكوى والحيرة، اكسر عنك قوقعة الأحزان، وخلص نفسك بنفسك مما أنت فيه بوصفة إيمانية رائعة، وهي أن تتزود بسلاح التقوى، وتزداد معرفة بثقافة الابتلاء، وتلتزم الهدوء والصمت ما استطعت، بل لا بد من ذلك، ثم اسجد لله شكرًا وحمدًا ورضًا، وأقبِلْ إليه بأكف التذلل والدعاء في أن يختار لك الخيرة، ولست تدري فيما الخير من أمرك، وبالتعود على هذه الوصفة تصبح مؤهلاً لأن تتقلد مسؤولية فيها التغيير والخير الكثير للعباد بعد أن تكونَ قد تدربت على الصعاب، فيصبح تجاوزها بالنسبة لك في ومضة برق من غير إجهاد منك، أو ربما تصبح في المستقبل مؤهلاً لإدارة مشاريع كبيرة بعد أن اكتسبت مهارات وحرفية في الأداء، ونصيحتي لك:
عندما تعترضك أزمة أو محنة تخيلها كمنعرج في طريقك يخفي الكثير من النور والاخضرار والجمال أمام عينيك، وما عليك إلا أن تجتازه بهدوء وحكمة إلى أن يستقيمَ بك المسار، ويظهر لك الوضوح في الأفق بكل أبعاده وفي انجلاء للبصر عن معوقات الاستمتاع.

فقط استغل قوتك من صميمها، وهي ذاتك؛ لأنك إن لجأت لذاتية الغير فقدت نكهة التمتع بذوق النصر، وما حلاوة النصر إلا ما أبدعتْه يداك، فلا تترك نفسك محلاًّ للنقد حتى لا يقال لك: يداك أَوْكَتا وفُوك نفَخ، دمت قويًّا من صميم قوتك، وعفوًا عن كل تقصير مني، فلكل جواد كبوة، ولكل عالم هفوة، ولست أخفيك أني يومًا ما مررت من نفس المنعرج.

[1] الدد: اللهو واللعب، يقال: مضى دد من الدهر، والددن: اللهو واللعب؛ عن كتاب: ربيع الأبرار ونصوص الأخيار؛ من تأليف أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]