الاستسلام لأمر الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4952 - عددالزوار : 2055830 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4527 - عددالزوار : 1323649 )           »          احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2022, 09:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي الاستسلام لأمر الله

الاستسلام لأمر الله
د. عطية بن عبدالله الباحوث





الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عز إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره.
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدَّر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضل بحكمته وهدى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يُرتجَى، ولا ندَّ له يُبتغَى.

وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدًا عبدالله ورسوله، الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على النهج واقتفى؛ أما بعد:
الاستسلام لله صفة الأنبياء:
فما من مسلم جعل أمره إلى الله، واستسلم وسلم، ووضع أمره بين يدي مولاه، إلا كان له من الفرج نصيب، ومن الأجر أوفر الحظ، ومن الصبر أجمله، وهذا المقام هو مقام الأنبياء والأولياء؛ فهذا إبراهيم يضع ولده الوحيد بوادٍ غير ذي زرع، فيشب إسماعيل ويظهر نفعه، ويأخذ من قلب إبراهيم شعبة من الحب، وإبراهيم خليل الله، والخُلَّة أعلى درجات المحبة، فلا تقبل الشريك، فيأتي الوحي الرباني لينزع هذا الحب، ويبقى قلب إبراهيم لله وحده لا شريك له؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ [الصافات: 102]، ورؤيا الأنبياء وحي وحقٌّ، والله ما شاوره اختيارًا، وإنما مجرد العرض ليرى جواب الابن البار؛ فقال تعالى: ﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]؛ جواب المتقين العارفين بالله، المتوكلين عليه حق التوكل، يقول: ستجدني صابرًا إن شاء الله؛ ليخلع نفسه من كل حول وقوة إلى حول الله وقوته، ثم انتقل من القول إلى الفعل؛ فقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ [الصافات: 103]، قال قتادة: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا ﴾: "أسلم هذا نفسه لله، وأسلم هذا ابنه لله"، انتهت القضية بالاستسلام؛ فقال تعالى: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الصافات: 104، 105]؛ أحسن في الطاعة واستسلامه لأمر الله، فأحسن الله إليه بالعطاء، لمَ كل هذا؟ قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴾ [الصافات: 106]، بهذا البلاء والاختبار تبين كمال محبة إبراهيم، وصفاء قلبه، وطُرد كل حب زاحَمَ خلة ربه، فلم يعد للذبح من فائدة؛ فقال تعالى: ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 107].

الاستسلام لله طريق النصر على الأعداء:
وفي مشهد للموت المحقَّق، والإبادة الجماعية القريبة يطارد فرعون أتباع موسى بكل قوته وعدته وعتاده، فيصل الأمر إلى صورة المشاهدة العينية، التي تفوح منها رائحة الدم؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]، نفوس خلعها الخوف، فلم يعد لها تفكير إلا ما تشاهده من الهلكة المحققة، لم يستطيعوا التفكير إلا بالمواد الأرضية، فجاءت النقلة الربانية والثقة برب البرية؛ فقال تعالى على لسان موسى: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]، قلوب استسلمت لربها، ووثقت عُرى إيمانها بوعده، فجعل الطمأنينة نصيبها، فكان الفرج في أبسط أمرها؛ قال تعالى: ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴾ [الشعراء: 63 - 66]، انتهت القوة الفرعونية بعصًا، يكفيك أدنى سبب مع استسلام القلب وتفويض الأمر لله، فالماء الذي نجا به نوح هو الذي أغرق به فرعون، فالله مصرف الأمور والأحوال، وهو على كل شيء قدير.

الاستسلام لله من كمال الإيمان:
ولا يمكن أن تكون على كمال الإيمان إلا بمتابعة ظاهرية تنفيذًا وعملًا، ومتابعة باطنية بانشراح وطمأنينة، ويجمع ذلك كله تفويض الأمر لله.

يصور هذا حديث عروة بن الزبير: ((أن رجلًا من الأنصار خاصَمَ الزبيرَ في شِراجٍ من الحرَّة يسقي بها النخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسقِ يا زبير، فأمره بالمعروف، ثم أرسِلْ إلى جارك، فقال الأنصاري: إن كان ابنَ عمتك، فتلوَّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: اسقِ، ثم احبس، يرجع الماء إلى الجَدْرِ، واستوعى له حقه، فقال الزبير: والله إن هذه الآية أُنزلت في ذلك: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]))[1].

يقول الشيخ السعدي: "فالتحكيم في مقام الإسلام، وانتفاء الحرج في مقام الإيمان، والتسليم في مقام الإحسان، فمن استكمل هذه المراتب وكملها، فقد استكمل مراتب الدين كلها"[2].

الاستسلام لله منهج الأولياء:
ونحن في الحياة الدنيا سائرون على طريق البلاء والابتلاء، وحتى لا نحيد عن الطريق، ولا نبدل دين رب العالمين، جعل لنا مسالك وأمورًا تبين مراد الله ورضاه، وذلك عن طريق بلاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال كما في حديث أم سلمة: ((ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أمره الله: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها، قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم))[3]، لقد كان أبو سلمة في نظرها خير الناس إلا من رسول الله، وما كانت تطمع أن يكون رسول الله لها زوجًا، فلما أسلمت قلبها لله، وأطاعت نبيها، وقالت قولتها: كان الخلف خيرًا، وأعظم أجرًا، وأصبح النبي لها زوجًا؛ لأن هذا وعد الله، والله لا يخلف وعده، ولا يكذب عهده، وهو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ تعظيمًا لشأنه سبحانه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُالله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه؛ أما بعد:
فلا شك في مكانة الاستسلام في الإسلام، لكن يجدر بنا أن ننبه على قضايا؛ ومن ذلك:
1- حقيقة الدين اعتقاد قلبي واستسلام عملي: حديث أنس بن مالك: ((مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري، قالت: إليك عني، فإنك لم تصَبْ بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى))[4]، نقلها النبي صلى الله عليه وسلم من القضية الشخصية إلى قضية الأمة جميعًا، فليس للمصاب إلا الله فرجًا ومخرجًا؛ يقول الإمام الطحاوي رحمه الله: "ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام"[5].

2- التفويض بداية ونهاية الحل: فمؤمن آل فرعون في قبضة الموت، وفي مَهْلَكَة تكاد تكون واقعة؛ قال: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44]، فماذا كانت النتيجة: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45].

3- لا منافاة بين الاستسلام إلى الله، وتفويض الأمر إليه، وبين الأخذ بالأسباب، فإن الأخذ بها جزء من التوكل على الله؛ ((قال رجل: يا رسول الله، أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل))[6].

4- الاستسلام طاعة ليست عمياء، بل طاعة على علم وبصيرة، فما من عقل سلم من الشبهات المضللة، ولا قلب خلا من الشهوات المحرمة، إلا ووجد في التسليم لله ولكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم النجاةَ من كل كرب، ومن كل فتنة، فالاستسلام كسفينة نوح تنجيك من الفتن، ولو كانت كالجبال، وتحطك على جبل الاطمئنان، ولن يصيبك إلا ما أراد الرحمن.

الدعاء:
اللهم قوِّ قلوبنا بالإيمان، واجعل حظنا من دينك الاستسلام.

اللهم ما أحببت من خير فحببه إلينا ويسره لنا، وما كرهت من شر فكرهه إلينا وجنبنا إياه، ولا تنزع منا الإسلام بعد إذ أعطيته لنا يا أرحم الراحمين.

﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 53].

﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].

اللهم اهدنا بهداك، واجعل عملنا في رضاك يا أكرم الأكرمين.

اللهم آمنَّا في أوطاننا، واحفظ اللهم ولاة أمورنا، ووفق بالحق إمامنا وولي أمرنا.

اللهم كف عن المسلمين كيد الكفار، ومكر الفجار، وشر الأشرار، وشر طوارق الليل والنهار، يا عزيز، يا غفار.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

[1] البخاري.

[2] تفسير السعدي.

[3] مسلم.

[4] البخاري.

[5] "شرح الطحاوية" (1/ 231).

[6] صحيح الترمذي: (2517)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]