حتى العباقرة يلم بهم الغباء أحيانا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-08-2022, 04:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي حتى العباقرة يلم بهم الغباء أحيانا

حتى العباقرة يلم بهم الغباء أحيانا


أ. محمد بن سعد الفصّام






إسحاق نيوتن.
توماس إديسون.
أينشتاين.
في أحيان مختلفة ينتقِد الإنسان ذاته ويجلِدها بسياط التُّهم المحبِطة كالغباء والحُمق؛ إذ كيف تصرَّفتُ هذه التصرُّف؟! أو كيف نسيتُ ذلك الموقف؟! أو كيف لم أنتبِه لهذه الحِسْبة؟! مما له الأثر في إثراء مواطن السلبية، وبالتالي قد يتسبَّب في فِقدان درجات التحفيز في تحقيق الأهداف ونيل أعلى المقاصد، فلا يزال يفعل حتى يفقِد القناعة في أنه أهلٌ لتحقيق ما عجَز عنه الآخرون.

حينما نتصرَّف تصرُّفًا خاطئًا بنسبة 100%، فهذا شيء طبيعي، أقول: هذا أمر طبيعي جدًّا؛ فلا يمكن لإنسان ما أن تكون حياته كلها نجاحات دون أن يمرَّ بإخفاقات؛ بل أقول: قد يقع في حماقات، ولن يكون لديه حَصانة من التصرفات الحمقاء إلا من كان عنده عِلم بالغيب المستقبلي، ولا يمكِن هذا لأي بشر: ﴿ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ [الأعراف: 188]، إلا الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - الذين أطلَعهم الله على بعض الغيب، ووفَّقهم إليه بوحيه وهِدايته.

فعقلك وعبقريتك ودهاؤك لن يمنعك من وقوع ما أراد الله لك، بل قد تُؤتى من ذلك الذكاء الذي تُفاخِر به؛ حتى تعلم كم أنت ضعيف عقلاً، ضعيف جسدًا، فتقع في أخطاء لا يقعُ فيها حتى الصبيان!

إذا أرَادَ اللهُ أمرًا بامرئٍ
وكان ذا رأيٍ وعقْل ونَظَرْ

وحِيلةٍ يُعمِلُها في دفْعِ ما
يأتي به أسباب مَكروه القَدَرْ

غطَّى عليه قلبَه وسمعَه
وسلَّه من ذهنه سلَّ الشَّعَرْ

حتى إذا أنفَذَ فيه أمْرَه
ردَّ إليه عقلَه ليَعْتَبِرْ


بل إن من عباقرة التاريخ من وقع في مِثل هذا؛ لكن هذا لا يضيره أبدًا؛ إنما يَضيره ويَشينه أن تتوَالى تلك الأخطاء الخارقة، دون أن يتجنَّبها في المرة الثانية، يقول "ألبرت هبر": "إن كلَّ شخص يتصرَّف بحماقة مدة خمس دقائق على الأقل كل يوم، أما العاقل، فلن يتعدَّى هذا الحد".

لذلك أذكر لك:
تسلَّلت قطة إلى منزل العالم الشهير (إسحاق نيوتن) مكتشِف قانون الجاذبية، فأقضَّت مضجعه وشغلته عن أبحاثه بمُوائها وكثْرة حركتها، وأصرَّت على أن تتَّخِذ من مكتبة العالِم ومعمله سكنًا لها، قَنَع نيوتن وكيَّف نفسه في الحال الجديد، ولكن الأمر لم يتوقَّف على القطة وحدها، فقد انضمَّ لها ثلاثة أولاد أنجبتْهنَّ في مسكنها الجديد.

شقَّ الأمر على نيوتن، فحاول طرْد الضيوف، ولكنه فشِل؛ فالقطة ترفض تمامًا الخروج من الباب ففكَّر في حيلة يتخلَّص بها من هؤلاء الضيوف المزعِجين، فاهتدَى لفكرة ظنَّ أن فيها الخلاص؛ حيث فتَح في أسفل الباب أربع فتحات لتَخرُج منها القطة وأولادها!

لقد ضاق عقل نيوتن الكبير والذي اتَّسع لقانون الجاذبية المعقَّد، ضاق أن يتَّسِع لحقيقة يَعيها الصغير، وهي أن فتحة واحدة تكفي الأم وصغارها! ولا حاجة لأن يُفسد البيت بكثرة الفتحات.

وأذكر لك أيضًا:
في أحد الأيام ذهب (توماس إديسون) مخترِع المصباح الكهربائي ليدفع الضرائب، وعندما جاء دوره، سأله جابي الضرائب عن اسمه، ولكن توماس لم يستطع تذكُّر اسمه؛ لأنه كان يفكِّر بعمق بأحد اختراعاته، وظل يحاول تذكُّر اسمه؛ لكنه عجَز كليًّا عن ذلك، فلولا وجود رجل يعرِفه وذكَّره باسمه، لعاد توماس إلى بيته ليسأل عن اسمه، ولم يَعتبِر ذلك نقصًا في عقله، ولا خرقًا في ذاكرته.

وأذكر لك أخيرًا:
العالم الشهير أينشتاين صاحب النظرية النسبية الخاصة، والنظرية النسبية العامة في الفيزياء، والذي أخذ جائزة نوبل عام 1921، يُذكَر عنه في سيرته أنَّه كان ضعيف الاستيعاب أثناء دراسته، وأنه رسَب في مادة الرياضيات، ولم يمنَعه كل هذا من أن يستمرَّ في عزيمته ليُحقِّق أهدافه وينال ما عجَز عنه الكبار.

ومن طريف ما رُوي عنه أنه ذهب إلى أحد المطاعم وقد نسي نظَّارته التي كان يستخدمها في القراءة، فلما جلس على طاولة الطعام، وقُدِّمت له الورقة التي تحوي قائمة الأطعمة لم يجد نظارته، فاستَدعى خادم المطعم، وطلَب منه أن يقرأ له ما هو موجود في القائمة، فأجابه الخادم: عفوًا يا سيدي! فأنا أُمِّيٌّ جاهل مِثلك لا أستطيع القراءة.


ومما يُؤخَذ على ذلك العالم الكبير إغفاله عقله، وطمْسه لبصره، والسير على دروب الجَهَلة عُمْي البصيرة، غُلْف القلوب؛ حيث إنه ممن يُؤمِن بإله (سبيونزا)، وهي الطبيعة، ولم يسأل نفسه: مَن خلَق الطبيعة، ووضَع لها هذا النظام الدقيق، والتناسب العجيب؟! الذي طالما ذكَره في نظرياته، وجادَل عنه غيره؛ لقد كان مشركو العرب خيرًا منه وأعقَل: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [لقمان: 25]، فسبحان الله!

(في حال النقل من المادة، نأمل الإشارة إلى كتاب "ولكن سعداء.." للكاتب أ. محمد بن سعد الفصّام، والمتوفّر في مؤسسة الجريسي للتوزيع).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.93 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]