
30-07-2022, 03:34 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة :
|
|
اقصر طريق لا كتشاف موهبتك.. اكتشفها مبكراً
اقصر طريق لا كتشاف موهبتك.. اكتشفها مبكراً
سلس نجيب ياسين
الإنسان أقوى وأعظم مخلوق صنعه الله بإمكانيات وطاقات رهيبة وكبيرة فنحن لا نبالغ إطلاقاً لما نقول أن إمكانيات نجاح أي إنسان احتمالية لا تقبل أي نقاش، أما بالنسبة لدلالات البرهنة على هذه الاحتمالية فقد أجابت عنها العديد من الدراسات العلمية من كبرى الجامعات العالمية والتي تصرف عليها طاقات وإمكانيات مادية وبشرية كبيرة، فكل يوم وكل بحث يأتي بنتائج ترسم وتأكد القوة الفكرية والجسمية والنفسية الهائلة لهذا المخلوق المتقن الصناعة من قبل الله - عز وجل - ولذا فإن بداخل أي واحد منا مواهب أو على الأقل موهبة راجحة تحتاج منا أن نكتشفها لنخرجها من أعماق إنسانيتنا ونفيد بها واقعنا وأنفسنا ومتى ما اكتشف الإنسان موهبته يستطيع حتماً أن يطورها ويحسنها كما يشاء، وأما عن أهم العوامل التي تجعلنا نكتشف مواهبنا فيمكن القول بأن للمحيط دور مهم وفعال، فمثلاً قد يلعب الوالدين أو أفراد الأسرة القريبين منا أو حتى المدرسة دورا في تمييز ميولاتنا وكفاءتنا منذ الصغر، ذلك أن أي إنسان مربوط بخصائص مجتمعه، فالأسرة الرياضية مثلاً غالباً ما يكون أبناؤها أصحاب مواهب في الرياضة.
ولا باس أيضاً أن يوجه الآباء أطفالهم إلى مختلف المرافق الثقافية والرياضية ومنذ صغرهم وهذا بعد مراجعة دروس المدرسة طبعا، فالطفل قد يخفق في الرسم مثلاً ثم في الشعر فيذهب إلى مجال الرياضة لينجح في كرة القدم أو الملاكمة، وهنا أيضا يأتي دور المؤطر الذي يتبنى الطفل، فإن لا حظ أنه لن يتطور في المسرح على سبيل المثال فلا ضرر فإن يعلم والديه أو ينصحه بالتغيير وممارسة هواية أخرى من شأنها أن تبرز موهبته وما دام الإنسان وخاصة الطفل يسعى ويجرب الهوايات في مختلف الميادين فإنه ومن دون أي شك سيخلص ويلقى الميدان الذي يتقنه ويبرز فيه، وطبعا كلما استقر واكتشف موهبته مبكراً كلما استطاع تطويرها والنجاح فيها أكثر، ولكن هذا لا يعني إطلاقاً أن من يبدأ متأخراً قليلاً سوف لن يتقدم بل بالعكس، فمعظم التجارب التي أخرتك عن اكتشاف موهبتك الحقيقية ستكون لصلاحك هذا إن عرفت كيفية استغلالها لفائدة موهبتك، فتراكم الخبرات من شأنه أن يلعب دوراً مهماً في الإبداع أكثر.
ويمكن أن تتعرف على موهبتك أكثر من خلال الآخرين، فلما يتضح لك إعجاب الكثير من الناس بما تقوم به وخاصة إذا كانوا من فئات عمرية مختلفة ومن مناطق متباعدة نسبياً، فيمكن لك أن تتأكد من أنك في الطريق الصحيح، وغالباً ما تكون موهبتك في الأمر أو المجال الذي تحبه حباً غير مشروط وتجد راحة كبيرة في القيام به وتستمتع بفعله كثيراً، ولا تجد أي صعوبة في فعله عكس باقي الناس.
وبطريقة لا شعورية سوف تجد نفسك تميل لهذه الموهبة أو الميدان كلما حاولت تجنبه أو التخلي عنه.
فأنت تحس بأن ما تمارسه شيئاً خاصاً بك ولا يمكن لك أن تتطور أو ترتاح بدونه، ولا يمكن لآخر أن يطوره أحسن منك وكلها دلائل تصب وتدل أنك في الطريق الصواب.
أما أن تحدثنا عن فوائد اكتشافك لموهبتك وممارستها وتطوريها فهي كبيرة، فالموهبة يمكن أن تجلب لك الشهرة والمال وعلاقات نوعية وكذا احترام الناس، ويكون لك دور أكثر فعالية في المجتمع وحتى إن لم يكن كل هذا فآخر أمر أنت تمارس ما تحب ويمكن أن تنفع به على الأقل نفسك إن لم يكن كل محيطك ومجتمعك.
ويشار إلى أن ما ذكرناه في المقال عن بعض المواهب والميادين ليس شرطاً أن تكون الأصلح والأنفع لك وللناس، ولكن كان ذلك على سبيل المثال وتقريب الصورة أكثر، فيمكن أن تكون موهبتك في حرفة يدوية على غرار العديد من الرسل والأنبياء عليهم أفضل الصلاة والتسليم، فقد كانوا مبدعين جداً فيما مارسوه من حرف وصناعات من نجارة وخياطة وتجارة وغيرها من الأمور، وما أروع أيضاً أن تجد موهبتك في حرف ومجالات كهذه ولهذا فإن موهبتك جزء لا يتجزأ من حياتك فابحث عنها ستجدها بداخل ذاتك.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|