من أسباب المحبة: مطالعة القلب للأسماء والصفات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معرفة الحق في فِطر الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 754 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 67 - عددالزوار : 54796 )           »          الغش والتزوير لنيل الشهادات العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حكم التيمّم حال وجود الماء ووقت جوازه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الواجب على من نسي سجوداً في صلاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          القضاء والقدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          التحايل على غير المسلمين في المعاملات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التحذير من شرّ شخص من الغيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ترْكُ الأولاد نائمين في صلاة الفجر لضيق الوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-07-2022, 12:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,980
الدولة : Egypt
افتراضي من أسباب المحبة: مطالعة القلب للأسماء والصفات



من أسباب المحبة: مطالعة القلب للأسماء والصفات (1)









كتبه/ ياسر برهامي


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فما زلنا مع الأسباب الجالبة للمحبة التي ذكرها الإمام ابن القيم -رحمه الله-.

5- مطالعة القلب للأسماء والصفات:

قال -رحمه الله-: "الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها، ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة، ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب".

فأساس المحبة أمران:

الأول: معرفة معاني الأسماء والصفات.

والثاني: مشاهدة آثارها في الكون.

فلا شك أن هذا هو السبب الأعظم في زيادة محبة العبد لربه -سبحانه وتعالى- ومحبة الله -عز وجل- له، ويكون ذلك بأن يتعبد لله -عز وجل- بمعرفة كل اسم من هذه الأسماء التي أعلمنا إياها الله -عز وجل- في كتابه وأعلمنا إياها رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سنته، وكذلك مشاهدة أثر كل منها، مع استحضارها في القلب، ورد كل فعل في الكون إلى اسم وصفة له تبارك وتعالى، وكلام كل الأنبياء يدور حول ذلك، كما ذكرنا شيئًا من هذا عند الكلام على تدبر القرآن، فإن مدار الأمر كله على أفعال الله -عز وجل- وأسمائه وصفاته -سبحانه وتعالى-، ففي قوله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الأحزاب:41-42)، السبب المرغِّب للمؤمن الحامل له على الذكر قوله تعالى بعد ذلك: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ) (الأحزاب: 43)، فرغبهم الله -عز وجل- في ذكره بإعلامه لهم أنه يذكر من ذكره في الملأ الأعلى، وهذا أشرف ما يتصور، وقد قال -عز وجل-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (البقرة: 152)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَقُولُ اللهُ -عز وجل-: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ) (رواه البخاري ومسلم).

ومن ذلك أن تشهد آثار أسماء الله وصفاته في الاجتباء والاصطفاء والمنة، ومنه ما قاله يعقوب لابنه يوسف -عليهما السلام-: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف: 6)، ففيه شهود الاختصاص بالرحمة والتفضيل، وهو من أعظم ما يأخذ بقلب العبد إلى ربه سبحانه، حبًّا وشوقًا، ورجاءً وعبوديةً، فالحب ينبت على حافات شهود المنن ومعرفة الأسماء الحسنى والصفات العلى، وهذا قد تحقق في كلمات يعقوب لابنه يوسف -عليهما السلام-؛ فمدار كلام يعقوب في الآية على الأسماء والصفات، وعندما يأتيه خبر له وقع شديد على نفس الإنسان العادي ـ وهو أن ابنه قد أكله الذئب ـ تجد سكونًا عجيبًا: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (يوسف: 18)، ثم يأتيه خبر آخر عندما يقول له أبناؤه كما قال -عز وجل- عنهم: (فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ . قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ)، فلا زال الألم بسبب ضياع يوسف موجودًا، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف: 63-64).

فمع وجود الأسف والألم والحزن على ما فات يحتاج المؤمن إلى علاج لهذا الألم وتدارك لهذا الحزن حتى لا يشقى به، فلابد له من برد يطفئ حر الأسف، ولا أحسن ولا أجمل ولا أوسع ولا أفضل من التعلق بأسماء الله وصفاته؛ فبه يحصل برد اليقين، وحسن الظن، وصدق التوكل والتفويض، وانتظار الرحمة من أرحم الراحمين، وهو أرحم بالعبد من أمه وأبيه ونفسه التي بين جنبيه.

قال يعقوب؛: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً)، وقُرئ: (حِفْظًا)، (وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف: 64)، فحفظ الله ليوسف خير من حفظ يعقوب له، ونعم والله، فحفظ الله له بعيدًا عن أبيه كان أكمل وأعظم من حفظه له وهو يرعاه بنظره ويربيه بحنانه.


فكل حال من أحواله؛ فيه تعلق بصفة من صفات الله؛ فحينما يستحضر بُعد يوسف عنه يستحضر حفظ الله -عز وجل- له، وحينما يشفق على يوسف ويرحمه يستحضر أن الله -عز وجل- أرحم الراحمين، فمن أعظم الأمور التي تقرب العبد من الله التعلق بأسماء الله وصفاته.

وما زال الحديث موصولاً عن هذا السبب من الأسباب الجالبة لمحبة الله –عز وجل-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.30 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]