حق الأجير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52045 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45836 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64228 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155272 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2022, 06:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي حق الأجير

حق الأجير
محمد بن حسن أبو عقيل
الخطبة الأولى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فإن الإسلام دين الأخلاق العالية، والآداب السامية مع الناس كلهم حتى مع الخدم، وهو دين لم يفرق بين الناس، ولم يمايز بينهم بالأنساب ولا الأحساب، ولا بالعِرق ولا باللون، وإنما التمايز بالتقوى والعمل الصالح؛ ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: ((إخوانكم خَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، ولْيُلْبِسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم))[1]، وفي هذا الحديث: "تقبيح أمور الجاهلية وأخلاقها، وأنها زائلة بالإسلام، وفيه: الحث على الإحسان إلى الرقيق والخدم ومن في معناهم؛ كالأجير وغيره، والرفق بهم، وفيه: ترك الترفع على المسلم واحتقاره"[2].

عباد الله، وبعض الناس قد يظلم العمال والأُجَراء، ومن ذلك: ظلمهم بتأخير مستحقاتهم والمماطلة بها إلى أن تمضي الشهور العديدة، وهم يطلبونها، ولا يحصلون عليها؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((مَطْلُ الغنيِّ ظلم))[3]؛ أي: تأخير القادر على الوفاء ظلم لذلك الإنسان المستحق للوفاء.

عباد الله، وقد حفِظ الإسلام حق الأجير؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه، ولم يعطِ أجره))[4]، فيجب إعطاء الأجير حقه وراتبه وعدم إنقاصه، كما أنه يجب الوفاء بالعقود المكتوبة بين أرباب العمل والأجراء؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].

يقول السعدي رحمه الله: "هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان بالوفاء بالعقود؛ أي: بإكمالها، وإتمامها، وعدم نقضها ونقصها، وهذا شامل للعقود التي بين العبد وبين ربه، من التزام عبوديته، والقيام بها أتم قيام، وعدم الانتقاص من حقوقها شيئًا، والتي بينه وبين الرسول بطاعته واتباعه، والتي بينه وبين الوالدين والأقارب، ببرهم وصلتهم، وعدم قطيعتهم، والتي بينه وبين أصحابه من القيام بحقوق الصحبة في الغنى والفقر، واليسر والعسر، والتي بينه وبين الخلق من عقود المعاملات، كالبيع والإجارة، ونحوهما، وعقود التبرعات كالهبة ونحوها، بل والقيام بحقوق المسلمين التي عقدها الله بينهم"[5]، واعلموا - عباد الله - أن عدم إعطاء الأجير حقه وراتبه، أو إنقاصه، أو تأخير الأجر والمماطلة، أو إعطاء الأجير أجرًا لا يناسب مجهوده، يعد من الظلم، فالحذر الحذر من الظلم؛ فعن جابر رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة))[6]، والحذر الحذر من أكل أموال الناس بالباطل؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، والحذر الحذر من التكبر واحتقار الأجير والتعالي عليه، وغمط الناس حقوقهم؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنةً، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس))[7]، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد كريم، ملك بر، رؤوف رحيم؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، ولنعلم أن من الظلم ما يقوم به بعض ضعفاء النفوس من إجبار الأطفال على التسول والاستجداء، ومن الظلم أيضًا: إجبار العمال على زيادة ساعات العمل دون مقابل، أو تكليفهم بأعمال شاقة عليهم في أجواء غير مناسبة.

عباد الله: ومن حقوق العمال: إعطاؤهم الأجرة حين تمام العمل على الوجه المطلوب، إن كانت الأجرة على إنجاز العمل، أو تعطى الأجرة عند حلول وقتها، إن كانت الأجرة مؤقتةً بالزمن، كحال الراتب الشهري ونحوه، ويلزم عدم المماطلة في ذلك، ومن حقوق العمال: وجوب الإحسان إليهم، وفي الحديث: ((ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة))[8].


وتحرم أذية العمال ويحرم الاعتداء عليهم باليد أو اللسان؛ قال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53]، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))[9].

فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على نبينا محمد رسول الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا واجتماع كلمتنا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم أصلح أحوال بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم من أرادنا وأراد ديننا وبلادنا وأمننا وولاة أمرنا وعلماءنا واجتماع كلمتنا بسوء فأشغله بنفسه، واجعَل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا رب العالمين، اللهم وفق جنودنا ورجال أمننا، اللهم وفق علماءنا لما تحب وترضى، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.


[1] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2545.


[2] الدرر السنية، الموسوعة الحديثية: https://old.dorar.net/hadith/sharh/5976

[3] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2400.

[4] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2227.

[5] السعدي، تيسير الكريم الرحمن، ص 218.

[6] أخرجه البخاري (2447)، ومسلم (2579).

[7] صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 91.

[8] صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 1955.

[9] صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6484.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.56 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]