المشفوع لهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 1095 )           »          خمس عشرة فائدة في الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وقفات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 10929 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 48 - عددالزوار : 11836 )           »          حفر قناة السويس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          وِرْدُ الخَيْر أدعيةٌ وأذكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مع نبيين : هارون وموسى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ضوابط العمل .. الاخلاص ، والموافقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فلسفة حجاب المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-06-2022, 09:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,223
الدولة : Egypt
افتراضي المشفوع لهم

المشفوع لهم
محمد بن عبدالله العبدلي

لقد ورد في كتاب الله تبارك وتعالى أن الشفاعة لها شروط أساسية؛ منها رضا الله تبارك وتعالى لشافع أن يشفع، ومنها رضاه عن المشفوع له؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الأنبياء: 28]، وقال: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة: 255]، وقال: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى [النجم: 26]، وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن هناك من يشفع كالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره كما تقدم في المطلب السابق، وهنا سيكون الحديث حول لمن تكون الشفاعة؟

وقد ثبت أن الشفاعة تكون يوم القيامة لفصل القضاء، وتخفيف هول الموقف، وكذلك تكون لأقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم، وتكون كذلك لأهل المعاصي الذين دخلوا النار ولكنهم موحدون، فإنه لا يبقى في النار موحد، وإنما هي دار المشركين الكافرين، وتكون أيضًا لمن رضي الله عنه من أهل الكبائر؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث أنس رضي الله عنه: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي))[1].

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله: "إن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرت أنها لأهل الكبائر... وأنها لمن قد أدخل النار، من غير أهل النار والذين هم أهلها أهل الخلود فيها، بل لقوم من أهل التوحيد ارتكبوا ذنوبًا وخطايا فأدخلوا النار لتصيبهم سفعًا منها"[2].

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا مَسَّهُمْ مِنْهَا سَفْعٌ، فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الجَنَّةِ: الجَهَنَّمِيِّينَ))[3]، فالشفاعة هي لأهل الكبائر الذي دخلوا النار أن يخرجوا منها؛ ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكل نبي دعوة، فأريد إن شاء الله أن أختبي دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة))[4]، وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يدخل الله أهل الجنة الجنةَ، يدخل من يشاء برحمته، ويدخل أهل النار النارَ، ثم يقول: انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه، فيخرجون منها حممًا قد امتحشوا، فيُلقون في نهر الحياة - أو الحيا - فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل، ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية؟))[5].

وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن ذرة من خير))[6].

فهذه الأحاديث دليل على خروج أهل الكبائر الموحدين الذين دخلوا النار بعد أن يعذبوا بقدر ذنوبهم، ويكون خروجهم بالشفاعة أو برحمة أرحم الراحمين تبارك وتعالى، سواءً كانوا من أهل الكبائر، أو دون ذلك من الذنوب التي هي دون الشرك، فالذنوب وإن عظمت - غير الشرك - لا توجب لصاحبها الخلود في النار.

قال ابن القيم رحمه الله في عصاة الموحدين من أهل الكبائر: "هؤلاء هم القسم الذين جاءَت فيهم الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم يدخلون النار فيكونون فيها على مقدار أعمالهم؛ فمنهم من تأْخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ويلبثون فيها على قدر أعمالهم، ثم يخرجون منها، فينبتون على أنهار الجنة، فيفيض عليهم أهل الجنة من الماءِ حتى تنبت أجسادهم، ثم يدخلون الجنة، وهم الطبقة الذين يخرجون من النار بشفاعة الشافعين، وهم الذين يأمر الله سيد الشفعاءِ مرارًا أن يخرجهم من النار بما معهم من الإيمان"[7].

وقال الطحاوي رحمه الله: "وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون إذا ماتوا وهم موحدون وإن كانوا غير تائبين"[8].

وكذلك ورد في الشرع كثير من الأعمال يحصل بسببها الشفاعة لأصحابها، نذكر بعض من ورد النص بالشفاعة له سردًا؛ لأن الأدلة عليها تقدمت في المطلب السابق، فمنهم:
1- أهل التوحيد المجانبون للشرك.
2- أقارب الشهداء.
3- صاحب القرآن العامل به.
4- صاحب الصيام.
5- من سكن المدينة وصبر على شدتها ولَأْوائها.
6- من صلى على جنازة أكثر من أربعين.
7- من التزم الدعاء بعد الأذان (طلب الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم).

وكل هذا لم يرد عليه دليل من القرآن الكريم، وإنما ثبت في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

[1] أخرجه أبو داود، كتاب السنة، باب في الشفاعة، برقم (4739)، والترمذي، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في الشفاعة، برقم (2435)، وأحمد في المسند، برقم (13222)، وقال محققوه: "إسناده صحيح"، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (3714)، وقال رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (1/ 376): "وهو حديث صحيح، خلافًا لمن يظن ضعفه من المغرورين بآرائهم، المتبعين لأهوائهم".

[2] كتاب التوحيد، للإمام ابن خزيمة (2/ 659)، تحقيق: عبدالعزيز بن إبراهيم الشهوان، مكتبة الرشد - السعودية - الرياض، ط5، سنة النشر: 1414هـ - 1994م.

[3] أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، برقم (6559).

[4] أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [التكوير: 29]، برقم (7474)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته، برقم (198).

[5] أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار، برقم (184).

[6] أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب زيادة الإيمان ونقصانه، برقم (44)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، برقم (193).

[7] طريق الهجرتين وباب السعادتين، لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ص: 385)، دار السلفية، القاهرة، مصر، ط2، سنة النشر: 1394هـ.

[8] شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي (2/ 524)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عبدالله بن المحسن التركي، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط10، سنة النشر: 1417هـ - 1997م.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.33 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]