صراع زوجي النفسي يؤرق حياتي! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مشاجرات الأطفال.. المشكلة والعلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 24020 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4439 - عددالزوار : 873114 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3972 - عددالزوار : 405094 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12864 - عددالزوار : 229645 )           »          الدعوة إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 145 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 52 - عددالزوار : 3156 )           »          مفهوم الأخلاق في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          موقف العقلانيين مــن سنَّة الرسـول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          الغفور الرحيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-05-2022, 09:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,974
الدولة : Egypt
افتراضي صراع زوجي النفسي يؤرق حياتي!

صراع زوجي النفسي يؤرق حياتي!
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا متزوِّجة منذ عدَّة أشهر، لكن قصتي بدأتْ منذ أيام الخطبة، فقد كان زوجي وقتئذٍ وديعًا جدًّا، حتى شعرتُ أنه ليس لديه شخصيةٌ بسبب طِيبته، وعندما خَطَبَنِي قال لأهلي: إنَّ لديه مشكلةً جسدية، وهي عبارة عن رعشة في يديه تأتيه حين يزيد عنده الخجلُ أو التوتُّر!


بعدما وافَقْنا عليه، أصبحْنا نتكلَّم معًا، وأخبرني بأنه لا يستطيع القراءة ولا الكتابة؛ يعني أنه أُمِّيٌّ، مع أنه درس حتى المرحلة المتوسِّطة، لكنَّه ترَك الدراسة بسبب أستاذٍ ضرَبه أمام زُملائه!


بعد مدة طلب منه أبوه أن يُكمِلَ تعليمه منزليًّا، لكنه قال: إنه لما مسك الكتاب ليقرأَ وجَد نفسه نَسِي القراءة! علمًا بأنه يقرأ قليلًا جدًّا!


حكى لي أنه تعرَّض للتحرُّش في صِغَرِه مِنْ رَجُلٍ ما، دون تَعَرٍّ أو إيلاج، لكنه هرَب منه، وخاف جدًّا من ذلك، وحكى لي أيضًا أنه تعرَّض كذلك لمثل هذا وهو كبيرٌ مِن أحد العمَّال في شركة أبيه! وكان نائمًا وقتها، إلا أنه خاف أن يُواجه المتحرِّش بذلك!


المهم أثناء الخطبة تعاطفتُ معه، ولم أستطعْ أن أتركَه، وكان أثناء الخطبة معي طيِّبًا لأبعد حدٍّ، ولم يُخْفِ عني أي شيء، حتى خروجاته كان يقول لي عليها!


وذات مرة غَضِبتُ منه وقلتُ له: لو لم نتَّفق فمِنَ الأحسن أن نفترق، ولم أكنْ أعرف مقدارَ هذه الكلمة عنده؛ لأنه صار يبكي ساعة! وقال لي: لو تركتِني فسوف أموت، وهذه أول مرَّة أرتاح لأحدٍ وأشكو له همِّي، فلا تتركيني!


وكان دائمًا يقول لي: أنا خائفٌ مِن أن تتركيني؛ لأنكِ متعلِّمة وجامعية، وأنا أُمِّيٌّ، وعندي عيوبٌ كثيرة، مع أني كنتُ دائمًا أرفع من معنويَّاته، وكان يخاف أن يقولَ لي كلمة تحزنني أو تغضبني، لدرجة أنه أحيانًا يتلعثم في الكلام مِن الخوف!


والآن بعد الزواج تغيَّر 180 درجة؛ إذ أصبح حين يخرج لا يقول لي: أين يذهب؟ ويرى أنه مِنَ الخطأ أن يُخبرني بذلك، كأنه يشعر أنني متحكِّمة فيه لو عَرَفت أين يذهب! كما أنه أصبح يستهزئ بي أمام أهله! ولا يحب المكوث معي في البيت، ولا يخبرني عن أي شيء عنه، ويقول: لا داعي أن تعرفي!


المشكلة أنه أثناء الخطبة كان يقول لي: إنَّه مُتضايق مِن أهله؛ لأنهم لا يخبرونه عن أي شيء يحدث في البيت، والآن أصبح هو مَن لا يخبرني ولا يحكي لي شيئًا!


سؤالي هو: هل ما يفعله معي زوجي سببُه مرَض نفسي؟ وإذا كان مرضًا نفسيًّا، فكيف أتعامل معه؟!


أرشدوني نفع الله بكم.


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

مِن أكبر الأخطاء أننا نتعاملُ مع الأمراض النفسية، وكأنها أمرٌ واقعٌ لا مفرَّ من مُواجهتِه دون التفكير في العلاج الذي قد يكون في مُتناول اليد!

تسألين - أيتها المباركة - إن كان مرضًا نفسيًّا فقط؛ لتتعلَّمي كيف تتعاملين معه! والأَوْلى أن يكونَ السؤال لغرض العلاج، وليس لغرض التأقْلُم والتكيُّف, أو الصبر على هذا الابتلاء.

قد يكون زوجكِ مُصابًا بخللِ التوتر؛ فالرعشةُ عند التوتُّر والحركات اللاإراديَّة مِن أهم أعراضِه, ولن يتمكَّن مِن تشخيصِ ذلك إلَّا الطبيبُ المختصُّ, ولكن فقط نحن بحاجةٍ للتخلي عن نظرتِنا السلبية لطبيب الأمراض النفسية؛ لنستطيعَ العيش بسلام, والتخلص مِن كثير من العِلل المؤرِّقة التي تَطغَى على حياتنا؛ فتسلبنا السعادة والقدرة على التعامل مع مَن حولنا.

وأبشِّرُكِ بأن علاجَ هذه الأمراض مِن تلك النوعية لم يَعُدْ مشكلة في الطبِّ النفسي؛ فتتنوَّع العقاقير، ويتدرج المريض فيها على حسب ما يرى الطبيب، وعلى حسب ما يتبين له مِن حالته, وبإمكانه التوقف عن تعاطيها فور اختفاء أثر المرَض, دون أن يُصاب بالإدمان أو يضطر إلى الاستمرار عليها, فلا فرقَ بينها وبين علاجات الأمراض الجسديَّة.

إذا تأملتِ حال زوجكِ فستجدينه قد نشأ في جوٍّ مشحونٍ بالتوتر، سواء في البيت أو المدرسة, وتوقفه عن الدراسة لم يكنْ بصورةٍ طبيعيَّة, بل كان بسببِ عُقدةٍ نفسية تسبَّب فيها أحدُ معلِّميه, ثم تعرَّض للتحرش الذي أفقده الثقة الباقية في نفسه, وهزَّ كيانه، وأشعره بالدونية، حتى إنه لم يقدرْ أن يبلِّغ والدَه وهو صاحب العمل؛ لشعورِه بالخوف حتى مِن أحد العُمَّال البسطاء, ولعل هذا هو سبب تطاوُل الناس عليه ونيلهم منه ومن كرامته!

كان زواجكِ منه بمثابة أملٍ يريد أن يحصلَ عليه, أو حُلم يسعى لتحقيقه؛ ليثبتَ لذاتِه أنه ما زال قادرًا على إحداث تغييرٍ في حياته، أو الحصول على ما يُريد؛ فلما تحقَّق له أدركَ أنه قد فضَح نفسه أمامكِ، وكشف عمَّا لم يكنْ يُريدُ الكشْف عنه مِن أسرار أشعرتْه بالمهانة, وربما تزامَن هذا مع شعورِه بالنقص في إثبات رجولته، وإظهار سلطته كزوج؛ فكان ذلك التحوُّل المفاجئ!

دوركِ هنا ألَّا تُعانديه، ولا تحقريه، ولا تذكِّريه بشيء مما كشفه لكِ، ولو على سبيل المساعدة, بل امنحيه ما يرغب من الشعور بالاستقلالية، وأمدِّيه بما يطلب من سُلطة، وما يتمنى من إثبات لذاته, وتظاهري وكأنكِ لا تعلمين عن ماضيه شيئًا، سواء أحواله مع أهله، أو ما تعرَّض له في صِغَرِه.

هو الآن يُعاني صراعَ احتقار النفس، والرغبة في إثبات الذات, ويتمرَّد على كل ما مضى مُقتديًا بأهله، وما كان يُقاسي منهم مِن نَبْذٍ أو تهميشٍ, فلا تُظهِري شديدَ تأثرٍ لذلك التغير، وتعامَلي معه بحكمةٍ وهدوء, فإن لم يكنْ ثمة ما يؤثِّر عليكِ مباشرة أو يُعرِّض البيت للخطر, فلا تهتمِّي لعدم إخباركِ به؛ لتثبتي له أنه رجل، ويحتفظ ببعض الأسرار، ويتمتع بالخصوصية التي يحتاج إليها هذه الفترة.

إن تحسَّنت العَلاقة بينكما، أو تيسَّر لكِ الجلوس معه جلسة وُدِّية, فلا تتردَّدي في عرْض زيارة الطبيب النفسي بغرَض التحدُّث عمَّا يؤرِّقه، والتخلص مِن مَتاعبه, لكن لا تفعلي إن بدا لكِ أنه لن يقبلَ تلك الفكرة، أو أنه قد يثورُ لعَرْضٍ كهذا, وأَرْجِئي الأمرَ لحين تفهُّمه للوضع واستيعابه كيف أنه بحاجة للعلاج السلوكي على الأقل, ولتسبقي ذلك العَرْض بالتحدُّث - تلميحًا أو تصريحًا - عن دور المُعالج النفسي في تخفيف حِدة التوتُّر والضغوط التي نتعرَّض لها باستمرارٍ، وأنه لا يعني بالضرورة أنَّ زائريه يُعانون ضروبًا من الجنون، أو التخلُّف العقلي!

لا تنسي أن تعملي على ربطِه بالله، وحثِّه على العبادة, وبما أنكِ لم تذكري شيئًا عن ذلك, فاجعلي اهتمامَكِ بصلاته والمحافظة عليها أولَ ما يُنظر إليه, ثم لتكنْ لكما جلسات تعبُّديَّة؛ كمُطالعةِ بعض الكُتُب الدينية، وقراءة القرآن، وتدبُّر آياته معًا؛ مما يربطكما بالله ويقربكما مِن بعضكما, فالطاعةُ تجمع القلوب، وتؤلِّف بينها, والمعصية تُباعد بينها.
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.66 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]