غزوتا بدر والفرقان بين الحق والباطل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحجاج في القرآن .. إبراهيم عليه السلام أنموذجا ً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أنواع الغدد ووظائفها: كل ما عليك معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أعراض الكوليرا: لا تتجاهلها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          علاج التهاب القصبة الهوائية: دليلك للتعافي من السعال المستمر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كل ما تود معرفته عن الحليب المكثف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عشبة البرينجراج: اكتشف فوائدها لشعرك وصحتك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أطعمة لزيادة الوزن: 9 خيارات مغذية وصحية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ما هي أعراض فشل الكبد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مشاكل المرارة أثناء الحمل: كيف تؤثر على جنينك وصحتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أعراض التهاب الشعب الهوائية: أكثر من مجرد سعال! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-04-2022, 02:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,666
الدولة : Egypt
افتراضي غزوتا بدر والفرقان بين الحق والباطل

غزوتا بدر والفرقان بين الحق والباطل

عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل الله، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله، نحمدك ربنا على ما أنعمت به علينا من نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة؛ حيث أرسلت إلينا أفضل رسلك، وأنزلت علينا خير كتبك، وشرعت لنا أفضل شرائع دينك، فاللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا؛ أما بعد أيها الإخوة المؤمنون:
فرمضان شهر الجد والاجتهاد، وشهر الفتوحات – لا كما يريد البعض أن يجعله شهر الكسل والخمول، وشهر التراجع في العمل والإنتاج – فهو شهر العطاء، وشهر الانتصارات، ففي رمضان تم فتح الأندلس بقيادة البطل المسلم طارق بن زياد (92هـ)، وفيه وقعت معركة الزلاقة بين المرابطين والملك القشتالي ألفونسو السادس (479هـ)، وفيه وقعت عين جالوت بين جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز، وجيش المغول (658هـ)، وفيه وقع حرب رمضان بين الأمة العربية والكيان الصهيوني (1973م)، ومن تلكم الملاحم التي وقعت في رمضان غزوة بدر، وفتح مكة، وهذا موضوع خطبتنا اليوم.


عباد الله: غزوة بدر: وقعت في 17 رمضان من السنة الثانية من الهجرة، في مكان يسمى ببدر، يبعد عن المدينة بنحو 160 كلم، والسبب في اعتراض قافلة لقريش عائدة من الشام؛ حيث ألفوا رحلة الصيف إلى هناك؛ كما قال تعالى: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴾ [قريش: 1، 2]، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه للخروج، فخرجوا في نحو 314 رجلًا معهم فرسان وسبعون بعيرًا، لكن أبا سفيان استطاع أن يعلم بخروج المسلمين، فسلك ناحية البحر الأحمر، وأرسل إلى قريش يستنفرهم، فخرجوا في نحو 1000 مقاتل، معهم 200 فرس، و700 بعير، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم بخروجهم، فاستشار أصحابه للقائهم فكلهم وافقوا، فجمع الله بينهم من غير ميعاد؛ قال تعالى: ﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 42].


عباد الله: كان من نتائج هذه الغزوة أنْ نَصَرَ الله المسلمين، واستشهد منهم أربعة عشر صحابيًّا، وقُتل من المشركين سبعون منهم، وأُسر سبعون؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [آل عمران: 123].


وأما غزوة فتح مكة: فكانت في 18 رمضان من السنة الثامنة من الهجرة، ومن أسبابها نقض قريش للعهد المبرم مع الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، حينما منعته قريش من أداء العمرة، وانتهى الأمر بصلح اتفقوا من خلاله على وضع الحرب على الناس عشر سنين، لكنَّ قريش أعانت حلفاءها من بني بكر خفية، على خزاعة حلفاء المسلمين، فهاجموا عليهم، وقتلوا منهم نحو عشرين رجلًا، فكان هذا غدر وخيانة واضحة، فعزم النبي صلى الله عليه وسلم على فتح مكة؛ وقال: "اللهم خُذِ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها"[1]، فما دروا حتى باغتهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وتم الفتح المبين، وهدم النبي صلى الله عليه وسلم الأصنام حوالي الكعبة، وكان عددها ثلاثمائة وستين؛ وهو يقول: ((جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقًا، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد))[2]، وخطب خطبة الفتح وافتتحها بقوله: ((الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده))[3]، وأقام في مكة تسعة عشر يومًا، وأصبحت شوكة المسلمين قوية، وارتفع نجم الإسلام، وأذل الله الشرك والمشركين،فاللهم أبقِ راية الإسلام عالية، وأعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى، وآله وصحبه ومن اقتفى؛ أما بعد:
فقد رأينا في الخطبة الأولى بعض ملاحم المسلمين التي وقعت في رمضان، ورأينا باختصار أهم تلكم الملاحم من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم غزوتا بدر والفتح، وقد سمى الله غزوة بدر بيوم الفرقان؛ فقال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنفال: 41]، ويمكن أن نقيس عليها غزوة الفتح كذلك، فلماذا؟

غزوة بدر فرق الله بها بين الحق والباطل، وبين عهد الاستضعاف والصبر والمصابرة على أذى المشركين، وعهد القوة والانطلاق والدعوة إلى الله تعالى ونشر الحق، وهي عكس مقاصد المشركين لما أرسل إليهم أبا سفيان بالرجوع لنجاة القافلة، فقال أبو جهل: "والله لا نرجع حتى نرِدَ بدرًا، فنقيم عليه ثلاثًا، فننحر الجزر، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان (الجواري)، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدًا بعدها"[4]، أرادوا العزة لأنفسهم بالإثم والعدوان، فأبى الله إلا أن تكون العزة لرسوله وللمؤمنين، وقبل الفتح كانت مكة دار كفر وباطل، وبعده صارت دار إسلام، فانقطعت الهجرة إلى المدينة بفتح مكة؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية))[5].


في قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولكن جهاد ونية))[6]، نستفيد أن رجوعنا للحق لا بد من السعي والجهاد لأجله، مجاهدة النفس وتزكيتها، وحينئذٍ تقوى على مجابهة الباطل، فالباطل له صولة وجولة، إذا خبا صوت الحق، ومن سنن الله المدافعة بين الحق والباطل.


إن أهل الحق لا ينتصرون على أهل الباطل بعدد ولا عدة، رغم أهمية الإعداد ولزومه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ [الأنفال: 60]، وإنما المعول عليه بعد الإعداد رجاء معونة الله والتوكل عليه: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 126]، ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ [الأنفال: 17].


إن رجوع الناس إلى الحق في رمضان وغيره والبعد عن المعاصي، ما يحمل المؤمن على الفرح، ومن الذي يمنعه؟ ورب العباد يفرح بتوبة عبده المؤمن، غير أنه - أخي المؤمن - احرص على أن تكون توبتك خالصةً لله: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].


إن هذه الفتوح وغيرها من الفتوح التي ستأتي ستغير مجرى التاريخ، وتبين أن العاقبة للإسلام؛ قال تعالى: ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83]، ويصدق فيها قول أبي تمام الشاعر في فتح عمورية:
فتح تفتح أبواب السماء له
وتبرز الأرض في أثوابها القشب
يا يوم وقعة عمورية انصرفت
منك المنى حفلًا معسولة الحلب
أبقيت جد بني الإسلام في صعد
والمشركين ودار الشرك في صبب


فاللهم أعز الاسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ومن أراد بالإسلام خيرًا فوفقه لكل خير، ومن أراد بالإسلام شرًّا، فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره في تدميره، واجعلنا ممن صام وقام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ (تتمة الدعاء).

[1] سيرة ابن هشام: 2 /397، وضعفه الألباني في ضعيف السيرة برقم: 374.
[2] رواه البخاري برقم: 4720.
[3] تاريخ الإسلام للذهبي: 2 /556.
[4] سيرة ابن هشام: 1 /619.
[5] رواه البخاري برقم: 2783.
[6] سبق تخريجه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.76 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]