|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ظاهرة العنوسة ساير بن هليل المسباح إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أيها المسلمون، هناك قضايا يُعاد القول فيها مرات ومرات، ذلك لأهميتها وارتباطها بحياة الناس ومعاشهم، ومن هذه المواضيع هذه الظاهرة التي صارت تكبر يومًا بعد يوم، وتقلق الآباء والمربين والمصلحين، وهي ظاهرة العنوسة. إن الأرقام التي تذكرُ هذه الظاهرة أرقام مخيفة تُثير الفزع والقلق من مصير أولئك البنات اللاتي يقفن في طابور انتظار الزوج القادم. إن الله سبحانه وتعالى خلق المرأة لتكون سكنًا للرجل، وجعل بينهما مودة ورحمة، بل جعل الله سبحانه وتعالى رضا الزوج عن زوجته عملًا تؤجر عليه الزوجة. إلى هذه الدرجة يكون الزواج ذا أهمية في حياة المرأة، فكأنها خُلقت لتكون زوجة بعد أن تكون عابدة لله تعالى. فإذا امتنعت عن الزواج أو مُنعت من الزواج، فتكون قد وقفت جزءًا من حكمة خلقها وإيجادها، فلماذا هذه الظاهرة توجد في المجتمعات المسلمة مع كل هذه النصوص الشرعية من القرآن والسنة في الحث على الزواج وما فيه من الخير والأجر للطرفين. التعنت في بعض الشروط والمبالغة فيها واشتراط أمورٍ ما أنزل بها من سلطان، والمغالاة في المهور والتكاليف، والعيش بأحلام بعيدة عن أرض الواقع، ورفض التعدُّد وكأن التعدد جريمة في حق الإنسانية، وغير ذلك مما يتخيَّله الأولياء والفتيات أنفسهنَّ التي تظن إحداهن أن العمر لا يتوقف وأن السنين لا تمضي، وكل ما تقدمت في العمر كل ما قلت الحظوظ وتراجع الخطاب. أيها الأولياء، إن التأخر في هذا الموضوع له عواقبُ أنتم أدرى بها، ولا تحتاجون للتذكير بها. أما النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حلَّ كلَّ هذه المشاكل - العنوسة وغيرها - بكلمة واحدة: "من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبيرٌ". لم يحدد نسبًا ولا عمرًا ولا مالًا ولا هيئة ولا لغة ولا مكانًا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بما تريده الفتاة في هذه الحياة. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنبٍ وإثمٍ وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.أيها المسلمون، إن البيوت مليئة بالفتيات اللاتي في سن الزواج، فمن جاء نصيبها فلا تقفوا في وجهها، بحجة تقديم الكبيرة على الصغيرة، فقد جعل الله لكل شيء قدرًا، وأن من الخلق من بكون رزقه بالاشتراك مع غيره لا مع نفسه، فإذا رُزِق غيره جاءه رزقه يركض إليه، وهذا من الحِكم العليا التي تحير العقول، ولا يتنبه لها إلا القليل من الناس، فمن جاء نصيبها فيسروا أمرها يسَّر الله أمرنا وأمركم لكل خير. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين وانصُر عبادك المجاهدين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك حبَّك وحبَّ عمل يقرِّبنا إلى حبِّك، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم احفظنا بحفظك ووفِّقنا إلى طاعتك وارحمنا برحمتك، وارزُقنا من رزقك الواسع، وتفضَّل علينا من فضلك العظيم، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها أنت وليُّها ومولاها. اللهم أصلح إمامنا ولي أمرنا واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وفجور الفاجرين واعتداء المعتدين. سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |