|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صلاة الفجر ساير بن هليل المسباح إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أيها المسلمون، ما الأولويات في حياة المسلم التي يجب أن تكون على رأس جدول أعماله كل يوم، هل هو الاستيقاظ المبكر للعمل، فلا يكون من المتأخرين؟ أم هو البحث عن مجالس الكلام والقيل والقال؟ أو هو متابعة أعمال المال والتجارة، أو تتبع أخبار الأحداث السياسية، إنه لا هذا ولا ذاك. إن أولى الأولويات في حياة المسلم التي تتكرر كل يوم، هو أداء صلاة الفجر جماعة في المسجد في وقتها الذي فرضه الله تعالى. هذا هو رأس كل شيء، أداء حق الله تعالى على العبد، لا تاون فيه، ولا تكاسل عنه، ولا تأجيل له. إذا لم تكن هذه الصلاة صلاة الفجر هي رأس الأعمال اليومية، فإن الحياة فيها خللٌ كبير، وإن كانت تجري أمام ناظريه مستقيمة ومتناسقة، تحصل على إطراءات المسؤولين عن عملك، وتحقق نجاحات خلف نجاحات، وتحرز شهادات الشكر والتقدير. إن مثل هذا النجاح الذي تراه عظيمًا ومكتسبًا كبيرًا، وتفاخر به في سيرتك المهنية، وتبرزه بين حين وحين، إنه لا يُعد في ميزان الله شيئًا، إذا كنت في غفلةٍ وبعدٍ عن صلاة الفجر. كيف لمؤمن يرضى من نفسه أن يبدأ يومه الساعة السابعة أو الثامن صباحًا، ويوم المسلمين يبدأ مع تكبيرات الفجر، وكيف لمؤمن يطمع في فضل أن يفرط في صلاة الفجر التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى الصبح في جماعة، فهو في ذمة الله حتى يمسي، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمَّته". وكيف لمؤمن يسمع ويقرأ قول الله تعالى: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78]. الفجر وما أدراك ما الفجر، سكينة الروح، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وغلبة الشيطان، والسلامة من النفاق، ألم تسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أثقل صلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا"؛ متفق عليه. هذه صلاة الفجر، أما سنة الفجر فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع سنة الفجر في سفر ولا حضر، فهي الوحيدة من سنن الصلاة الصلوات الخمس التي يحافظ عليها، بل جاء في حديث آخر: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". فإلى أي جانب ستكون أيها المؤمن إلى هذا الجانب الذي فيه محمد صلى الله عليه وسلم يقف كل فجر يؤم المسلمين في محرابه، لا تفوته صلاة منها، أم تكون إلى جانب الكسالى والمفرطين والمتهمين بالنفاق؛ كما قال ابن مسعود: وكان لا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق"؛ تدارك ما فاتك، وانفض عن نفسك غبار السنين وتزيين الشياطين، واترك عنك الكسل والتفريط، فإنك اليوم تسمع وتعي، ولكنك غدًا يُهال عليك التراب، ويبدأ معك الحساب. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنبٍ وإثم وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.ماذا بقي من عذر للمتهاونين في صلاة الفجر، المتكاسلين عنها، أيرضيهم أن يكونوا على جانب من النفاق، لماذا يرضون أن يضعوا أنفسهم في دوائر الخطر، ومواضع الاتهام، فما تغني ساعات قليلة في النوم عن عذاب ومقت الله تعالى. ولو تفكر العاقل قليلًا لوجد أن الوقت ما بين وقت العمل ووقت صلاة الفجر لا يتجاوز ساعة واحدة، ومن غرائب ما يراه المسلم في حياة الناس اليوم إخلاصهم المبالغ فيه في حضور أبنائهم للمدارس والجامعات، حتى في الظروف المناخية الصعبة، الرياح الشديدة والأمطار الشديدة، وحرصهم هم على مواعيد سفرهم وأوقات رحلاتهم، أو حتى مشاهدة مباريات فريقهم، حتى لو كانت في أوقات غير مناسبة لهم. سبحان الله حرص شديدٌ على أمور الدنيا، وتهاون كبير في أمور الآخرة، نسأل الله لنا ألا يميت قلوبنا، ولا تنقلب موازين الدنيا والآخرة عما أرادها الله سبحانه وتعالى. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين وانصُر عبادك المجاهدين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك حبَّك وحبَّ عمل يقرِّبنا إلى حبِّك، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم احفظنا بحفظك ووفِّقنا إلى طاعتك وارحمنا برحمتك، وارزُقنا من رزقك الواسع، وتفضَّل علينا من فضلك العظيم، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها أنت وليُّها ومولاها. اللهم أصلح إمامنا ولي أمرنا واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وفجور الفاجرين واعتداء المعتدين. سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |