شكر النعم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52012 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45813 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64220 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155230 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-04-2022, 12:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي شكر النعم

شكر النعم
ساير بن هليل المسباح

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون: إن الله سبحانه وتعالى قد امتن عليكم بنعم عديدة، من تفكر فيها وجد أنها لا تعد ولا تحصى، وأنه مهما فعل يبقى مقصرًا مع الله تعالى، فالله تعالى هو الذي أوجدكم من العدم، وخلقكم من تراب، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة، وامتنَّ الله سبحانه عليكم بأن جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه، ولتبتغوا من فضله لعلكم تشكرون.

﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 5، 8].

ومما خلق جعل لكم ظلالًا، وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم، وسخَّر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره، لتأكلوا لحمًا طريًا، وتستخرجوا حلية تلبسونها.

وينزل لكم من السماء من جبال فيها من برد، فيصيب به من يشاء، ويصرفه عما يشاء.

نعمٌ في المطعم والملبس والمشرب والتنقل والحركة، والضياء والسكون، والزواج والأبناء، وغيرها وغيرها، هذا في عموم الناس.

أما في خاصة كل أحد، فتجد نعمًا أخرى اختصك الله بها دون العالمين.

أعظم هذه النعم أيها المسلم أن هداك الله إلى عبادته وتوحيده، والسلامة من الشرك والإلحاد والضلال، هل تدرك حجم هذه النعمة ومقدارها.

من النعم التي ميَّزك الله بها أن جعلك من أبوين مسلمين، فلا تصارع نفسك ولا تعذِّب روحَك، وأن ترى أقرب الناس إليك يرتعان في الكفر والضلال.

ومن هذه النعم أن جعل لسانك عربيًّا تقرأ القرآن بلا ترجمان، وتقرأ السنة بلا صعوبة، وتفهم الأحكام دون كثير من العناء.

أرأيت مَن لا يتكلم العربية كيف ينطقها، وكيف يقرأ الفاتحة إذا قرأ بها.

ومن نعم الله عليك أن اصطفاك لتعيش في هذه البلاد، لا يفصل بينك وبين حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أن تعقد النية وتعزم على الذهاب إلى هناك، وهناك أقوامٌ تتوق قلوبهم شوقًا ليناولوا هذه النعمة.

أيها المسلمون، إن نعم الله عديدة في الصحة والمال والنفس وغيرها، ولو أراد الإنسان عدها لما استطاع ولو بذل جهده.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنبٍ وإثم وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.

أيها المسلمون، إن هذه النعم لا تحتاج منكم إلا شيئًا واحدًا وهو الشكر، شكر الله على هذه النعم لا شيئًا آخر، وإن الله تعالى يقول: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، ﴿ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ﴾ [لقمان: 12]، أما الله سبحانه وتعالى فإنه غني عنكم: ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

فما بال ذلك البائس المتشائم الذي لا يعرف مقدار هذه النعم ويرى العالم من ثقب مظلم، يرى المصائب ولا يرى النعم، يعرف الفقد ولا يعرف الامتلاك، يعيش الجحود والنكران والبؤس وهو يرفل في نعم الله تعالى.

أيها المسلمون، إن الشكر عبادة عظيمة تعبد بها الأنبياء ربهم، فقال الله تعالى عن نبيه نوح: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]، وعن داود وسليمان: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ﴾ [سبأ: 13]، ووصف نبيه إبراهيم بأنه ﴿ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 121]، وهذا من آثار الشكر الاجتباء والهداية إلى الطريق المستقيم، وأي شيء أفضل من ذلك!

بل إن الله سبحانه وتعالى قد وصف نفسه بالشكر: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 147]، ويقول: ﴿ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 17]، ويرضى الشكر من عباده: ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ ﴾ [الزمر: 7].

فيا أيها المتشائم، أفِق من ضلالك وانهض من قعودك، وانظر في نعم الله حولك، واعلم أنك خيرٌ من كثير غيرك، جعلنا الله وإياكم من العابدين الشاكرين.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، وانصُر عبادك المجاهدين.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك حبَّك وحبَّ عملٍ يُقرِّبنا إلى حبِّك.

اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

اللهم احفظنا بحفظك، ووفِّقنا إلى طاعتك وارحمنا برحمتك، وارزقنا من رزقك الواسع، وتفضَّل علينا من فضلك العظيم.

اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكِّها أنت خيرٌ مَن زكاها أنت وليُّها ومولاها.

اللهم أصلح إمامنا وليَّ أمرنا، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وفجور الفاجرين واعتداء المعتدين.

سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.74 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]