رمضان بين الجد والهزل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1234 - عددالزوار : 134616 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5444 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8161 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-04-2022, 02:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,970
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان بين الجد والهزل




رمضان بين الجد والهزل


محمد عوام





لا يخفى على مسلم حصيف أن صوم رمضان من الفرائض التي أوجبها الله على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وهي بالمناسبة عبادة وفريضة قديمة لا تختص بالمسلمين وحدهم. قال عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" [البقرة:183].

وقد كان سر ومقصد هذه العبادة الجليلة النفع، والعظيمة القدر هو تحصيل تزكية النفس عن طريق تحصيل التقوى، التي هي سعادة المرء وفلاحه في الدنيا والآخرة. وحينما تحصل التقوى حقيقة وتترسخ في الفرد والمجتمع تنصلح أحوالهما، وتسمو فضائلهما، إذ تحمل هذه التقوى على فعل ما ينبغي فعله، واجتناب ما يلزم اجتنابه، وذلك من قوة الوازع الديني والباعث النفسي، الصادر عن خوف الله تعالى، واستشعار رقابته، واستحضار جلال هيبته وقوته وعظيم رحمته ولطفه إلى غير ذلك من صفات الجلال والجمال والأسماء الحسنى والصفات العلى التي هي لله وحده لا شريك له فيها البتة.

إذن فالتحقق بالتقوى امتثالا واجتنابا وتخلقا هو القصد الأصلي من وراء إيجاب صوم رمضان، وقد جنح كثير من العلماء إلى أن القصد من صوم رمضان ارتياض النفس بكبح الشهوات، وإلجامها عن الاسترسال وراء الملذات، والانغماس في الموبقات، وهذا كله صدر عنهم تفسيرا لمعنى التقوى.


لأجل ذلك وجب على كل مسلم أن يسأل نفسه هل حقق هذا المقصد في نفسه من بداية رمضان إلى نهايته في خط تصاعدي، أعني أن تكون تقواه في تصاعد وفي تزايد وفي رفعة وعلو، أم أن التقوى لم تجد لها مكانا في نفسه، فأبقى نفسه على ما كانت عليه.


ويحتاجها الفرد في امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى عنه، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في نفسه وأهله ومجتمعه، وفي الابتعاد عن مواطن السوء والشبه. كما يحتاجها –أيضا- في تحصيل ما ينفعه في دينه ودنياه.

ويحتاجها المجتمع برمته بإقامة شرع الله تعالى امتثالا واجتنابا، وتعاونا على فعل الخيرات وترك المنكرات، وإقامة المصالح النافعة والمفيدة، والاختيارات المجتمعية والسياسية السديدة والصائبة. فعلى أي أساس نبني خريطة المجتمع المستقبلية إن لم تكن على تقوى الله تعالى، وعلى هدى من الله عز وجل.

إذن فالتقوى ليست فكرة نتسلى بها، أو لفظا نلوك به ألسنتنا، فنقيم به الدروس والمواعظ، وإنما هي تجليات من استشعار مهابة الله تعالى، وإدراك جلاله وعظمته وسطوته ولطفه ورحمته وقهره وجبروته وعزته. فلن تستقيم الحياة، ولن تبنى حضارة إنسانية حقيقية، تعلي من شأن الإنسان وتحقق كرامته ما لم تكن هناك تقوى، ولا تقوى بدون رجوع حقيقي، وأوبة صادقة لشرع الله تعالى.

لأجل ذلك ينبغي علينا جميعا حكاما ومحكومين، كبارا وصغارا أن نعمل جادين على تحقيق مقام التقوى والتحقق به، فهو من منازل (إياك نعبد وإياك نستعين)، مستغلين نفحات رمضان وأجوائه الطيبة الممتعة، مشمرين عن ساعد الجد للتزود منه وخير الزاد التقوى. قال تعالى: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب." [البقرة:197].


فمن الجِد أن لا تدع أيام رمضان تنفلت منك، دون أن تشغل فيها نفسك بعمل الخير والصلاح. وإنه مما يؤسف له أن بعض الناس يشغل نفسه بما لا ينفع، من تتبع الأفلام والمسلسلات السخيفة، و"السكيتشات" الساقطة، وضياع الوقت في تتبع شهوات النفس بالتفاني في الشراء والاقتناء، فكلما اشتهى اشترى.


فلا ينبغي للمرء أن يشغل نفسه بهذا السلوك، فصوم رمضان إنما فرض لبناء النفس الإنسانية على تقوى الله تعالى، وليس أن يلهث الإنسان وراء الأسواق والملذات والسهر مع الأفلام وهلم جرا مما لا ينفع.


إن ما نعانيه اليوم على جميع الأصعدة، (تربوية تعليمة، أخلاقية، اقتصادية، اجتماعية، سياسية...) فكل أسبابه الحقيقية والأصلية غياب تقوى الله تعالى، قال تعالى: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ." [الأعراف:96].


وختاما علينا أن نحتاط أشد الاحتياط، ونخشى كثيرا من أن نضيع مغفرة الله تعالى ورضوانه في هذا الشهر المبارك، فعَن سِمَاك عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرة، رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ صَعِدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم الْمِنْبَرَ فَقَالَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ فَلَمَّا نَزَلَ سُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ قُلْ: آمِينَ قُلْتُ: آمِينَ..." رواه ابن حبان

وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري.




منقول بتصرف
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.62 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]