التفاهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058369 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326876 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-03-2022, 04:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي التفاهم

التفاهم


جمال ماضي



التفاهم بين الناس يزيد المحبة بينهم ويقوي أواصر الرابطة , ويعلي من التقارب العاطفي بين أفراد المجتمع , ويظهر نجاح التفاهم بالإنصات والإصغاء إلى كلام الآخرين , وقد قالوا في معني الإنصات: هو حمل نية العمل لما يقال , لك أن تتصور لو أن هذا المعنى انتشر بيننا كأفراد في المجتمع , ماهو أثره على المجتمع والكل فيه يفهم مرامي الكلام وعلى استعداد لتقديم كل عون , وتحويل الكلمات والألفاظ إلى واقع حي , وبث الحياة في الشعارات حتى تتحقق آثارها بين الناس .

بهذا التفاهم تقترب المساحات والمسافات بين أفراد المجتمع , حيث لا فروق بين آباء وأبناء , وأزواج وزوجات, ومديرين وعاملين , وقادة وأتباع , فإذا بالأداء يتحسن وبالعمل يتطور , وبالعلاقات تتجمل , في أبهج حياة وأسعد لحظات .

فلماذا نخرج عن هذه الأجواء النادرة إلى أجواء مشحونة بالتوتر والانفعالات , تصغر الكبير , وتورط الهادئ , وتحول حياتنا إلى حرائق نحن الذين نشعلها بعدم تفاهمنا وتفهمنا كأفراد بعضنا لبعض بدلاً من الصراع والانشقاقات والتشنجات والانفعالات !!

فالتفاهم يجعلنا منتبهين ومركزين وواثقين , ويجنبنا الوقوع في سوء الظن أو الفهم الخاطئ أو السيطرة بدون دليل .

فالتفاهم يعني بعد هذا العرض : ( الأجواء الودية الصافية التي يسودها الاحترام والسكينة والتحلي بالصبر وسعة الصدر , والقدرة الجيدة على تجنب محاولات الضغط والسيطرة ليحل محلها التحابب والتقارب المتبادل بين أفراد المجتمع ) .

في كثير من لحظات حياتنا اليومية نشعر بخطئنا في فهم الناس , أو نحس بأننا قد أسأنا فهم مقاصدهم ونواياهم , وبالتالي فقد نسيء تقديرنا واحترامنا لهم , ويتدخل الشيطان لتعميق الفجوة والجفوة معاً , وهو العدو المتربص الذي يؤرقه تفاهم الناس في مجتمعاتهم !! وعليه كان الواجب علينا أن نبحث في أصول التفاهم لنعمل بها ونمارسها في مجتمعاتنا .



أصول التفاهم

أولا: حسن الظن

إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر , وتدعيم روابط الألفة والمحبة والتفاهم بين أبناء المجتمع , فلا تحمل الصدور غلاً ولا حقداً , فالرسول صلي الله عليه وسلم يقول : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ) .

ومما يعين على حسن الظن الدعاء , وأن تضع نفسك بمنزلة الغير , وأن تحمل الكلام على أحسن الوجوه , وأن تفتح أبواب الأعذار لغيرك , وأن تتجنب الحكم على النيات أو تعامل الناس بحكم مسبق.

والذين يسيئون الظن ويقعون في هذا المستنقع , إما لقلة الإيمان أو عدم شعوره بالثقة في نفسه , أو شعوره بالدونية أي أنه أقل من غيره , أو لارتكابه المعاصي فيظن أن الجميع يفعلون ذلك , ومن ثم كانت العواقب خطيرة , حيث يجره سوء الظن إلى المزيد من الذنوب , فتتحول حياته إلى جحيم , حيث يلصق التهم بالأبرياء بلا سند ولا دليل .

ولذلك كان منهج عمر بن الخطاب : لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرا وأنت تجد لها في الخير محملاً , وكان محمد بن سيرين يقول : إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً , فإن لم تجد فقل : لعل له عذراً لا أعرفه .



ثانيا : الإنصات

يقول تعالي : ( فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) , فالسماع غير الاستماع , والاستماع غير الإنصات , فالاستماع التفهم لما يقال , والإنصات حمل نية العمل لما فهمت , وهكذا يكون الإنصات طريقاً للتفاهم بين الناس .

ومن فوائد الإنصات الجيد : تعلم شيء جديد والتأكد من المعلومة وإظهار الاهتمام وبناء علاقات , وكل هذه الفوائد هي التفاهم بعينه الذي يتحقق بين الناس , فهل فعلاً نحن نجيد فن الإنصات ؟

إن أغلب مشاكلنا تبدأ من سوء التفاهم , وسوء التفاهم منشؤه من قصور في تلقي الرسالة ! وهذا القصور يرجع بدوره لسبب واحد : أن أحدنا لا يجيد فن الإنصات !! , فيقاطع ولا يتفهم وجهة النظر , ويفسر الكلام على هواه , وينشغل بالرد على المتحدث دون تركيز على الرأي المطروح , وكما قيل في ذلك : ( التعب الذي يأتيك من متابعة الإنصات خير بألف مرة من سوء التفاهم !!) .

ولكي نصل إلى إنصات جيد وفعال يوصينا خبراء التربية بالتالي :

- لا تقاطع أحداً أثناء حديثه

- ركز على الأفكار الأساسية

- تجنب التعبير عن الضيق بملامح وجهك

- انتبه إلى تعبيرات من يحدثك

- تجنب الانصراف عن الحديث

- انتبه إلى الاحتفاظ بهدوئك

- ركز فهمك للأشياء المقصودة

- لا تتكلم أثناء كلام الآخر

- فكر في تعبيرك قبل حديثك

- لا تنفعل بمجرد سماع النقد والاعتراض

- أظهر ترحيبك بالاعتراض والنقد

فما أجمل أن تتحقق فينا الآية الكريمة , في قوله تعالى: { وتعيها أذن واعية} حيث نحتضن الغضب والغاضبين , ونمتص الألم ونحتوي المتألمين , ونعبر عن ذلك كله بالعين قبل الأذن , فالإنصات بالعين كما بالأذن .

ولذلك يلجأ الناس دائماً للمنصت لهم لأنه المغناطيس الذي يلجئؤون إليه لتفريغ همومهم وأحزانهم وأفراحهم .



ثالثاً : المصلحة المشتركة

لو حرص كل منا على مصلحة الآخر قبل مصلحته , لصدق وتحقق التفاهم بين أبناء المجتمع , والإسلام يعلم أبناءه أن أي تعارض بين مصلحة الفرد والمجتمع فعليهم أن يقدموا على الفور مصلحة المجتمع , لأنها المصلحة العامة , فالرسول صلي الله عليه وسلم حينما رفض المال والسلطة والجاه والمكانة كان في الأصل يرفض المصلحة الشخصية التي قدمت بين يديه , فهو كصاحب رسالة غلب وقدم مصلحة الأمة العامة , لتكون قاعدة كل من يعمل في المجتمع .

ومن ثم كانت القاعدة الإسلامية : ( لا ضرر ولا ضرار) بمعني أن أحكام الاسلام ليست موجبة للضرر بل كلها نفع , ثم إن الإسلام لا يسمح بضرر الإنسان للآخر , وحتي ضرره على نفسه , كما أنه لا يسمح بمطلق الضرر حتي على الحيوانات والطبيعة .

ومن ثم فأي تنظيم للمجتمع بوضع قانون يلجأ إليه أفراده , لابد أن يقوم على هذه القاعدة فلا يسيطر عليه الأهواء والمصالح الشخصية , فتضر أكثر مما تنفع .



رابعاً : التفاوض الهادف

إذا كان معني التفاوض : ( أنه عملية اتصال بين شخصين أو أكثر يدرسون فيها البدائل للتوصل لحلول معقولة لديهم أو بلوغ أهداف مرضية لهم ) , فإنه لابد له من هدف واضح : وهو الوصول إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف , وبهذا نقول : إن التفاوض الهادف هو الطريق إلى التفاهم بين أفراد المجتمع , حيث التعاون لا التصارع , وإلا كانت العواقب وخيمة حينما يتصور البعض أن هدف التفاوض هو الانتصار على خصمه وهزيمته وتحقيق الفوز عليه بأي ثمن .

ومن أجل تفاوض هادف لابد من أن تكون المعلومات متوفرة وأكثر دقة من الطرفين , للوصول إلى إحداث توازن يشجع على التوصل إلى حل وسط , يحقق فوز الاثنين معاً , بعيداً عن أي ضغوط خارجية لا تؤدي إلا إلى تفكك أواصر المجتمع , ومحو المحبة بين أفراده , أو بمعني آخر : إحداث حاجز يحول بين تفاهم الناس , وبالتالي لا يحظي المجتمع بأي أمن واستقرار .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.41 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]