|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطر المخدرات خالد سعد الشهري إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهُ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُ، وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُم -أَيُّهَا النَّاسُ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهِيَ الْوَصِيَّةُ الْجَامِعَةُ لِمَنْ أَرَادَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. عِبَادَ اللهِ؛ خُطْبَةُ الْيَوْمِ عَنْ دَاءٍ خَطِيرٍ، وحَرْبٍ طَاحِنَةٍ تَطْحَنُ عَشَرَاتِ الْأَجْيَالِ. حَرْبٌ وُجهَتْ لِشَبَابِنَا وَفَلَذَاتِ قُلُوبِنَا، حَدِيثِي لَكُمْ عَنْ بَوَّابَةِ الضَّيَاعِ وَالْحِرْمَانِ، عن الْمُخَدِّرَاتِ وَالْإِدْمَانِ.. وكَمْ هِيَ الْأُسَرُ الَّتِي تَجَرَّعَتْ آلَامًا وَمَصَائِبَ مُتَعَدِّدَةً، يَوْمَ وَقَعَ بَعْضُ أَفْرَادَهَا فِي وَحْلِ الْمُخَدِّرَاتِ وَالْمُسْكِرَاتِ، فأَصْبَحَتْ أُسَرٌ لَا تَعْرِفُ سِوَى الرُّعْبِ وَالْأَلَمِ ؛ تَفَكُّكٌ أُسَرِيٌّ، وَطَرْدٌ مِنَ الْوَظِيفَةِ، وفَشَلٌ دِرَاسِيٌّ وَضَيَاعٌ لِلْمُسْتَقْبَلِ، وَاخْتِلَالٌ فِي الْعَقْلِ، اكْتِئَابٌ وَهَمٌّ، وَقَلَقٌ وَغَمٌّ، وَمِزَاجٌ نَكِدٌ، وصُوَرٌ وَاللهِ مُحْزِنَةٌ، وَنِهَايَاتٌ مُنْتِنَةٌ، وَخَاتِمَةٌ سَيِّئَةٌ، وَفَضِيحَةٌ فِي الدُّنْيَا، وَعَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ، لِمَنْ مَاتَ وَهُوَ عَلَى مُسْكِرٍ أَوْ مُخَدِّرٍ. أَيُّهَا النَّاسُ، لَقَدْ أَعَدَّ اللَّهُ عُقُوبَاتٍ لِمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَمَا شَابَهَهَا مِنْ مُسْكِرٍ وَمُخَدِّرٍ ومن ذلك: اللَّعْنُ وَالطَّرْدُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَشَارِبَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَسَاقِيَهَا وَمُسْقَاهَا». وَفِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ قَالَ صلى الله عليه وسلم: « مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ بَعَثَهُ اللهُ كَعَابِدِ وَثَنٍ ». وَمِنْ عُقُوبَاتِهِ: مَا جَاءَ في الحديث: « أَرْبَعَةٌ حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ وَلَا يُذِيقَهُمْ نَعِيمَهَا: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَآكِلُ الرِّبَا، وَآكِلُ مَالِ الْيَتِيمِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَالْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ ». وَمِنْ عُقُوبَاتِهِ أيضًا: مَا جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: « عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ ». أَيُّهَا النَّاسُ: هُنَاكَ أَسْبَابٌ أَدَّتْ لِانْتِشَارِ الْمُسْكِرَاتِ وَالْمُخَدِّرَاتِ، ومِنْ الْأَسْبَابِ لِهَذَا الدَّاءِ، بَلْ مِنْ أَعْظَمِهَا بِلَا مُنَازِعٍ: أَوَّلًا: أَصْدِقَاءُ السُّوءِ، وَكَمْ هِيَ قِصَصُ التَّائِبِينَ وَالنَّادِمِينَ يُصَدِّرُونَ قِصَصَهُمْ بِقَوْلِهِمْ: (تَعَرَّفْتُ عَلَى قُرَنَاءِ السُّوءِ)، وَ(أَغْرَانِي أَصْدِقَاءُ السُّوءِ)،وَكَانَ مِنَ الْوَاجِبِ عَلَى شَبَابِنَا أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ بَائِعِ الْمِسْكِ وَنافِخِ الْكِيرِ. ثَانِيًا: مِنَ الْأَسْبَابِ لِلْوُقُوعِ فِي الْمُخَدِّرَاتِ هُوَ الدُّخَانُ، وَلَا شَكَّ أَنَّهَ الْبَوَّابَةُ الْأُولَى لِطَرِيقِ الْمُخَدِّرَاتِ، وَلَا يَزَالُ رَفِيقُ السُّوءِ وَشِلَلُ الضَّيَاعِ وَرَاءَ الشَّابِّ الَّذِي وَقَعَ فِي التَّدْخِينِ حَتَّى يَقَعَ فِي شِبَاكِ الْمُخَدِّرَاتِ. ثَالِثًا: مِنَ الْأَسْبَابِ فِي انْتِشَارِ هَذَا الْبَلَاءِ: إِهْمَالُ الْوَالِدَيْنِ وَسُوءُ التَّرْبِيَةِ، وَمَنْ أَرَادَ الدَّلِيلَ عَلَى ذلك، فَلْيَنْظُرْ إِلَى الشَّبَابِ وَهُمْ فِي الشَّوَارِعِ وَعَلَى الْأَرْصِفَةِ، إِلَى سَاعَاتٍ مُتَأَخِّرَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، بَلْ هُنَاكَ أَطْفَالًا دُونَ الثَّامِنَةِ، يَذْهَبُونَ وَإِلَى مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ لَا حَسِيبَ وَلَا رَقِيبَ، وَهَكَذَا تَبْدَأُ النِّهَايَةُ وَالضَّيَاعُ. فَأَيْنَ الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ عَنْ مُتَابَعَةِ أَوْلَادِهِمْ وَفَلَذَاتِ أَكْبَادِهِمْ، فِي الْإِجَازَاتِ وَأَيَّامِ الِامْتِحَانَاتِ، وعند المدارس والمجمعات، وَمَنْ شَكَّ فِيمَا أَقُولُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى شِلَلِ الْفَسَادِ وَالْخَرَابِ؛ الَّتِي تَجُولُ حَوْلَ الْمَدَارِسِ تَنْتَظِرُ أَبْنَاءَنَا بَعْدَ خُرُوجِهِمْ، فَبِدَايَةُ الْأَمْرِ دَوَرَانٌ فِي الشَّوَارِعِ بِالسَّيَّارَاتِ، وَنِهَايَةُ الْمَطَافِ إِدْمَانٌ وَفُحْشٌ وَرَذِيلَةٌ إِلا مَنْ رَحِمَ اللهُ. أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ أَنْ يَحْفَظَ بِلَادَنَا مِنْ وَحْلِ الْمُخَدِّرَاتِ وَالْمُسْكِرَاتِ، وَأَنْ يَهْدِيَ شَبَابَنَا لِكُلِّ خَيْرٍ، وَأَنْ يُجَنِّبَهُمُ الشُّرُورَ وَالْآثَامَ.. وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. الخطبة الثانية الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، لَا رَبَّ غَيْرُهُ، وَلَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ سِوَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَخَلِيلُهُ وَمُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى حَقَّ تُقَاتِهِ، وَاسْتَشْعِرُوا مُرَاقَبَةَ اللَّهِ لَكُمْ، ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]. عِبَادَ اللهِ؛ لَقَدْ سَمِعْتُمْ بَعْضَ الْأَسْبَابِ الَّتِي أَوْقَعَتْ شَبَابَنَا فِي وَحْلِ الْمُخَدِّرَاتِ وَالْمُسْكِرَاتِ، وَتَرَكْتُ الْكَثِيرَ مِنْ قِصَصِ الْمُدْمِنِينَ، احْتِرَامًا لِأَسْمَاعِكُمْ؛ وحَتَّى لَا أُحْزِنَ قُلُوبَكُمْ بِمَآسِي الْمُخَدِّرَاتِ وَنِهَايَةِ الْمُدْمِنِينَ. وَيَنْبَغِي لَنَا جَمِيعًا بِلَا اسْتِثْنَاءِ أَنْ نَتَعَاوَنَ وَنَقِفَ صَفًّا وَاحِدًا ضِدَّ هَذِهِ الْهَجْمَةِ الشَّرِسَةِ، وَالْحَرْبِ الْمُدَبَّرَةِ عَلَى بِلَادِنَا وَعُقُولِ شَبَابِنَا، وَأَنْ نَكُونَ يَدًا وَاحِدَةً مَعَ رِجَالِ أَمْنِنَا فِي مُكَافَحَةِ الْمُخَدِّرَاتِ، وَالتَّعَاوُنِ مَعَهُمْ فِي التَّبْلِيغِ عَنِ الْمُرَوِّجِينَ لِهَذَا الْبَلَاءِ. هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى سَيِّدِ الْبَشَرِ، وَخَيْرِ مَنْ وَطِئَ الثَّرَى، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمٍ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |