|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الصحابة أمنة للأمة د. عبدالعزيز حمود التويجري الخطبة الأولى الحمد لله العلي الأعلى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهديه اهتدى وسلم تسليمًا. أما بعد: فقد قال الله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [التوبة: 100]، رضا عن الله وعن دينه وعن نبيه، رضا بما آتاهم الله، رضا بالسراء الضراء، ذاكم هم الصحابة الكرام، بلَغوا أعلى مراتب الرضا، الرضا الشامل الغامر، المتبادل الوافر، الوارد الصادر، ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18]، رضا لم يبلغه جيل بشري. من ذا يناسقهم من ذا يطابقهم ![]() من ذا يسابقهم في العز والكرم ![]() ![]() ![]() ثمار الصحبة العالية والرضا الرباني أنْ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي من تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، هنيئًا لذاك الجيل الفوز العظيم، والنعيم المقيم. ما حازوا هذا السبق العظيم والفوز الكبير والمقام الرفيع، إلا بقوة الإيمان والثبات على السنة والقرآن، اعتقادٌ وثباتٌ واتباعٌ لا تزحزحه صروفُ الايامِ، ولا تغيِّره كوادر الزمان.. جباههم ما انحنَت إلا لخالقها ![]() وغير من أبدع الأكوان ما عبدوا ![]() ![]() ![]() أخرج البيهقي عن أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قال: وَجَّهَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فِي سَبْعِ مِائَةٍ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وارْتَدَّتِ الْعَرَبُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ قال الناسُ: لأَبي بَكْرٍ، كيف تُوَجِّهُ هَؤُلَاءِ إِلَى الرُّومِ وَقَدِ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، فَقَالَ أبو بكر -بقوةٍ وثباتٍ وصدق اتباع-: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْ ظننتُ أنّ الطيرَ تخطفُني وأنَّ السباعَ جَرَّت بأَرْجُلِ أمهاتِ المؤمنين مَا رَدَدْتُ جَيْشًا وَجَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَلَا حَلَلْتُ لِوَاءً عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ، ووالله لو لم يبقى في القرى غيري لأنفذتُه. بثباتِ القاماتِ تقوى القلوب ويثبت الأتباع، أمضى الصديق جيش أسامة، وبعث خالد إلى قتالِ مسيلمة، والمثنى لفتح فارس، وأبو عبيدة لفتح الشام، وكلف زيد بن ثابت بجمع القرآن، فكانت النتيجة أن رجع الناس إلى دين الله، وفُتحتِ المدائنُ والقلاعُ، وجمع القرآن، وعلت راية الإسلام، ودام الأمنُ السلام في ثلاثين شهرًا. ولَّى أبو بكرٍ فراعَ لهُ الورَى ![]() هولٌ تقاصر دونَهُ الأهوالُ ![]() ![]() ![]() الصحابة أعلام تقى، ومنائر هدى، ومصابيح دجى، هم أمان للأمة من البدعِ وَغَلَبَةِ الأهواءِ، وَاخْتِلَافِ العقائد، في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: «أَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ». ذاك لفضلهم وقوة إيمانهم ورجاحة عقلهم وسعة علمهم، هم خير من وطئ الثرى بعد الأنبياء « فَلَوْ أَنَّ أَحَدًا أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ». لغبارُ أقدام الصحابة في الردى ![]() أغلى وأعلى من جبين الأبعدِ ![]() من غيرهم شهد المشاهد كلها ![]() بل من يشابههم بحُسن تعبدِ ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |