اشتقنا إليك يا رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52052 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45838 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64229 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155272 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-02-2022, 04:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي اشتقنا إليك يا رمضان

اشتقنا إليك يا رمضان

علي حسن فراج


لو سألت أحد المستقيمين - ممَّن كان قد حصلت له تجربة مع المعاصي، ثم وفَّقه الله تعالى إلى التوبة - عن أفضل أيام حياته، لقال لك: هي الأيام الأولى للتوبة.

فلهذه الأيام منزلة عظيمة في قلب كلِّ تائب، حيث كان قلبه معلقًا بربِّه، مقبلاً عليه بالكلية، ناظرًا إلى الآخرة بعين فؤاده، قد طهَّرته التوبة من ذنوبه السالفة، فكأنه ولد ولادةً جديدة، ومع ذلك فهو لم يمرض بعدُ بأمراض الطاعات من عجب وكبر ورياء، إنه حديث عهد بالرجوع إلى ربِّه، وليس عنده ما يُعجب به أو يرائي به، بل همُّه أن تقبل توبته وتغسل حوبته، أمله قصير وبكاؤه غزير، قلبه خاشع، وطرفه خاضع، لا يلتفت إلى الدنيا، ولا يهتم بها ولا يركن إليها، إنما مناه أن يَرضى عنه ربه، وأن يَغفر له ذنبه، ويقيَه شرَّ حوبه.

ولما صفا فؤاده وتطهر جنانه أصبح جاهزًا وصالحًا لمناجاة ربِّه، والأنس بسماع كلامه وفهم خطابه، فصارت صلاته طويلة في خشوع بقلب حاضر وذهن خال من الشواغل.

لكل هذا وغيره يشتاق التائبون إلى أيامهم الأولى، مع أن أعمالهم الصالحة فيها هي دون أعمالهم فيما بعد ذلك بدرجات كبيرة، فيحكى عن الجنيد - رحمه الله تعالى - أنه قال: أشتاق لبداياتي، بل ولما جاء الأشعريون من اليمن مهاجرين إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمعوا القرآن، وكانت قلوبهم رقيقة - بكَوا وتأثروا بسماعه، عندها قال الصديق الأكبر ذو القلب الخاشع المخبت: هكذا كنَّا نفعل عندما كان بالقلوب حياة، أو كما قال - رضى الله عنه وأرضاه.

ومع مرور الأيام على التائب، تضعف همتُه وينقص حاله؛ لطول الأمد واكتساب الذنوب، ورؤية النفس في الأعمال، والتصنع للمخلوقين والركون إلى الدنيا.

وفي هذا الخضم المتلاحم من مشاكل الحياة وصخبها وضجيجها، وغير ذلك من الأمور التي تُذهب الخشوع والرقة والاتصال بالله، ومعاينة الدار الآخرة - تأتي مواسم الخيرات بما فيها من طاعات، لتجمع قلب المؤمن من بين أمواج البحر المتلاطم بأحداث الحياة اليومية، المليئة بالصوارف والشواغل، والتفاهات والمنازعات، لتضعه بين يدي ربِّه وخالقِه، فيعود إلى خشوعه وإخباته، وتلذذه بمناجاة ربِّه والقيام بين يديه.

إن البرنامج الإيماني الذي يمارسه المسلم في رمضان لهو كفيل بأن يرفع المؤمن إلى درجات عليا من الإيمان واليقين، والخشوع والإخبات، والسمو عن سافل المطالب ودنيء الإرادات؛ فرمضان صيام بالنهار، وقيام بالليل، وصدقة، ودعاء، واستغفار، واعتمار، واستغراق في قراءة القرآن وختمه، وملازمة المسجد أكثر الوقت، مع مراعاة آداب الصوم من ترك اللغو والرفث، واجتناب ما ينافي ذلك، وسمو الروح بعد كسر النفس بالجوع والعطش، مع ما ينزله الله - تعالى - من رحمة على عباده، ومغفرة لهم، وعتق لبعضهم من النيران في كل ليلة، كل هذا يجعل من المسلم في رمضان إنسانًا آخر غير الذي كان قبل رمضان.

كم هو جميل أن نمعن في الغاية التي خُلقنا لأجلها؛ عبادة الله تعالى، مَن يقدِّر قدر السعادة النفسية، والراحة القلبية، والسلام الداخلي الذي يحل بقلب المؤمن، حين يقوم بهذه العبادة على وجه الاجتهاد والإتقان والإخلاص؟!

كم هو جميل أن نخضع لخالقنا وحده في هذا الشهر، ونفرغ أنفسنا لعبادته، والقيام بما أوجبه علينا أو ندبنا إليه، فقد تعبنا من خضوعنا لأهوائنا وأهواء الناس من حولنا.

كم هو جميل أن نصرف كلَّ اهتمامنا لإرضاء ربِّنا - سبحانه وتعالى - فحسب، بعد ما بذلنا كثيرًا من ذلك للفوز بكلمة ثناء من هنا أو عبارة مدح من هناك، على ما نقدِّمه من أعمال ظاهرها أنها لله.

إن حظ النفس في العبادة قليل جدًّا قياسًا بغيرها من الأعمال، كتعليم العلم، أو إلقاء المحاضرات، أو تصنيف الكتب، والذين تصفو نياتهم تمامًا لله - تعالى - في مثل هذه الأشياء قليل، بعكس العبادة - خصوصًا في رمضان - حيث يشترك فيها الجميع، فيقلُّ العجب والرياء.

وإذا أردت أن تعرف حظ النفس ودوره فيما يفعله الإنسان، فانظر كيف يسهل على الكثيرين السهر في تصنيف كتاب، أو إعداد محاضرة، وكيف يصعب عليهم قيام الليل.

إن رمضان يجرِّدنا من أنفسنا، وشهواتنا الظاهرة والخفية، ويأخذ بأيدينا إلى تصحيح النية وتذكر الآخرة، والتوبة إلى الله من الذنوب السابقة، والنيات الفاسدة والأهواء السافلة.

فعلينا أن نغتنمَ هذه الفرصة العظيمة في إصلاح قلوبنا ونياتنا، وإعطاء أرواحنا حقَّها من التلذذ بمناجاة خالقها، والاتصال به ودوام ذكره وشكره، ففي هذا وحدَه حياتها وفوزها ونعيمها وجنتها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]