القراءة تصنع الوجود الإنساني الرشيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2022, 04:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي القراءة تصنع الوجود الإنساني الرشيد

القراءة تصنع الوجود الإنساني الرشيد


عبداللطيف الجوهري








القراءة تَصْنع الوجودَ الإنسانِيَّ الرشيد، وتؤسِّس الحضارات، وتبني الدُّول والممالك المُزدَهرة، وتَرتقي بحياة الإنسان نحو مدارجِ الكمال والجمال.













وبالقراءة تتميَّز الشُّعوب والأمم في مِضمار الرُّقي، والقوة، والنَّهضة، وحياة العِزَّة، وعِزَّة الحياة، فالشُّعوب القارئة لا تُستغفل ولا يُستهان بإرادتِها، ولا يُستخَفُّ بعُقولها، ولا تَسمح بانتشار الفَساد والاستِبْداد.







والأمم القارئة تَسلك طريق النُّهوض، وتأخذ بأسباب القوَّة والنَّصر، فتحتمي بثوابتها الأخلاقيَّة، وتعتصم بعقيدتها الدِّينية، وتبشِّر بالحق والعَدْل والحرية، وتسعى لتقوية حصونِها من الدَّاخل بالأُسرة القوية، والمجتمع المتراحم المتماسِك.







والقراءة والكتابة متلازمان كوجهَي العملة الواحدة، فالقراءة لفكِّ رموز الأبجديَّة اللُّغوية، وهي رموز نُبْصِرها، ونفسِّر ما بها مِن دلالات الحُروف والألفاظ، والجُمَل والعبارات، والقراءة التي تؤكِّد الوجود الإنساني، وحرِّية الإنسان وسعادته.







وأوَّل مدراج الوَعي الإنسانيِّ للفرد في رحلته في الحياة الدنيا تبدأ بالتربية والتعليم منذ نعومة أظفاره، وهو يَحبو على أربع، ثم يشبُّ ليسير على قدَمين، وقد تفتَّحَت عيناه على مُجتمعه الصغير الذي يَكتسب فيه لغة التَّخاطب بالاستماع والمُحاكاة، مِن خلال التربية المَنْزلية الممتدَّة معه؛ لإكسابه قِيَمَ المجتمع وثقافتَه، وعاداتِه وتقاليدَه، مرورًا بالتربية المدرسيَّة في مُختلِف معاهد العلم حتَّى الدراسة المتخصِّصة التي تصنع وجودَه الوظيفي، ودوره المجتمعيَّ في النُّهوض بالبلاد وخدمة العباد بتعليم القراءة لفكِّ رموز أبجديَّة اللُّغة، والنطق، والهجاء، والقدرة على الإمساك بالقلم؛ لكتابة الحُرُوف والرُّموز، والقدرة على تفسير معانيها ودلالاتِها؛ حيث تبدأ رحلةُ الإنسان مع طلب العلم، واكتساب أدواته الرئيسيَّة؛ وهي اللغة، ثم التَّعاطي مع أوساط المعرفة المختلفة، وطلب العلم، وأساسها القراءة الأوَّلية؛ للتَّواصُل مع المُحتوى التعليميِّ والتربويِّ في دراسة العلوم والأدب والاجتماع، وصولاً إلى القراءة النَّاقدة التي تصنع الوعي الفرديَّ والجماعي، وتؤسِّس لحياة النَّهضة، والقوة، والرخاء، والرَّفاهية، والتقدُّم، في مُواجهة التخلُّف، والضعف، والفساد، والاستبداد في حياة الفرد والشعب والأمَّة.







وجذور المواهب العبقريَّة للشخصية الإنسانية تَنبت مبكِّرًا في مراحل التعليم الأولى، وتَظهر تجلِّياتُها في ميول الإنسان الطفل، ويكتشفها المربُّون النَّابِهون، ويرعونها، ويوجِّهونها حتَّى تؤتي أُكلَها، ومنتهى عطائها بالتوجيه السَّديد، والسعي الرشيد، ومِن ثَمَّ تتكوَّن بذورُ المواهب العبقريَّة في سنِي الطُّفولة الأولى، ويكتشِفُها المربِّي المتميِّز في مراحل التعليم، والمؤسَّسات التربوية والثقافية المختلفة، وبخاصة المؤسَّسات التربوية المدرسيَّة والجامعية؛ حيث تتبَلْور الاستعداداتُ الخصبة في الإنسان في مرحلة الصِّبا والفتوَّة، وصولاً إلى مرحلة التميُّز والتقدُّم، والازدهار والانتشار.







لا جَرَمَ أن القراءة هي مفتاح التعلُّم والرُّقي، وسبيل القوة والتقدُّم والازْدِهار؛ ولذا نَهض المسلمون، وسادوا العالَم، وأسَّسوا حضارة العلم والإيمان؛ انطلاقًا مِن قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]؛ قراءةً تؤسِّس لنهضةِ حضارةٍ ربَّانية، عمادها العلم والإيمان، وتحلق نحو الرُّقي الإنساني الحقِّ، والإنسانية الكاملة بِجَناحين؛ هما: العدل والحرية.







وكما أمَر الله تعالى أهْلَ التوحيد أن يَنطلقوا في رحلتهم الإيمانيَّة بالقراءة، وطلَبِ العلم باسم الله لِنَشْر الخير والإيمان والجمال؛ للوُصول بالإنسانيَّة إلى أرقى مدارج الكمال - حدَّثَنا الهَدْيُ النبويُّ الشريف أنَّ القارئ سيَرْقَى في الجنة حتَّى يُقال لقارئ القرآنِ والمرتِّل آياته، يُقال له يوم القيامة: ((اقْرَأ وارْقَ)).







القراءة إذًا هي المفتاح السِّحريُّ لميلاد الأديب والمفكِّر العبقري، والعالِم اللوذعي في كلِّ مَجال، ثم بعد القراءة والتفكير الناقد يُولَد الأديب والعالِم.





وفي مملكة العِلم والأدَب يَجب أن نُدرِك أن السَّيْر في حقل الأدب والعلم، وحَمْل رسالة القلَم ليس طريقًا مفروشًا بالورود، ولا تأتي الموهبةُ من العدم أو الفراغ، وإنَّما يتوفَّر للموهبة والنبوغِ عوامِلُ كثيرة، منها البيئة الاجتماعيَّة، والتعلُّم، والاجتهاد الشخصي، والمناخ الأدبيُّ والفكريُّ المحيطُ بالأديب أو العالِم.








ومِن خلال التنشئة الأوَّلية التي يَدخل فيها عامِل الوراثة، ثم التعليم والاجتهاد الشخصي، يتبَلْور التفرُّد والنُّبوغ الفردي، الذي يرتَكِز على التنْشِئة والبيئة الاجتماعيَّة، والقدرة الشخصية التي هي هبةٌ من الله تعالى؛ ليكون نَمُوذجًا مضيئًا ومُشِعًّا، وتُصقَلُ تلك الموهبة، أو العبقريَّة بالدَّرس والدُّربة والمِران، حتَّى تُؤتيَ عطاءها المتفرِّدَ والبديع.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.74 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]