أهمية العلم وفضله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سُنّة: النفث في الكف وقراءة المعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          آيات قرآنية تبين لنا واقعنا الأليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أخطاء بعض طلاب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          العلاقات العاطفية وأثرها على الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          صلاة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سنن الذهاب إلى المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حياةٌ مضاعفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أصحاب الأخدود وأصحاب غزة .. دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أخي المُعافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          النَّفَّاثَات في الْعُقَد.. وحقيقةُ السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2022, 06:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,497
الدولة : Egypt
افتراضي أهمية العلم وفضله

أهمية العلم وفضله
محمد بن حسن أبو عقيل



الخطبة الأولى
الحمدُ لله الذي علَّمَ بالقلم، علَّمَ الإنسانَ ما لم يعلم، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين أما بعدُ:
فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى والاجتهادِ في طلَب العلمِ ؛ ففي ذلك شرفٌ عظيمٌ، وأجرٌ كبيرٌ عند الله عز وجل قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].

وقد حثَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمتَه على طلب العلم، وبيَّنَ فضلَه وأهميتَه، فقال صلى الله عليه وسلم: « من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له مَن في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ »؛ [صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 3641].

عباد الله؛ إنَّ التحصيلَ العلميَّ أمرٌ مُهمٌّ، وإنَّ التعلمَ في الصغر يعودُ على الناشئةِ بنفعٍ عظيم، وكما يقال: "التَّعلُّمُ في الصغر كالنقش على الحجر"، ولقد وعَى الصحابةُ والتابعون وأصحابُ الحديث وغيرُهم أنَّ تعلمَ الصِّغارِ له كبيرُ الأثرِ في نُشوء الطِّفلِ العِلميِّ؛ حيث يجعلُه أقوى ثَباتًا وأرسخَ في الذاكرة مما يتعلَّمُه الإنسانُ وهو كبير، رُويَ أنَّ الحسنَ بنَ عليٍّ كان يقول لبنيه وبني أخيه: (يا بَنِي وبنِي أخي، إنكم صغارُ قومٍ يوشكُ أنْ تكونوا كبارَ آخرين، فتعلَّموا العلمَ، فمنْ لم يستطعْ منكم أنْ يرويَه، أو قال: يحفظَه فليكتبْه)؛ [المؤلف: شمس الدين أبو الخير محمد بن عبدالرحمن بن محمد السخاوي (المتوفى: 902هـ) المحقق: محمد عثمان الخشت، المقاصد الحسنة، الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة: الأولى، 1405 هـ - 1985م 1/ 421].

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ لِابْنِهِ: عَلَيْك بِكُلِّ نَوْعٍ مِنْ الْعِلْمِ فَخُذْ مِنْهُ، فَإِنَّ الْمَرْءَ عَدُوُّ مَا جَهِلَ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَكُونَ عَدُوَّ شَيْءٍ مِنْ الْعِلْمِ" الماوردي. [أدب الدنيا والدين، ص: 41].

وراح بعد ذلك الأدباءُ والكتَّابُ والحُكَماءُ والعُلماءُ ينصحون الأبناءَ ويوجهون الأطفالَ إلى النَّهل في فَترة الطفولةِ من العلم والمعرفةِ، فهذا أحمد شوقي يدعو مُربي الأمة ومصلحيها إلى الاهتمام بتعليم الأطفالِ والاعتناءِ بهم، لعلَّ جيلًا منهم يفعلُ العجبَ العُجاب؛ حيث يقول:
فَرُبَّ صَغيرِ قَومٍ عَلَّموهُ
سَما وَحَمى المُسَوَّمَةَ العِرابا
وَكانَ لِقَومِهِ نَفعًا وَفَخرًا
وَلَو تَرَكوهُ كانَ أَذىً وَعابا
فَعَلِّمْ ما اِستَطَعتَ لَعَلَّ جيلًا
سَيَأتي يُحدِثُ العَجَبَ العُجابا

[الشوقيات، دار الكتاب العربي، بيروت، 1 / 70].

وكان السلفُ الصالحُ رضي الله عنهم أولَ ما يهتمون به تجاه الطفل هو أن يعلموه القرآنَ الكريمَ والحديثَ الشريفَ، ثم بعد ذلك يعلمونَه بقيةَ العلوم، وكانوا يغرِسون في نُفوسِ أطفالِهم الأدبَ مع العلمِ؛ لأنَّهم يعرفونَ أنه: « ما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسنِ الخلقِ، وإنَّ صاحبَ حُسنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ »؛ [صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2003]، وكانوا رضيَ اللهُ عنهم يحرصون على ربْط العلمِ بالعمل، فالعلمُ شجرةٌ تثمرُ كلَّ خُلُقٍ جميلٍ وعملٍ صالحٍ ووصْفٍ محمودٍ، والعلمُ النافعُ يثمرُ الخشيةَ والتواضعَ وينفعُ صاحبَه في حياته ويفيدُه بعد مماته، ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، « إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له »؛ صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1631، فلا نجاةَ ولا سعادةَ في الدنيا والآخرة إلا بسلوك الطريق الذي رسمَه لنا، وأمرنا به محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وأولُ من يجبُ عليه سلوكُ الطريقِ المستقيمِ هم طلبةُ العلم والمتعلمون؛ قال علي بن عبد العزيز القاضي:
ولو أنَّ أهل العلم صانوه صانَهم
ولو عظَّموه في النُّفوس لَعُظِّمَا
ولكن أهانوه فهان ودنَّسوا
مُحيَّاه بالأطماع حتى تَجَهَّما

[ديوان القاضي الجرجاني] (127-128).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد كريم ملك بر رؤوف رحيم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا عباد الله، أُوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، ولنعلمْ أنَّ فضلَ العلمِ عظيمٌ وأجرَهُ كبيرٌ عند الله عز وجل، وهنا توجيهاتٌ يُذَكَّرُ بها طلبةُ العِلمِ لعلَّهم يأخذونَ بها؛ حتى يستفيدوا منها بإذن اللهِ تعالى في حياتهم ومنها:
1- حُسنُ النَّيةِ بأنْ يُحسِنَ الطالبُ النيةَ والقَصدَ في طلب العلم؛ بحيثُ يتعلَّمُ لإنقاذِ نفسِهِ من الجهل، ومعرفةِ الخيرِ والعملِ به، والابتعادِ عن الشر.

2- الجِدُّ في طلب العلمِ بأنْ يكونَ الطالبُ جادًّا في تَعلُّمِه، وذلك بالإصغاء إلى شَرْح المُعلِّمِ بجميع الحواسِ، وبسؤالِ المُعلمِ عما يُشكلُ على الطالب بعد الشرح في الموضوع الذي شُرحَ؛ وذلك بأدبٍ وحُسْنِ قصْدٍ وقد قيل مفتاحُ العلم شيئان: حُسْنُ السؤالِ وحُسْنُ الإصغاء.

3- الصَّبرُ على طلب العلمِ، فقد يكابدُ الطالبُ السَّهرَ ويحصلُ له من التَّعَبِ والإرهاقِ والمشقَّةِ الشيءُ الكثيرُ، فعليه أنْ يصبرَ ويستعينَ بالله تعالى ويحتسبَ الأجرَ والمثوبةَ من الله تعالى.

4- تقوى الله عز وجل وطاعتُه بفعل ما أمرَ واجتناب ما نهى قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة282].

5- حفظُ الأوقاتِ وتنظيمُها والاستفادةُ منها؛ فالطالبُ المُجِدُّ هو الذي يستغلُّ الأوقاتِ فيما ينفعُه في دراسته وعلمِه وعملِه.

6- الدعاءُ وذلك بأنْ يسألَ اللهَ تعالى العلمَ النافعَ والعملَ الصالح، قال تعالى: ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} ﴾ [طه114].

7- لا بُدَّ من تضافر الجُهودِ، والتعاونِ بين البيتِ والمدرسةِ من أجل نجاحِ العمليةِ التعليميةِ، فعلى المعلم أنْ يجتهدَ في عمله، وأنْ يكونَ قدوةً حسنةً لطلابه بأقوالِه وأفعالِه؛ وذلك بالحرص على إعطاءِ الطلابِ العلمَ النافعَ وتربيتَهم على العملِ الصالح ومراقبةِ اللهِ عزَّ وجل.

وعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله تعالى في أولادهم، وأن يحرصوا على متابعتِهم في دروسهم وحثِّهم على الجدِّ والاجتهادِ، والسؤالِ عن مستوياتهم وسُلوكهم في المدرسة، وأنْ يقوموا بتربيتِهم على الخير والصلاح، وإبعادِهم عن جلساءِ السوء، فكلكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيته، فاتقوا الله عبادَ الله وصلوا وسلموا على من بعثَه اللهُ رحمةً للعالمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين المهديين أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وارضَ عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، اللهم اجعلْ هذا البلدَ آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم وفِّق وليَّ أمرِنا لما تحب وترضى، وأعنه على البر والتقوى، وهيِّئْ له البطانةَ الصالحةَ يا رب العالمين، اللهم آتِ نفوسَنا تقواها وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم إنا نسألك الهدى والسداد، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، ربَّنا إنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلًا إن الله يعلم ما تفعلون، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.84 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]