خطبة: (اتقوا فراسة المؤمن) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2022, 06:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: (اتقوا فراسة المؤمن)

خطبة: (اتقوا فراسة المؤمن)
د. محمد جمعة الحلبوسي

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، أحمده سبحانه وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الكثيـر من الناس اليوم من تصيبهم الحيـرة في أمورهم، ولا يدري الواحد منهم ماذا يفعل، وكيف يتصرف؟!! لكن المؤمن الحقيقي المتمسك بكتاب الله تعالى، والسائر على منهج وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله سبحانه وتعالى يتفضَّل عليه ويعطيه نورًا في قلبه، فيستنير بهذا النور ويرفع ما عليه من ضباب، وما عليه من ستائر، فينكشف النور ويمشي على الدوام بنور الله في كل أحواله في هذه الحياة، فلا تصيبه الحيرة في أموره؛ لأنه بهذا النور يميز بين الحق والباطل، وبين الخير والشر.

هذا النور تفضَّل الله عز وجل به علينا كلنا من البداية، ولكن هذا النور أحيانًا تُغطيه الذنوب والعيوب، فلا يرى الإنسان به، ويُصبح كالأعمى الذي يتخبط في الدنيا.

فالمومن الذي يقبل على ربه بقلب صادق، ويلتزم بفرائضه، ويحفظ جوارحه من الحرام، ويكثر من السنن والنوافل، فلا شك أنه يشرق قلبه، وتتنور جوارحه، فيصبح يرى ما لا يراه الناس، ويسمع ما لا يسمعه الناس، كما قال القائل:
قُلوبُ العارفين لَها عُيونٌ
تَرى ما لا يَراهُ الناظِرونا
وَأَجنِحَةٌ تَطيرُ بغَيرِ ريشٍ
إِلى مَلَكوتِ رِبِّ العالِمينا


ولذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم على هـذا النـور، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ [الحجر: 75][1].

قال مجاهد في تفسيره لهذه الآية: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ، قال: للمتفرِّسين [2].

والفراسة هو النور الذي يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل، وبين الصادق والكاذب، وحقيقتها: أنّها خاطر يرد على القلب ينفي ما يضادّه، وهذه الفراسة على حسب قوَّة الإيمان، فمن كان أقوى إيمانا فهو أحدُّ فراسةً [3].

وَفِرَاسَةُ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم أَصْدَقُ الْفِرَاسَةِ، فهذا سيدنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه يقول: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه وَكُنْتُ رَأَيْتُ امْرَأَةً فِي الطَّرِيقِ تَأَمَّلْتُ مَحَاسِنَهَا، فَقَالَ عُثْمَانُ رضي الله عنه: يَدْخُلُ عَلَيَّ أَحَدُكُمْ وَأَثَرُ الزِّنَا ظَاهِرٌ فِي عَيْنَيْهِ، فَقُلْتُ: أَوَحْيٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: وَلَكِنْ تَبْصِرَةٌ وَبُرْهَانٌ وَفِرَاسَةٌ صَادِقَةٌ[4].

قال ابن مسعـود رضي الله عنه: أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: الْعَزِيزُ فِي يُوسُفَ، حَيْثُ قَالَ لِامْرَأَتِهِ:﴿ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا [يوسف: 21]، وَابْنَةُ شُعَيْبٍ حِيـنَ قَالَتْ لِأَبِيهَا فِي مُوسَى:﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ [القصص: 26]، وَأَبُو بَكْرٍ فِي عُمَرَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)؛ حَيْثُ اسْتَخْلَفَهُ[5].

ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله: "كَانَ أبو بكر الصِّدِّيقُ رضي الله عنه أَعْظَمَ الْأُمَّةِ فِرَاسَةً، وَبَعْدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَوَقَائِعُ فِرَاسَتِهِ مَشْهُورَةٌ، فَإِنَّهُ مَا قَالَ لِشَيْءٍ أَظُنُّهُ كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا قَالَ، وَيَكْفِي فِي فِرَاسَتِهِ: مُوَافَقَتُهُ رَبَّهُ فِي الْمَوَاضِعِ الْمَعْرُوفَةِ[6].

فالمؤمن الذي يلتزمُ بفِعْلِ الطاعات، ويخلص فيها كما يخلصُ في عمله الدنيوي، ويُتْقِنه ويبتعدُ عن أكل الحرام، ويجتنبُ المحرَّمات ظاهرَها وباطنَها، ويخافُ من الله تعالى - يكون مؤمنًا بحقٍّ، ويرى بنور الله عزَّ وجلَّ.

أسال الله تبارك وتعالى أن يرزُقنا هذه الأنوار العلية، وهذه الأسرار الخفية، وهذه الألطاف الربانية، وأن يجعلنا من أهل الفراسة النورانية، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فإن أكابر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم كانوا أصحاب فراسة بسبب نقاء سريرتهم، ولذلك عندما سئل أحد الصالحين واسمه شَاهُ الْكَرْمَانِيُّ بْنُ شُجَاعٍ رحمه الله، هذا الرجل الصالح كَانَ حَادَّ الْفِرَاسَةِ وَقَلَّمَا أَخْطَأَتْ فِرَاسَتُهُ، في ذات يوم سألوه فقالوا له: الذي يريد أن ينال الفراسة ماذا يفعل؟ ما الأمور التي إذا فعلها المؤمن لا تُخطئ فراسته؟


فقال رحمه الله: ((غُض البصر عن المحرمات، ومنع النفس عن معاصي الله، ودوام مراقبة الله بالقلب، والمداومة على أكل المطعم الحلال، والمداومة على المتابعة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، من عمل بهذه الخمس لَمْ تُخْطِئُ فِرَاسَتُهُ أبدًا)) [7].

فمن أراد أن يكون صاحب فراسة وأن يفرِّق بين الحق والباطل، وبين الخير والشر في الكثير من أموره - فعليه أن يغض بصرَه، ويمنع نفسه عن المحارم، ويراقب ربَّه في كل شيء، ويحرِص على لقمة الحلال، ومتابعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

[1] سنن الترمذي، أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، بَابٌ: وَمِنْ سُورَةِ الحِجْرِ: (5/ 149)، برقم (3127)، قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وساقه الهيثمي في المجمع من حديث أبي أمامة (10/ 268)، وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.

[2] جامع البيان للطبري: (17/ 120).

[3] مدارج السالكين، لابن القيم: (2/ 455).

[4] مدارج السالكين، لابن القيم: (2/ 455).

[5] المستدرك على الصحيحين للحاكم: (2/ 376) هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.

[6] مدارج السالكين، لابن القيم: (2/ 455).

[7] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: (10/ 237)، ومدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين: (2/ 454).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.36 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]