خطبة: القلب السليم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم بدران بن لحسن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما أصول التكريم السبعة للإنسان الأول آدم عليه السلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          متى يكرهك الطفل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كتاب “حضارة الإسلام” .. تشريح لروح الحضارة بعيون غربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          3 ألعاب لتعزيز تعليم القراءة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          نقد المنهج المعاصر في تضعيف الأحاديث الصحيحة: دراسة في مظاهر الخلل المنهجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ذكر الله سبب من أسباب مغفرة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          النهي عن إنزال الحاجة بالناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 473 - عددالزوار : 157629 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2022, 06:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,222
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: القلب السليم

خطبة: القلب السليم
مرشد الحيالي



الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، بيده قلوب العباد، يعلم بحكمته ما يعلم وما يراد، يهدي من يشاء من عباده إلى سبيل الرشاد، ويضل من عميت بصيرته إلى سوء المهاد، يذل من يشاء، ويعز من يشاء.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولا ند له ولا نظير، يعلم ما في نفوسهم ودخائل قلوبهم وإليه المصير، القلوب له مفضية، والسر عنده علانية، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أنقى الخلائق قلبًا، وأزكي البشرية نفسًا، صدره سليم، وقوله حكيم، وهو سخي حليم كريم، وعلى آله وأصحابه الكرام، وأتباعه أهل الدين والسلام، علِم الله ما في قلوبهم فأحبهم، وهداهم الصراط المستقيم واجتباهم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فأوصيكم عباد الله ونفسي الخاطئة المذنبة أولًا بتقوى الله، وأحثكم على طاعته، واتباع أمره ولزوم نهجه، فإن التقوى شعار من آمن واستغفر، ودثار من انتهى وازدجر.

أيها المسلمون:
قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]؛ لقد أخبرنا الله في كتابه أنه لن ينجو في الآخرة إلا من سلمت قلوبهم؛ فقال تعالى عن دعاء سيدنا إبراهيم - عليه السلام - أنه قال: ﴿ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 87 - 89].

وقد بين لنا الله -تبارك وتعالى- صفات القلب السليم؛ فقال -جلَّ وعلا -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الأنفال: 2، 3].

وفي الحديث عن النُّعْمَان بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « أَلا وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ».

عباد الله:
ولنا في رسول الله قدوة حسنة في سلامة القلب، ونقاوة النفس، وحسن السريرة، وصفاء النية، وإخلاص الدين، وقوة القلب وشجاعته، كيف لا وقد زكاه المولى في كتابه الكريم، ورفع قدره وأعلي شأنه؛ فقال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

عباد الله:
إن القلب السليم الذي به النجاة يوم القيامة، وفيه الخلاص يوم الندامة، هو القلب الخالي من شبهات الكفر وطرق الابتداع والنفاق، والسالم من شهوات الزيغ والضلالة والشقاق، إن أحب ففي الله، وان ابغض فبغضه في الله ولله، قد خلا قلبه من الحسد والغل والحقد، ومن الطمع والجشع والنكد، وقد جاء في الحديث عن أنسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: « ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار ».

وقد دلنا القران الكريم والسنة المطهرة أنَّ لسلامة القلب وعافيته وصحته ونوره - ومن ثم نجاته يوم القيامة من العذاب الأليم - جملةً من الأمور:
منها: صحة ما يتناوله من الأدوية النافعة، والأغذية المفيدة التي تزيده نورًا وإشراقًا، وحياة ونبراسًا، كقراءة القرآن وذكر الله، وحضور مجالس العلم وسماع الدروس، وبعده عن الأغذية الفاسدة التي تضره وربما تفسده، وقد بين الله ذلك في قوله: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 22].

فصاحب القلب الصحيح إذا سمع الأذان في المساجد سارع إلى تلبية النداء، وإن رأى محتاجًا أو فقيرًا سارع إلى مساعدته في السراء والضراء، يأنس بذكر الله وتوحيده، ويطمئن إلى تمجيد الله وتحميده، ويستوحش من ذكر غيره، ولا يلجأ في جميع الأمور إلا إليه، يمد يده إلى السماء يا رب ما لي سواك، أنت ربي ورب المستضعفين، لا تكلني إلى غيرك، ولا تسلمني إلى نفسي والشيطان فأهلك... ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].

أيها المؤمنون:
إن من علامات سلامة القلب: النشاط والخفة عند أداء الطاعات، والفرح والسرور عند القيام بها، بل ويجد في أداءها الحياة والنور، وسعة القلب والصدور، ويود أن لا يخرج منها إلى غيرها، وان لا يشتغل عما سواها، ومن أجل ذلك كان يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لبلال: « أرحنا بالصلاة »؛ لأنه يجد في الصلاة ما يزيل الهموم، ويقربه إلى علام الغيوب، ومزيل الغموم...

ومن أعظم علامات سلامة القلب وصحته: أنه تؤلمه جراح المعصية، وحرارة الذنب، وظلمة القلب، وتضيق عليه الدنيا بما رحبت إن وقع في ذنب، أو ارتكب خطيئة، أو نظر إلى محرم، وإن فاتته صلاة، أو سمع بجنازة فلم يدرك الصلاة عليها حزن على ذلك أشد الحزن، وتمنى الاستدراك والتعويض، وأنه كان صحيحًا ليس بمريض، بخلاف من مات قلبه، واستولت عليه الغفلة، وأحاطت به الظلمة، فإنه يستوحش من دروس العلم والوعظ، ويجد في الصلاة ثقلًا وقيودًا يود أن يتحرر منها، ويفك قيده منها، بخلاف ما إذا جلس في مجالس الغيبة والبهتان، وشرب النرجيلة والدخان، فإنه يأنس لذلك وينبسط مع ندماء السوء والعميان، ولو كان لساعات طوال، ولو امتد السهر إلى آخر الليل مع الموال...
مَن يَهُن يسهُل الهوانُ عليه
ما لجُرحٍ بميتٍ إيلامُ




فاتقوا اللهَ عباد الله، وتمسَّكوا بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واهتدوا بهديه، وخذوا من مِشكاته؛ تسعدوا في الدنيا وبعد الممات، ويثبْكم الله الدرجات العالية في الجنات..

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

الخطبة الثانية
بعد الثناء على الله، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم...

أيها المسلمون:
إن سعادة القلب واطمئنانه، ويقينه وثباته من أعظم أسباب، النجاة من عذاب الله وعقابه في الدنيا، وبعد الممات؛ قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

فاحرصوا - رحمكم الله - على سلامة قلوبكم وصحتها من الآفات، وعالجوها من جميع الإمراض والبليات؛ فإنَّ شقاء الإنسان وسعادته مرتبط بصحة القلب أو فساده؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه: 124].

وإياك – أيها المسلم - أن تظن أن السعادة والفرحة، والأنس والسرور بما لدى الإنسان من أموال وعقارات وأسواق وسيارات ومتاجر وعمارات، فلو ملك الإنسان كنوز الدنيا بأسرها، وتمتع بملذاتها وشهواتها، أو متع نظره بالنساء الجميلات، وسماع الأغاني والمغنيات، والقصور والحدائق والمتنزهات، وشرب وأكل وتلذذ بجميع المشروبات والمطعومات، ولم يذق حلاوة الإيمان وسر السعادة وعنوان المحبة فلن يجد الراحة والسرور، أو البهجة والحبور بل لن يجد للحياة طعمًا، ولا معنى أو رسمًا، نعم سيجد لذة جسدية، ومتعة بدنية، في الزنا وشرب الخمور، ومصاحبة الندماء، ولكنها متعة مؤقتة، ولذة عاجلة، ونشوة عابرة، يعقبها حرارة في القلب، وجحيم في الصدر، وقلق في الحياة، وتعاسة بين الخلق، ولنا فيمن جرب من العصاة في الغرب؛ فأنهم يفضِّلون الخلاص من حياتهم، وإنهاء أسباب وجودهم، إما عن طريق الانتحار بوسوسة الشيطان الرجيم، أو ما يسمى اليوم بالموت الرحيم وأحلاهما مرُ...

والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله....

وقد أفصح القران الكريم عن سر سعادة القلب وسروره، وفرحه بجنةٍ عاجلة، ونعيم أبدي، وسرور سرمدي فقال: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

إن من أعظم علاجات القلوب، ودواء النفوس تلاوة القرآن الكريم كلَّ يوم يتداوى به، ويستشفي به، ويتمعن فيه، ويتلوه بتدبر وإخلاصٍ؛ قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].

كذلك ذكرُ الله كثيرًا؛ قال تعالى: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، وأن يلهج اللسان بالذكر في اليقظة وقبل النوم بالسر والجهار، وفي الليل والنهار، فإن الذكر يسقي القلب محبة ونورًا، وعلمًا وضياء وسرورًا، وحياة وقوة وشجاعة، ورحمة وحياء وسماحة.

وأخيرًا الدعاء أن يثبت الله قلبك على الإيمان فما أكثر مثبطات القلوب، ومزعجات النفوس، ومحبطات الإعمال اليوم، فاحرص على حماية قلبك من رؤية النساء العاريات أشد من حرصك على حماية بدنك من الآفات، ومن الكلام الباطل أشد حرصًا من العدو الصائل، ومن الصاحب الشرير، أشد حرصًا من الجلوس مع نافخ الكير...

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك ومحبتك...






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.13 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]