|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المتابعة اليومية للشروح أجدى وأرسخ وأنجز أحمد الجوهري عبد الجواد أفكار وتجارب في طلب العلم: المتابعة اليومية للشروح أجدى وأرسخ وأنجز من أعظم الإفادات في حياتي العلميَّة: ما تلقَّيتُه - عمليًّا - عن بعض شيوخي - رفع الله قدره - فيما وضَعه لنظامه في الشرح، وأجاهدُ نفسي على أن يكون ديدنًا لي في حاضري ومستقبلي، وهو: المتابعة اليومية.. للشرح أو الإجازة. فالمتابعة اليومية إنجازٌ حقيقي لا يُقاس به غيره من المتابعات الأسبوعية أو نصف الشهرية، مما دأب المتأخِّرون على عمله حين يعقدون الدروسَ كلَّ أسبوع مرةً أو كل أسبوعين. ♦ حسابيًّا وجدتني أنتهي من تلقِّي شرح الرسالة للإمام الشافعي في أربعين يومًا (شهر وعشرة أيام)؛ بواقع درسٍ واحد يوميًّا، فيما كان يحتاج نفس الكتاب منا - على النظام الأسبوعيِّ - سنةً تقريبًا، وكثيرًا ما تتوقف شروحٌ ولا تنتهي؛ بسبب هذا الطول. المتابعةُ اليوميَّة للقراءة أو الشرح تجعلك أكثر استحضارًا، وأشدَّ استذكارًا، وأسرع إنجازًا، وأفضل مكنة. إن المتابعة اليوميَّة للدروس توفِّر منافعَ، وتنفي مضارَّ كثيرة: فمما توفِّره: ♦ حضور الذهن؛ فمع المتابعة اليومية يسهُل على الطالب أن يستذكر دروسه؛ حيث لا يبعد ذهنه عن درسه، ولا يغيب في يومه بهذه السرعة عن أمسه. ♦ تحفيز الهمة، وتنشيط العزم، واهتبال الفرص في إقبال النفس؛ فإن لكلِّ عملٍ شِرَّةً، ولكل شرة فترة، والمتابعةُ اليومية بين الشيخ وتلاميذه تضيِّق مسارب الشيطان نحو التعويق والتضييق، والتخييل والتخويف، والإملال. ♦ إنجاز المشروعات الكبيرة - مثل شرح الموسوعات العلميَّة الضخمة - في وقت قصير. ♦ الوقوف على أمور مفيدة في دراسة الكتاب المتابع فيه، لا تتيسَّر الإحاطةُ بها إلا بمثل هذه المتابعة؛ مِن فَرقٍ عساه يكون بين مراحل الكتاب أوله ووسطه وآخره، والتعرُّفِ إلى أسلوب الكاتب وقوَّته خلالها، والمقارنة بين آراء المؤلِّف في المسائل المتشابهة، ومدى اتساق فروعه مع أصوله، ومقارنة الكتاب مع غيره من الكتب السابقة عليه واللاحقة له، إلى غير ذلك من الأمور التي لا يمكن للباحث الوقوفُ عليها إلا من خلال هذه النظرة الملمة بالكتاب كلِّه في فترة قصيرة كهذه. وإلى جانب هذه المنافع التي توفرها المتابعة اليومية، هنالك مضارُّ تنفيها، ومن هذه المضارِّ المجرَّبة: ♦ التقطُّع؛ فقد عُهد أن الشرح الذي يطول زمانه تَعرِضُ له العوارض، فيتقطع أداؤه، فربما امتدَّ إلى ضعف زمنه أو أكثر. ♦ الانقطاع: فربما انقطع الشرح الذي يمتد لفترة طويلة نتيجة عارضٍ من العوارض. ♦ فتور الهمة؛ لأن النفوس مع طول الأمد تفقد حماسَها الذي كان في البدايات والمَطالع. ♦ فوات كثيرٍ من الفوائد التي ذكرناها قبلُ في الوقوف على المقارنات المتعدِّدة بين مراحل الكتاب، أو مقارنة الكتاب الحالي بكتابٍ سبقه، أو التعرف على المراحل العلمية لتطوُّر مؤلِّف، أو مذهب، أو طريقة، وغير ذلك من الفوائد. هذه بعض المنافع التي توفِّرها هذه الطريقة الطيبة، وبعض المضارِّ التي تجنِّبنا إياها، والطالبُ يقف بنفسه عليها، ويستفيد غيرها إن شاء الله. فمَن جرَّب عرَف واغترف.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |