حلاوة الإيمان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         علاج صداع الجيوب الأنفية: أهم الطرق المنزلية والطبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الحساسية عند الأطفال: كل ما تحتاج معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فوائد البابايا الخضراء: غذاء خارق لصحتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          قصور الغدة الدرقية في المملكة العربية السعودية: بين نقص التشخيص وضرورة التوعية الصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فحص tsh: الفحص الأهم لقياس نشاط وصحة الغدة الدرقية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كم ساعة نوم يحتاج طفلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أطعمة تسبب حصى الكلى: قلل من تناولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علاج القلق بالأعشاب: ودّع القلق بطرق طبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فاكهة التنين: شكل غريب وفوائد لا تصدق! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          عدد ساعات النوم المناسبة لكل عمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-11-2021, 08:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,507
الدولة : Egypt
افتراضي حلاوة الإيمان

حلاوة الإيمان
د. محمود بن أحمد الدوسري



إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أمَّا بعد:
فتتجلَّى سعادةُ المؤمن في الدنيا ونجاتُه في الآخرة؛ بما يحظى به من حلاوة الإيمان، وبما تتحقَّق به نفسُه من بذلٍ في مرضاة الله تعالى، واستغناءٍ عن الناس، وبما يظهر على سلوكه من أخلاقٍ حَسَنة، وأفعالٍ مَرْضِيَّة، عند ذلك يحظى بسعادةٍ لا يعرف حقيقتَها إلَّا مَنْ تذوَّقَ حلاوةَ الإيمان والإسلام، وطَعِمَ طَعْمَ الإِيمَانِ والإسلام، وأشرقَ قلبُه بنور الإيمان والإسلام، فتُشْرِق معه جميعُ الأعضاء والجوارح.

وهناك نفوسٌ اطمأنت بالإيمان، وخالَطَتْ بشاشتُه قلوبَهم حتى ذاقوا حلاوتَه وطعمَه، وهؤلاء هم أصحاب النفوس المطمئنة التي تَرَقَّتْ بالتزكية إلى أعلى مراتب الإيمان، وفي ذلك يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»؛ رواه البخاري ومسلم.

وفي رواية: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ وَطَعْمَهُ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ فِي اللَّهِ، وَأَنْ يُبْغِضَ فِي اللَّهِ، وَأَنْ تُوقَدَ نَارٌ عَظِيمَةٌ فَيَقَعَ فِيهَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا»؛ صحيح - رواه النسائي. وفي رواية: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الإِسْلَامِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ»؛ صحيح - رواه النسائي.

فلا يَجِدُ العبدُ حلاوةَ الإيمان، بل لا يذوقُ طَعْمَه، إلَّا مَنْ كان اللهُ ورسولُه أحَبَّ إليه مِمَّا سِواهما؛ كما قال ابن تيمية رحمه الله: (فلَا يَجِدُ أَحَدٌ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ إلَّا بِهَذِهِ المَحَبَّات الثَّلَاثِ: أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ سِوَاهُمَا، وَهَذَا مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ الْمَفْرُوضَةِ الَّتِي لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مُؤْمِنًا بِدُونِهَا. الثَّانِي: أَنْ يُحِبَّ الْعَبْدَ لَا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وَهَذَا مِنْ لَوَازِمِ الْأَوَّلِ. والثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ إلْقَاؤُهُ فِي النَّارِ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ الرُّجُوعِ إلَى الْكُفْرِ. وَكَذَلِكَ التَّائِبُ مِنْ الذُّنُوبِ: مِنْ أَقْوَى عَلَامَاتِ صِدْقِهِ فِي التَّوْبَةِ هَذِهِ الْخِصَالُ؛ مَحَبَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَحَبَّةُ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِ).


وقد توعَّدَ اللهُ بالوعيد الشَّديد مَنْ كَانَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ؛ كما في قوله سبحانه: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]، فينبغي أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ أَحَبَّ إلَى الْمُؤْمِنِ مِنْ الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْمَسَاكِنِ وَالْمَتَاجِرِ وَالْأَصْحَابِ وَالْإِخْوَانِ، وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا حَقًّا.

عباد الله، إنَّ حلاوةَ الإيمانِ والإسلامِ لا تَتَأَتَّى إلَّا بثلاثِ خِصَالٍ:
الأُولى: محبَّةُ اللهِ تعالى ورسولِه صلى الله عليه وسلم أكثرَ من كُلِّ مَخْلوق، فمَنْ جاهد نفسَه لِيَظْفَرَ بهذه المحبة، وأخرج من قلبه توغُّلَ الدنيا والتَّعَلُّقَ بها؛ فإنَّ اللهَ سبحانه سَيُكرمه بتذوُّقِ حلاوةِ الإيمان والإسلام حتى تطمئنَّ بهما نفسُه، وتُصبح تلك المحبةُ مَلَكَةً وثمرةً تملأُ قلبَه.

والثانية: أنْ يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلَّا لله، وهذه الخَصْلَةُ تنبثق عن الخَصْلَةِ الأُولى، فمَنْ كان قلبُه عامرًا بِحُبِّ الله ورسوله؛ فإنه سيحبُّ الصالحين، ويتشوَّق لمُجالستهم؛ لأن القلب يميل إلى ما يُحِبُّ، ويتعلَّق بما يهوى.

والثالثة: كراهيةُ الكفرِ وأهلِه، فما دام القلبُ مشغولًا بِحُبِّ الله ورسوله؛ فلا يمكن أنْ يدخله حُبُّ أعداء الله، أو الميلُ إليهم، أو محبَّةُ شيءٍ من المعاصي، وكراهتُه لذلك أشدُّ من كراهته للقتل، أو الحرق في النار.

الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أخي الكريم، هل ذُقْتَ حلاوةَ الإيمان؟ فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا»؛ رواه مسلم. وعن الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال: «دَخَلْتُ عَلَى أبي وَهُوَ مَرِيضٌ أَتَخَايَلُ فِيهِ الْمَوْتَ؛ فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهْ! أَوْصِنِي وَاجْتَهِدْ لِي، فَقَالَ: أَجْلِسُونِي، فَلَمَّا أَجْلَسُوهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ! إِنَّكَ لَنْ تَطْعَمَ طَعْمَ الإِيمَانِ، وَلَمْ تَبْلُغْ حَقَّ حَقِيقَةِ الْعِلْمِ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قُلْتُ: يَا أَبَتَاهْ! فَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ مَا خَيْرُ الْقَدَرِ وَشَرُّهُ؟ قَالَ: تَعَلَّمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ»؛ صحيح - رواه أحمد. فمَنْ صَحَّ إيمانُه، واطمأنَّتْ نفسُه؛ خَلَصَتْ حلاوةُ الإيمان إلى قلبه، وتَذَوَّقَ لذَّتَه، وتحقَّق بالعبودية الصادقة لربِّه سبحانه.

عباد الله، ومن أعظم الأمور التي تُضْعِفُ الإيمانَ، وتُذهِبُ حلاوتَه: اقترافُ الذنوبِ والمعاصي؛ فقد سُئِل وُهَيبُ بنُ الوَرْد: هل يَجِدُ طَعْمَ الإيمان مَنْ يَعصِي اللهَ تعالى؟ فأجاب رحمه الله: (لا، ولا مَنْ هَمَّ بالمعصية). وقال ذو النُّون: (كما لا يَجِدُ الجسدُ لذَّةَ الطَّعامِ عندَ سَقَمِه، كذلك لا يَجِدُ القلبُ حلاوةَ العبادةِ مع الذُّنوب).

وإذا كان أهل المعاصي يجدون أُنسَهم بانشغالهم بالدنيا وتعلُّقهم بشهواتها، فإنَّ أصحاب النفوس المطمئنة لا يشغلهم شاغلٌ عن محبَّةِ اللهِ ورسوله، والإقبالِ على الله تعالى بصدق، فالإيمانُ حينما يستقر في القلب يشعر المؤمن بِقِيمَتِه، ويتذوَّق حلاوتَه، فلا يبقى مُجَرَّدَ كلماتٍ يرددها اللسان، وإنما يتحول إلى سلوكٍ مُثْمِرٍ، ومناجاةٍ خاشعةٍ لله سبحانه، ومحبَّةٍ صادقةٍ تُخالِطُ شَغافَ القلب.

وعبَّرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» صحيح - رواه أحمد والنسائي. أي: إنه صلى الله عليه وسلم تقر عينُه، وتغمره الفرحةُ والبهجةُ، والسَّكينةُ والطُّمأنينةُ عندما يُناجي ربَّه في صلاته؛ لأنَّ الصلاة صِلَةٌ بالله سبحانه، وحُضورٌ بين يديه، فكيف لا تقر بها عين المُحِب؟

والنفس لا تجد أُنْسَها إلَّا في طاعة الله تعالى، عندها تتذوق حلاوةَ الإيمان، وحلاوةَ تلك الطاعة، فلا تتحوَّل عنها؛ وفي ذلك يقول ابنُ حزمٍ رحمه الله: (لَيْسَ بَين الْفَضَائِلِ والرَّذائلِ، وَلَا بَين الطَّاعَاتِ والمعاصي، إِلَّا نِفَارُ النَّفسِ وأُنْسُها فَقَط؛ فالسَّعِيدُ مَنْ أَنِسَتْ نَفسُه بالفضائل والطاعات، ونَفَرَتْ من الرَّذائل والمعاصي، والشَّقِيُّ مَنْ أَنِسَتْ نَفسُه بالرَّذائل والمعاصي، ونَفَرَتْ من الْفَضَائِل والطاعات).

وها هو ابنُ القيِّمِ رحمه الله يَصِفُ ما يناله المؤمن من لذة حلاوةِ الإيمان، فيقول: (إِنَّهُ لَا نَعِيمَ لَهُ وَلَا لَذَّةَ، وَلَا ابْتِهَاجَ، وَلَا كَمَالَ، إِلَّا بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ وَمَحَبَّتِهِ، وَالطُّمَأْنِينَةِ بِذِكْرِهِ، وَالْفَرَحِ وَالِابْتِهَاجِ بِقُرْبِهِ، وَالشَّوْقِ إِلَى لِقَائِهِ، فَهَذِهِ جَنَّتُهُ الْعَاجِلَةُ، كَمَا أَنَّهُ لَا نَعِيمَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا فَوْزَ إِلَّا بِجِوَارِهِ فِي دَارِ النَّعِيمِ فِي الْجَنَّةِ الْآجِلَةِ، فَلَهُ جَنَّتَانِ، لَا يَدْخُلُ الثَّانِيَةَ مِنْهُمَا إِنْ لَمْ يَدْخُلِ الْأُولَى.


وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - يَقُولُ: إِنَّ فِي الدُّنْيَا جَنَّةً مَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةَ الْآخِرَةِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: إِنَّهُ لَيَمُرُّ بِالْقَلْبِ أَوْقَاتٌ، أَقُولُ: إِنْ كَانَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي مِثْلِ هَذَا، إِنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ طَيِّبٍ. وَقَالَ بَعْضُ الْمُحِبِّينَ: مَسَاكِينُ أَهْلِ الدُّنْيَا خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا ذَاقُوا أَطْيَبَ مَا فِيهَا، قَالُوا: وَمَا أَطْيَبُ مَا فِيهَا؟ قَالَ: مَحَبَّةُ اللَّهِ، وَالْأُنْسُ بِهِ، وَالشَّوْقُ إِلَى لِقَائِهِ، وَالْإِقْبَالُ عَلَيْهِ، وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهُ).

ومن ثمرات تزكية النفس: أنْ يَتَذَّوق العبدُ حلاوةَ الإيمان؛ كما قال ابنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله: (إِذَا لَمْ تَجِدْ لِلْعَمَلِ حَلَاوَةً فِي قَلْبِكَ وَانْشِرَاحًا، فَاتَّهِمْهُ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ تَعَالَى شَكُورٌ. يَعْنِي أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يُثِيبَ الْعَامِلَ عَلَى عَمَلِهِ فِي الدُّنْيَا مِنْ حَلَاوَةٍ يَجِدُهَا فِي قَلْبِهِ، وَقُوَّةِ انْشِرَاحٍ وَقُرَّةِ عَيْنٍ، فَحَيْثُ لَمْ يَجِدْ ذَلِكَ فَعَمَلُهُ مَدْخُولٌ).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.08 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]