خطبة: "خلق الوفاء والدفاع عن بلاد الحرمين" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم بدران بن لحسن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ما أصول التكريم السبعة للإنسان الأول آدم عليه السلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          متى يكرهك الطفل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كتاب “حضارة الإسلام” .. تشريح لروح الحضارة بعيون غربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          3 ألعاب لتعزيز تعليم القراءة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          نقد المنهج المعاصر في تضعيف الأحاديث الصحيحة: دراسة في مظاهر الخلل المنهجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ذكر الله سبب من أسباب مغفرة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          النهي عن إنزال الحاجة بالناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 473 - عددالزوار : 157600 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-11-2021, 05:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,222
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: "خلق الوفاء والدفاع عن بلاد الحرمين"

خطبة: "خلق الوفاء والدفاع عن بلاد الحرمين"
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر




الحمد لله، له الحمد كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، واعلموا أن من مبادئ الإسلام وقيمة العظيمة في التعامل والأخلاق مبدأ: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، وذلك بمبادلة أهلِ الفضل بالفضل، ومقابلة الجميل بالأجمل، فالمسلم لا ينسى أهلَ الفضل عليه، ومن أسدى إليه معروفًا يذكر إحسانهم، ويشكر جميلهم، ويقدِّر عطاءهم، كما لا ينسى - في زحمة الحياة وصخب أحداثها - مَنْ جمعتهم به علاقةُ وُدٍّ ورحمة، وسابِقُ عِشْرَة، ولو شابَها يومًا خلافٌ أو شحناءُ، ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم ﴾ [البقرة: 237]، وقال الإمام الشافعي رحمه الله: الحر من راعى وِدَاد لحظة، وانتمى لمن أفاده لفظة، فمراعاة هذه الصفات مما ينال به المرء المنازل الشريفة والمراتب العالية والذكر الحميد بين الناس؛ لما اشتملت عليه من الوفاء والعدل والإنصاف والتواضع.



ورسولنا الأكرم سيد أهل الوفاء، علمنا أجمل معاني الوفاء والإحسان، فقد اعترف بفضل زوجه خديجة بنت خويلد، وكان يُكثر من ذِكْرها وشكرها، بعد مماتها، ويقول: "إنها كانت وكانت"، وربما ذبح الشاة ثم يقطِّعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر اللهَ من لا يشكر الناسَ"، وهذا تأكيد على هذا الخلق الجميل، و"كان صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ ويُثِيبُ عَلَيْهَاأي: يُكافِئُ مَن أعطاهُ بهَديَّةٍ مِثلَها أو خَيرًا منها مِن بابِ ردِّ الحُسْنى بأحسَنَ منها أو مِثلِها.



وصُوَر ردِّ الجميل بالأقوال والأفعال والمشاعر، تتجلى في مظاهر عدة في بذل السلام ورده: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86]، فإذا ردَّ المسلمُ التحيةَ بمثلها أو أحسن منها، والمعروفَ بمثله، أو أحسنَ منه، والكلمةَ الطيبةَ بمثلها أو أحسنَ منها، والهديةَ بمثلها أو أحسنَ منها، صَفَتْ القلوب وقويت الروابط، وتعمقت العلاقات.



وإن محمد بن واسع رحمه الله يقول: لا يبلغ العبد مقام الإحسان حتى يحسن إلى كل مَن صحبه ولو لساعة، وكان إذا باع شاة يوصي بها المشتري، ويقول: قد كان لها معنا صحبة!





ومكافأة أهل الإحسان والفضل بالاعترافُ بفضلهم، وشكرهم، فالوفاءُ بالعهد من حُسْن الإيمان، استقبل صلى الله عليه وسلم عجوزًا بحفاوة وترحيب، فلما خرجت سألته عائشةُ رضي الله عنها، فقال: "يا عائشة، إنها كانت تأتينا زمانَ خديجة، وإن حُسْن العهدِ من الإيمان"، قال النووي: في هذا دلالة على حسن العهد، وحفظ الود، ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حيًّا وميتًا، وإكرام معارف ذلك الصاحب.



وصُوَرَ مكافأةِ أولي الفضل بما يستطيعه المسلم؛ بالكلمة الطيبة، والدعاء له بالخير، وطلاقة الوجه، وبشاشة النفس، والهدية "لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ)؛ رواه أبو داود، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ)؛ رواه الترمذي.



وفي حياة المسلم فئاتٌ من ذوي الفضل معروفُهم قائمٌ، وفضلهم دائم، وأعظمهم فضلًا وحقًّا رسولُ الأمة صلى الله عليه وسلم، الذي أخرجنا اللهُ به من الظلمات إلى النور، فمن الوفاء له: محبته وطاعته ونصرته والدفاع عنه والصلاة والسلام عليه.



ومن أكثر الناس فضلًا على الإنسان الوالدانِ اللذانِ أَحْسَنَا إليه وربَّيَاه صغيرًا: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14].



والطلاب والتلاميذ عليهم واجب الوفاء لمعلمهم ومشايخهم بالدعاء لهم لفضلهم عليهم، فقد دعا الإمام أبو حنفية لشيخه حماد، ودعا أبو يوسف لشيخه أبي حنيفة، قال الإمام أحمد بن حنبل: ما بِتُّ منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي وأستغفر له.



والزوجانِ بينهما معروف مترادِف، وجميل متقابِل، أسدى كلُّ واحد منهما للآخَر زهرةَ حياته، وثمرةَ فؤاده، فَحِفْظُ العهدِ وَحُسْنُ العشرةِ والتغافلُ عن الزلات من رَدِّ الجميلِ، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يَفْرَكُ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر".



وهكذا مع الأبناء والأصدقاء والزملاء في العمل في الإغضاء عن الزلات والهفوات، وكما قال الأول:




ومن لا يُغمض عينهُ عن صديقهِ

وعنْ بعضِ ما فيه يَمتْ وهوَ عاتِبُ


ومن يتتبَّع جاهدًا كلَّ عثرَة

يجدْها ولا يسلم له الدّهرَ صاحبُ






ومن أجل الوفاء ومقابلة الإحسان محبة ولاة الأمر الذين ولَّاهم الله تعالى أمر عباده، فكانوا رحماءَ بخلقه، محسنين إليهم، عاملين بمصالحهم ونفعهم، وذلك بالدعاء لهم بالصلاح والمعافاة، والسمع والطاعة في المعروف؛ يقول صلى الله عليه وسلم: "خيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الذينَ تُحِبُّونهُم ويُحبُّونكُم، وتُصَلُّونَ علَيْهِم ويُصَلُّونَ علَيْكُمْ، وشِرَارُ أَئمَّتِكُم الذينَ تُبْغِضُونَهُم ويُبْغِضُونَكُمْ، وتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، قَالَ: قُلْنا: يَا رسُول اللَّهِ، أَفَلا نُنابِذُهُمْ؟ قالَ: لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصلاةَ، لا، مَا أَقَامُوا فيكُمُ الصلاةرواه مسلم.



بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.





الخطبة الثانية


الحمد لله وكفى وسمع الله من دعا، وبعد، فاتقوا الله عباد الله، وليس يخفى ما يكيده أعداء الإسلام والمسلمين من مكائد ومؤامرات، ومن ذلكم الهجمات الإرهابية التي يقوم بها الحوثية عملاء إيران ضد المملكة العربية السعودية، وهي عمل مأزوم، يُنبئ عن جهل وطيش وتيه، وهذا الفكر الصفوي وأذنابه يسعى لخدمة أجندة تصدير الثورات والتشيع، ونحن واثقون بحول الله أن فكرهم يتوارى، وضلالهم يتهاوى، فمن أراد تقويض أمن بلاد التوحيد والحرمين الشريفين، وزعزعة استقرارها، فلن يحقق أهدافه، ولن يروم مراده، وسيبوء بالخسران المبين، فمن حارب الله حُرب.



رب اجعل هذا البلدَ آمنًا مطمئنًّا وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم مَنْ أرادنا وأراد هذه البلاد أو أراد بلاد المسلمين بسوء فاشْغَله بنفسه، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم انصر جنودنا المرابطين على الثغور، اللهم كن لهم مؤيدًا ونصيرًا وظهيرًا، وانصُرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.66 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]