الشخصيه العربيه الانفصاميه ..

[نسمة الايمان]

ربما البعض سيثيره العنوان ولن يعترف بالحقيقه المره اننا نعيش حاله انفصاميه خطيره وان لم نحاول تتدارك الخلل جأت الاجيال القادمه على أثرنا تعاني من الخلل ذاته ..ولربما أعراض المرض أو الظاهره المرضيه أن شئتم تسميتها ..عند البعض غير ظاهره ..ذاك للتمويه والكذب الذي عيش نفسه في شرنقته حتى أدمن عليه ..فلم يعد يشعر بوخزه وألمه ..والبعض الاخر ما زال فيه رمق الاحساس ..فتراه يعاني من وطأته حتى أوصله للأنين المستمر والشكوى التي لا تنقطع..

ولربما طالب البعض بما يثبت حقيقة وجود هذه الظاهره المرضيه في الشخصيه العربيه وحتى الاسلاميه منها ,فكيف يعقل لخلف الرجال العظام وحملة الرساله الاسلاميه يعيشون حاله من الانفصام ..بالحقيقه حالة الفخر والمباهاة المفرطه بالماضي وما صنعه الاجداد من تأريخ عظيم بأيديهم وكفاحهم ولم يرثوه أ ولم يقفوا على ما ورثوه من الحضارات ..هذا الاتكال على الماضي من غيران نقدم شيء للحاضر او ندخر ما ينفع للمستقبل ..هو هذا الذي جعل المرض يستشري في جسد الامه العليل..حتى كاد ن يهوي بها في هوة النسيان ..ولولا ان الله تعالى اراد بها خير وجعل بقائها وبقاء لغتها سبب من اسباب حفظ القرأن لهلكت واندثر رسمها واصبحت من الامم البائده..

وسنأ تي أخوتي على مظاهر هذه الظاهره ..لعلنا بتشخيص الاسباب نصل الى العلاج..
حقيقة..اخوتي ..نحن نعيش في أزدواجيه في الشخصيه ! فمن منا لا يوجد تحت جلده انسان له مايرغب ويحب وما يكره ولكن هذا الانسان عادة.. يختفي او لا يظهر من سماته ألآ القليل أذ ما ظهر للشارع ..وصار بين الحشود ..أننا بشكل ألي نغير الوجوه ونرتدي الاقنعه ..فنغير القناعات ونبدل جلودنا لنلبس جلود غيرنا بعدما فرضت علينا قناعات الاخرين ..في الدائره أو المدرسه أو السوق أو أينما كنا في هذا العالم الواسع..نحن نمارس لعبة الاخفاء التي لعبناها في الصغر ولعبها معنا الكبار التي تتلمذنا على أيديهم !! نحن نحاول دائماً ألا يعثر علينا الاخرين ..نختفي وراء الالقاب المسميات ,الكراسي ..والمناصب والشعارات وهتافات لاتسمن من جوع ولا تغني .والكل مشترك باللعبه ..الرئيس والمروؤس ..الفقير والغني الاعلى والادنى ..الشعب والزعيم ..الحاكم والمحكوم..أوليس الحكام منا أبناء مجتمعهم ..وكما تكونوا يولى عليكم ..حكمه أزليه ..معناها حاضر فينا تشهد ما نراه اليوم من تشابه الحاكم والمحكوم له بالصحه والحق ..

واسباب المرض موجوده في كل المراحل التي نمر بها منذ الصغر الى الهرم..وسناتي بالذكر عليها بالتسلسل..فاول مكان تُربى فيه شخصيتنا الانفصاميه ..مرتع الطفوله ومدارج الصبا ..البيت..
فالام والاب ومن يعيش معك حينها تقع على عاتقهم وضع لبنات المرض الاولى ..فالقهر الذي يعيشه البعض منا وقمع الرغبات البريئه والطبيعيه ثم أجبارك على تمثيل دور الراضي بالحرمان و المعترف بجميل العوز لما ترغب اول الخطوات لرسم خطوط هذه الشخصيه المتعثره ..
كما في البيت نتعلم أول مظاهر الكذب ولعبة الاخفاء ..فهناك من الاسر من تتظاهر أمام الناس بغير حقيقتها ..فقد يكون وراء الغنى والترف الفاحش ديون ومشاكل أقتصاديه لاحصر لها ..

وهناك من الاسر فظلت البقاء تحت سقف واحد أجساد بغير أرواح..أشباح ليس لها من العلاقه الاسريه ,ألآ المكان والزمان الواحد..وهي تتظاهر بالسعاده والانسجام أمام الناس وفضائح الخيانات الخفيه تزكم الانوف من عبقها النتن..
وحتى شخصية الابوين هي ايظاً تؤثر بنا ..فكم من الاباء تظاهر وعلم أولاده هذا المرض ..بغير حقيقته فللحياة العامه ثوب وللأخرى الخاصه ثوب مهلل بالي..فمن يبالي أذ القضيه هي الفشخره والتباهي!!
ومرتع أخر يقدم له الواحد منا بعد ان أوهل له ..المدرسه..ماذا هناك في هذا المجتمع المصغر الذي من أهدافه تأهيلنا للمجتمع الاكبر..؟! تعالى لترى مافيه !!

المناهج التعليميه التي هي من أخطر الاسباب الي تربي فينا الشخصيه الانفصاميه ..المناهج تتكلم عن شعارات الحزب الحاكم او من يحكم من الناس نعم انها شعارات ُيحشى فيها رأس التلميذ الفارغ كما حشيت بها الاوراق الفارغه ا لبيضاء من قبل ..وأين هذا الكلام عن العداله وعلى أرضنا لا يوزع سوى الظلم بالتساوي ؟! وأين الحريه والسجون أكثر من المباني والدور.. ومساجين الكلمه الحره أكثر من مساجين الجنح والجرائم؟! وأين الديمقراطيه والمرشح واحد والفائز ثابت منذ عقود؟! وأين الرفاهيه والتقدم العلمي الذي نوعد به منذ قرون ولم يفز فينا ألأ الحراميه الصغار والكبار؟! ولم يتقدم في ديارنا ألأ مستويات التخلف والجهل والفقر..؟! وتتحدث مناهجنا عن القوميه والوحده الوطنيه ولا يرى التلميذ في واقعه سوى المذابح الطائفيه والحروب الاهليه ولايسمع ألأ عواء الانفصاليه..عن الوطن الكبير ..

ومناهجنا تدعوا الى الاسلام الذي يعلن عنه في بعض البلدان أنه الدين الرسمي للبلاد ..نعم انه الدين الرسمي للبلاد في المحاكم والمعاملات الشرعيه ولكن ليس لحكم العباد ..
وبعد المدرسه ..يتخرج الواحد منا بشخصيتين أو أكثر وهاهو الان مستعد للمجتمع الذي سيكمل ما علوا كذب ونفاق ..ففي العمل ليس انت من يعمل وينفذ ما يراه بأبداعه وخلقه نافع ومفيد للناس ..بل ما يريده رئيسه حتى ولو كان الاخير يرى ما لاتراه من نفع يعم البلد فمن أنت لتعترض على من يسانده نسبه وجاه ابيه او عشيرته التي تأويه..أو حزبه ..؟!..وانت تذهب لتنتخب ليس من تقتنع بأهليته للمنصب المرشح له بل من هو أولى لك بالقرابه أو المنفعه ..وهكذا الحال دائماً ..نحن نتظاهر بغير مانحن عليه ..وحتى بخيارات شريك العمر..فمن يختار ماهو مقتنع فيه ..فقناعات الاخرين كالفايروس ..تخرب عليك ما خططت له لحياتك ...فمن منا من لم يؤثر به رأي الاهل حتى وان كانوا أقل منا ثقافه ووعي وحتى ألتزام ديني ..فلا الملتزم أو الملتزمه أختار من يماثله بالالتزام ولا المثقف أختار من ينسجم معها بالوعي والادراك..والكل حجته القسمه والنصيب !! ولكن بالحقيقه ..نحن نعيش الشخصيه الازدواجيه التي ُربت فينا كما تربى عليها ممن قبلنا ..

أما علاجها فهو ان نكون نحن ما نريد. وتربية ابنائنا على يكونوا أحرار يعرفون مايريدون ويصلون اليه...لعل لعبة الاخفاء تبقى حصراً عند ملاعب الصبا ولا تبقى معنا حتى نهرم..

منقول