الطهارة والتجمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141688 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2021, 04:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي الطهارة والتجمل

الطهارة والتجمل
محمد بن حسن أبو عقيل



الخطبة الأولى
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا عباد الله، أُوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، ولنعلم أنَّ الإسلامَ قد اعتنى بالطهارةِ والنظافةِ والتَّجمُّل؛ حيث قال اللهُ تبارك وتعالى لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مستهلِّ دَعوتِه: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 4]، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ)[1]، وبيَّنَ اللهُ تعالى محبتَه للمتطهرين فقال سبحانه:﴿ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ[البقرة: 222] وقال سبحانه: ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108].وفي قوله تعالى: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ يقول السعدي – رحمه الله في تفسيره: " يُحتملُ أنَّ المرادَ بثيابه، أعمالُه كلُّها، وبتطهيرها تخْليصُها والنُّصحُ بها، وإيقاعُها على أكمل الوُجوه، وتنقيتُها عن المبطلات والمفسدات، والمُنقِّصات من شرك ورياء، [ونفاق]، وعُجْبٍ، وتكبُّرٍ، وغَفلْةٍ، وغيرِ ذلك، مما يُؤمَرُ العبدُ باجتنابه في عباداته، ويدخُلُ في ذلك تطهيرُ الثيابِ من النجاسة، فإنَّ ذلك من تمام التَّطهيرِ للأعمال خُصوصا في الصلاة، التي قال كثيرٌ من العلماء: إنَّ إزالةَ النَّجاسةِ عنها شرْط ٌمن شروط الصلاة، ويُحتملُ أنَّ المرادَ بثيابه، الثيابُ المعروفةُ، وأنه مأمورٌ بتطهيرها عن [جميع] النجاساتِ، في جميع الأوقاتِ، خُصوصا في الدخول في الصلوات، وإذا كان مأمورا بتطهير الظاهرِ، فإنَّ طهارةَ الظاهر من تمام طهارةِ الباطن"[2].

والطَّهارةُ تُطلَقُ على معنيينِ:
أحدُهما: زَوالُ الخَبَثِ وهو النَّجاسةُ، والمقصودُ منه: طهارةُ البَدَنِ والثَّوبِ والمكانِ، والثَّاني: رفْعُ الحدَثِ (والمقصودُ منه: الطَّهارةُ بالوُضوءِ، والغُسلِ)، أيها المسلمون: وهناك تلازمٌ بين شرعِ اللهِ اللباسَ للسِّترِ والزينةِ وبين تقوى اللهِ في النُّفوس فكلاهما لباس، فالتقوى لباسٌ يَستُرُ عوراتِ القلوبِ ويُزيّنُها، والثيابُ تَسترُ عوراتِ الجسمِ وتزيّنُه، ولقد امتنَّ اللهُ على بني آدم كلِّهم بلبْسِ الزِّينةِ حين قال عزَّ وجل: ﴿ يَـابَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوارِى سَوْءتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف:26]؛ أي: "ذلك خيرٌ من اللباسِ الحِسِّي، فإنَّ لباسَ التقوى يَستمِرُّ مع العبد، ولا يَبلى ولا يَبيد، وهو جمالُ القلبِ والرُّوح"[3]، ومن أجل هذا فإنَّ الإسلامَ حريصٌ على أخذ أبنائه بنظافةِ الحِسِّ مع نظافةِ النَّفْسِ، وصفاءِ القلبِ مع نقاءِ البَدَن، وسلامةِ الصَّدْرِ مع سلامةِ الجسَد، فالله يُحِبُّ التوابين ويُحبُّ المُتطهرين؛ والطهارةُ باعتبارِ مَحلِّها تنقسِمُ إلى قِسمينِ: الطَّهارةُ الباطِنةُ: وهي طهارةُ القَلبِ من الشِّرك، والغِلِّ والبَغضاءِ لعبادِ الله المؤمنينَ، وهي أهمُّ من طهارةِ البَدَنِ، والطَّهارةُ الحِسِّيَّة، وهي الطَّهارةُ مِنَ الأحداثِ والأنجاسِ بالغُسْل، أو الوضوءُ، أو التيمُّم بدلا منهما، عباد الله: إنَّ المسلمين نماذجُ رائعةٌ للطُّهر والجمالِ عندما يُنفِّذونَ تعاليمَ دينهم في أبدانِهم وبيوتِهم وطُرقِهم ومُدنِهم، فالطُّهرُ والنَّظافةُ وطِيبُ الرَّائحةِ، والتَّبكيرُ لِلصَّلاةِ، والابتِعادُ عن كلِّ ما يؤْذي النَّاسَ، والإنصاتُ للخطيبِ، من أهمِّ آدابِ يومِ الجُمعة، وفي الحديث الذي رواه البخاري: « لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»[4].

وأمةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم تُعرَفُ يوم القيامة بين الأمم بغُرَّتِها وتحجيلِها من آثار الوضوء، ولذا بَشَّرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أُمَّتَه الذين اسْتَجابوا له بأنَّ اللهَ تعالى يُميِّزُهم بعَلامةٍ يومَ القِيامةِ، ويُنادَوْنَ على رُؤوسِ الأشهادِ غُرًًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضوءِ، يقولُ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَومَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ"[5]، والغُرَّةُ: بَياضٌ في الجَبهةِ، والمرادُ بها هنا النُّورُ الكائنُ في وُجوهِ أُمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والتَّحجيلُ: بَياضٌ في السَّاق، والمرادُ به هنا أيضًا النُّورُ؛ فإنَّ الوُضوءَ يَترُكُ أثرًا في الوجْهِ والسَّاقِ واليَدينِ يكونُ بَياضًا ونُورًا يومَ القِيامةِ، تَختصُّ به هذه الأُمَّةُ مْن بيْن الأُمَمِ، والتَّطهُّرَ والتَّنظُّفَ يمتدُّ من الأبدان إلى البيوتِ والطُّرقاتِ والمساجدِ ومجامعِ الناس؛ يقول تعالى:﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [الحج: 26].


﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ﴾؛ أي: من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس"[6]، وفي الحديث: « وإماطة الأذى عن الطريق صدقة »[7]، وقد حَثَّ الشَّرعُ على أنْ يُظهِرَ المُسلِمُ نِعمةَ اللهِ عليه من الغِنى، فيَلْبَسَ الإنسانُ لِباسًا طيِّبًا، ليس فيه مُغالاةٌ، ولا إسرافٌ، وإنَّما يكونُ وسَطًا وخِيارًا، وفي الحديث عن مالك بن نضلة الجشمي أنَّهُ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في ثَوبٍ دونٍ، فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ألَكَ مالٌ؟ قالَ: نعَم، مِن كلِّ المالِ، قالَ: مِن أيِّ المالِ؟ قالَ: قَد آتانيَ اللَّهُ منَ الإبلِ، والغنَمِ، والخيلِ، والرَّقيقِ، قالَ: فإذا آتاكَ اللَّهُ مالًا، فليُرَ عليكَ أثرُ نعمةِ اللَّهِ وَكَرامتِهِ"[8].

إنَّ عنايةَ الإسلام بالنظافةِ والتَّجمُّلِ والصِّحةِ والتَّطهُرِ جزءٌ من عنايته بقوة المسلم يقول - صلى الله عليه وسلم-: "الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ.."[9].

وللطهارة فوائدُ عظيمةٌ وثمراتٌ كثيرةٌ منها:
1- حُبُّ اللهِ للمتطهرين، قال تعالى: ﴿ إنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، والطُّهرُ طُهْرٌ بالماء من الحدَث، وطُهرٌ بالتوبة من الشرك والمعاصي.

2- ومن ثمراتِ الطهارة أنَّ اللهَ يرفعُ صاحبَها بها الدرجات، أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ"[10].

3- ومن ثمراتِ الطهارة أنه إذا انتهى العبدُ من الوَضوء وختَمَه بالشهادتين كان مُوجبًا لفتح أبوابِ الجنة، قال – صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم:" ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ"[11].

[1] رواه مسلم (223)، من حديث أبي مالك الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه.

[2] عبدالرحمن بن ناصر السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تحقيق: عبدالرحمن اللويحق، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1421هـ- 2000م ص 895.

[3] السعدي، تيسير الكريم المنان، ص 285- 286.

[4] صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 883.

[5] صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 136.

[6] السعدي، تيسير الكريم الرحمن ص 537.

[7] صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2989.

[8] صحيح النسائي الصفحة أو الرقم: 5240.

[9] صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2664.

[10] صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 234.

[11] صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 251.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.75 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]