ذهب عصر الأمانة وظهر عصر الخيانة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4954 - عددالزوار : 2057035 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4529 - عددالزوار : 1325089 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52100 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45884 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64239 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155290 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2021, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي ذهب عصر الأمانة وظهر عصر الخيانة

ذهب عصر الأمانة وظهر عصر الخيانة
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد



إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70- 71].

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

أيها الإخوة المسلمون؛ ذهب عصر الأمانة وظهر عصر الخيانة، وقد قال سبحانه في كتابه: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾، فمن خان الأمانة فهو منافق، قال سبحانه تكملة لهذه الآيات: ﴿ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 72، 73]، فمن أدى الأمانة فهو مؤمن، وإلا دخل في النفاق أو الشرك، قال جل جلاله: ﴿... فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ... ﴾ [البقرة: 283]. وَقَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8]. وقَالَ سبحانه وتَعَالَى آمرا المؤمنين والمسلمين جميعا أن يؤدوا الأمانات فقال: ﴿ إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58].

[والأمانة: تقع على الطَّاعة، والعبادة = فكل مطيع لله فاعلا لأوامره مبتعدا ومجتنبا لنواهيه فهو أمين، والأمانة عبادة فكل من أدى العبادات على قدر طاقته واستطاعته من طهارة وصلاة وصيام ونحو ذلك من عبادات فهو أمين، فمن لم يؤدها فهو خائن، والثقة، فالأمانة تطلق على الثقة، ففاقد الثقة ليس بأمين، وتطلق أيضا على الوديعة والوديعةِ هي التي يجعلها عندك إنسان أمانة فمن أكل منها شيئا أو جحدها فهو خائن، وتطلق الأمانة على الأمان، والأمان فبعض الناس يعطيك الأمان فإن لم يوف به فهو خائن]، بتصرف التحبير لإيضاح معاني التيسير [6/ 530]

فقد ذهب عصر الأمانة، وظهر عصر الخيانة؛ فكيف نطمع يا عباد الله في هذا العصر بدخول الجنة ولم نضمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ستًّا من الخصال طلبت منا؟ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ، أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ"، [حم] [22809]، [حب] [271]، انظر صَحِيح الْجَامِع: [1018]، الصَّحِيحَة: [1470].

فخائن الأمانة لا دين له، ولا إيمان له، فقد ثبت عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَالَ: "لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ "، [حم] [12406]، [حب] [194]، انظر صَحِيح الْجَامِع: [7179]، المشكاة: [35].

وإياكم يا عباد الله كبارا وصغارا، شبابا وشيوخا، يا من تجلسون في مجالس تجمعكم، وفي أماكن تضمُّكم، إياكم وإِفْشَاء سِرِّ الْمَجَالِس فإنه خيانة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَجَالِسُ بِالْأمَانَةِ"، أخرجه القضاعي [1/ 37، رقم: 3]، والخطيب [11/ 169]، انظر صَحِيح الْجَامِع: [2330]، [6678].

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا حُدِّثَ الْإِنْسَانُ حَدِيثًا، وَالْمُحَدِّثُ يَلْتَفِتُ حَوْلَهُ، فَهُوَ أَمَانَةٌ"، [حم] [14834]، [هب] [11193]، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد.

وفي رواية: "إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ، فَهِيَ أَمَانَةٌ"، [د] [4868]، [ت] [1959]، [حم] [14514]، انظر صحيح الجامع: [486]، الصحيحة: [1090]، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: [2025].

يعني [[إذا حدث الرجل] أو المرأة [ثم التفت] وهو يحدث يلتفت يمينا وشمالا متحرزًا وممتنعا ممن يقرب من السماع لكلامه، فمن الخيانة أن يقوم بإخراجه خارج المجلس والتحدُّث به، [فهي]، أي: المقالة التي حدث بها [أمانة]، فلا يجوز إفشاؤها فإن التفاته قرينة على إرادته أن لا يطلع عليها أحد، وفيه العمل بالقرائن]. بتصرف التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ [2/ 22].

فلا تخونوا المجالس يا عباد الله.

ومن الخيانة؛ عدم النصيحة عند الاستشارة: كإنسان يستشيرك في أمر ما؛ في زواج أو طلاق، في تجارة أو عمل من الأعمال، في فتوى ونحو ذلك، هذه الاستشارة أمانة، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ"، [ت] [2822]، [د] [5128]، [جة] [3745]، انظر صحيح الجامع: [6700]، الصَّحِيحَة تحت حديث: [1641].

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ["مَنْ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ"]، [خد] [259]، [حم] [8249]، ["بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ"] أي الصواب ["فِي غَيْرِهِ، فَقَدْ خَانَهُ"]، [د] [3657]، انظر صحيح الجامع: [6068].

فلا تخونوا أماناتكم يا عباد الله.

ومن تضييع الأمانات وخيانتها إسنادُ الأمور إلى غير أهلها: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، [خ] [6496]، أي: جِنْسُ الْأُمُورِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالدِّينِ؛ كَالْخِلَافَةِ مثلا، وَالْإِمَارَة والمسئولية وَكذلك يدخل فيها الْقَضَاء، وَيدخل فيها الْإِفْتَاء وَغَيْر ذَلِكَ، فلا بد أن يكون هؤلاء من أهل هذا الأمر.

ومن علامات الساعة أن ترفع الأمانة، لا يبقى في الأرض أمين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ، قَالَ: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، يَظْهَرُ النِّفَاقُ، وَتُرْفَعُ الْأَمَانَةُ، وَتُقْبَضُ الرَّحْمَةُ، وَيُتَّهَمُ الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ غَيْرُ الْأَمِينِ، أَنَاخَ بِكُمُ الشُّرْفُ الْجُونُ"، قَالُوا: [وَمَا الشُّرْفُ الْجُونُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!] قَالَ: "فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ"، [حب] [6706]، الصحيحة: [3194].

بل أول ما يفقد الناس في هذه الدنيا الأمانة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى في جذر قلوب الرجال قبل القرآن والسنة: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ الْأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا يَبْقَى مِنْ دِينِهِمُ الصَلَاةُ، وَرُبَّ مُصَلٍّ لَا خَلَاقَ لَهُ عِنْدَ اللهِ"، [طب] [9562]، انظر صَحِيح الْجَامِع: [2575]، [لَا خَلَاقَ لَهُ]، أَيْ: لَا نَصِيب ولا حظ له عند الله.

وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ الصَلَاةُ"، الضياء في المختارة: [1/ 495]، انظر الصَّحِيحَة: [1739].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الآخرة
الحمد لله كما أمر، وأشكره على نعمه، وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما انبلج فجر وانفجر وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

وفي الآخرة يكون الحساب والعقاب على هذه الأمانة، أو على تلك الخيانة، يوم القيامة وبعد الوقوف قبل الصراط يمر الناس على الصراط المستقيم، قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث الشفاعة الطويل: ["... تُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا،..."،... "وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنِ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ"، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا. [م] 329- [195].

وَعَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: "الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إِلَّا الْأَمَانَةَ؛ يُؤْتَى بِصَاحِبِ الْأَمَانَةِ -وَإِنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ- فَيُقَالُ لَهُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ؛ كَيْفَ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، فَيُذْهَبُ بِهِ إِلَيْهَا، وتُمَثَّلُ لَه أَمَانَتُهُ، فَيَجِدُهَا كَهَيْئَتِهَا يوم دُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَيَرَاهَا فَيَعْرِفُهَا، فَيَهْوِي في أثَرِهَا -أي سبعين خريفا- حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى قَعْرِهَا، فَيَأخُذُهَا فَيَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، ثُمَّ يَصْعَدُ بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ بِهَا، -أي وصل إلى الحافة- زَلَّتْ فَهَوَتْ، فَهُوَ فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ، ثُمَّ قَالَ عبد الله بن مسعود: الصَلَاةُ أَمَانَةٌ، وَالْوُضُوءُ أَمَانَةٌ، والْوَزْنُ أَمَانَةٌ، والكَيْلُ أَمَانَةٌ، وَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ"، قَالَ زَاذَانُ تلميذ عبد الله بن مسعود التابعي: فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنه فَقُلْتُ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَخُوكَ عَبْدُ اللهِ؟! فَقَالَ: صَدَقَ، أَمَا سَمِعْتَ اللهَ يَقُولُ: ﴿ إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾، [النساء: 58]. [هب] [5266]، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: [1763]، [2995].


أيها المسلمون أيها المؤمنون بالله ورسوله! احرصوا على أداء الأمانات واسألوا الله الثبات على ذلك حتى الممات، فاللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم إنا نسألك أن ترزقنا القيام بأداء الأمانات على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم إنا نعوذ بك من إضاعتها أو التساهل فيها، إنك جواد كريم.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.52 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]