خطبة: لماذا نحب الله، والأسباب الموصلة لمحبته لنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 371 - عددالزوار : 155213 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          يوتيوب يقدم الآن رموز qr لمشاركة القنوات.. كيف تحصل عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تعملها إزاى؟.. كيفية إضافة صفحات متعددة إلى مركز التحكم بأيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف تضاعف المسافة فى صفحة Word فى 4 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          اختصار جديد بواتساب يضع علامة على الكل كـ"مقروء" لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-10-2021, 07:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,549
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: لماذا نحب الله، والأسباب الموصلة لمحبته لنا

خطبة: لماذا نحب الله، والأسباب الموصلة لمحبته لنا
تركي بن إبراهيم الخنيزان



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا..


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


أما بعد..
أيها المؤمنون..
إنَّ محبَّةَ اللهِ تعالى أصلُ الأصُولِ، وأساسُ الأعمالِ، والمؤمنُ في سيرهِ إلى ربِّهِ تعالى بِمَنزِلَةِ الطَّائرِ؛ فالمحبَّةُ رأسُ الطائرِ، والخوفُ والرجاءُ جناحاه، فمتى سَلِمَ الرَّأسُ والجناحان؛ فالطائرُ جيِّدُ الطيران، ومتى قُطِعَ الرأسُ؛ ماتَ الطائر، ومتى فَقَدَ الجناحانِ؛ فَهُوَ عُرضَةٌ لِكُلِّ صائدٍ وكاسِر.


عبادَ الله..
لماذا لا نُحِبُّهُ تعالى وهُو الذي لهُ الأسماءُ الحُسنى والصِّفَاتُ العليا؟
هوَ الغنيُّ الكريمُ الجليل، وهو جميلٌ،.. هو القدُّوسُ السَّلامُ المؤمنُ المهيمنُ الرَّحيمُ الرَّحمن،
هو عالمُ الغيبِ والشَّهادة، .. هو رفيعُ الدَّرجاتِ ذو العرش.
نُحِبُّهُ سبحانه؛ لأنَّه شَرَعَ لنا مِنَ الدِّينِ ما نَعبُدُهُ بِه، ولم يَترُكْنَا هَمَلًا، نحبُّهُ تعالى؛ لأنهُ جَعَلَنَا مِن خَيرِ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاس.
نحبُّه تعالى؛ لأنهُ جَعَلَ رَسُولَنَا أَفضَلَ الرُّسُلِ وخاتَمَهُم،
نُحبُّهُ تعالى؛ لأنهُ جَعَلَ كِتَابَنَا أفضلَ الكُتُبِ، ونَاسِخًا لمِا تقدَّم ومهيمنًا عليه،
نُحِبُّهُ سبحانه لأنهُ أعطانا شريعةً سمحةً، ليس فيها حَرَجٌ ولا عُسر.


نُحِبُّهُ سبحانه؛ لأنهُ يَغفِرُ لنا الذُّنوبَ جميعًا مهما كانَتْ؛ فَقَدْ جَعَلَ التَّوبةَ لنا سَهْلَةً مَيْسُورَةً: إقلاعٌ عنِ الذنب، ونَدَمٌ في القلبِ، وعَزْمٌ على عَدَمِ العَوْدِ، وكَلِمَاتٌ يَسِيرَةٌ يَقُولُهَا العبدُ يَطلُبُ فيها المغفرةَ مِن ربِّه الغفورِ الرحيم.


نُحِبُّه تعالى؛ لأنهُ جَعَلَ بابَ التوبةِ مَفتُوحًا، مالمْ تطلعِ الشمسُ مِن مَغْرِبِهَا، ومالَمْ تَحضُرِ الإنسانَ سَكَرَاتُ الموت.


نُحِبُّهُ لأنهُ يَغفِرُ الذَّنبَ ويَستُرُ العيبَ؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ (أَيْ: يومَ القيامةِ)، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتَّى إذَا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأَى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وأَمَّا الكَافِرُ والمُنَافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهَادُ: ﴿ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" (رواه البخاري)


أيها المؤمنون..
نُحبُّ اللهَ تعالى؛ لأنه أعطانا أصنافًا مِنَ النِّعَمِ،

بَلْ كلُّ النِّعَمِ التي نَتَنَعَّمُ بها منهُ سبحانه؛ ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53]، هُوَ الذي خَلَقَنَا مِن عَدَمٍ، وأَعطَانَا ما نَتَعَلَّمُ بِه، وَقَدْ خَرَجْنَا مِن بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا جَهَلَةً؛ ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ﴾ [النحل: 78].

خَلَقَ لنا ما في الأرضِ جَمِيعًا؛ مِنْ مَعادِنَ ونباتٍ وحيوانٍ وغيرها، ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ [البقرة: 29]، وهو الذي يَحمِي عَبْدَهُ المؤمِنَ مِن شَرِّ الدُّنيا، كما يَحمِي أحدُكُم مَرِيضَهُ مِنَ الطَّعامِ الذي يَضُرُّه؛ فَمِنَ العبادِ مَنْ لا يُصلِحُهُ إلَّا الغِنَى، ولوْ أَفْقَرَهُ لأفْسَدَهُ، ومِنهُمْ مَنْ لا يُصلِحُهُ إلَّا الفَقْرُ، ولوْ أغناهُ لأطغَاه، فهوَ سبحانهُ يُقدِّرُ أُمورَ الكائِناتِ على ما اقْتَضَتْ حِكمتُهُ، وسَبَقت بهِ مشيئتُهُ، وهوَ الحكيمُ العليم.

﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الجاثية: 36، 37]
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم..

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آلهِ وصحبِه.
أما بعدُ..
أيها المؤمنون..
مَنْ عَرَفَ ربَّهُ بأسمائِهِ وصِفاتِه، ورَأَى كَرَمَهُ سبحانه وَهِبَاتِه؛ أحبَّه حُبًّا عَظيمًا، واجتَهَدَ في عِبَادَتِهِ، وبَرهَنَ على المَحَبَّةِ بالأعمالِ الصَّالِحَةِ؛ وليسَ العَجَبُ -يا عبادَ اللهِ- مِن أن يُحبَّ الفقيرُ الغنيَّ، ولا أن يُحبَّ الضعيفُ القويَّ، ولا أن يُحِبَّ الذليلُ العزيزَ، ولا أن يُحبَّ المخلوقُ مَن خَلَقَه وأوجَدَهُ وأنعمَ عليهِ بأصنافِ النِّعَمِ.. ولكنَّ العجبَ كلَّ العَجَبِ: مِن غَنِيٍّ يُحِبُّ فَقِيرًا، وخالِقٍ يُحِبُّ مخلوقًا، وقويِّ يُحبُّ ضعيفًا..


أن يُحبَّكَ اللهُ الذي خَلَقَك،..
أن يُحبَّكَ اللهُ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كلِّ شيٍ..
أن يُحبَّكَ اللهُ الذي يبسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يشاءُ ويَقْدِر،..
أن يُحبَّكَ اللهُ الذي بِيَدِهِ الدُّنيا والآخرة، والجنة والنار،..
أن يُحبَّكَ اللهُ جلَّ جلالُه..؛
هذا هُوَ الشَّرَفُ الذي لا شَرفَ بَعْدَهُ، وهذهِ هِيَ الرِّفعَةُ التي لا رِفْعَةَ بعدها.


يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ: ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ (رواه مسلم).


عباد الله..
من أرادَ أن ينالَ مَحَبَّةَ اللهِ فَلْيَطْلُبْهَا مِنهُ سبحانه، ولْيَفْعَلِ الأسبابَ الموصلَةَ إلى مَحَبَّتِهِ..


ومِن ذلك:
امتثالُ واتباعُ سُنَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، يقولُ اللهُ تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ﴾ [آل عمران: 31].

أي: إنْ كُنتم تُحِبُّونَ اللهَ حَقِيقَةً؛ فاتَّبِعُوا سُنَّةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، في أقوالِكُم وأعمَالِكُم واعتِقَادَاتِكُم، في الظَّاهِرِ والبَاطِنِ، في الأُصُولِ والفُرُوع.. فإنْ فَعَلْتُم ذَلِكَ؛ فالجَزَاءُ: ﴿ يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ﴾.

واعلموا -رحمكم الله-: أنَّ اللهَ يُحبُّ المُتَّقينَ: وَهُم الذين فَعَلُوا الواجباتِ وتركوا المُحرَّمات.

واللهُ يحبُ التَّوابينَ: كَثِيروا التوبة والإنابة، ويُحبُّ المُتَطَهِّرين: من الأقذارِ الحِسِّيَّةِ والمعنَوِيَّة، ويُحبُّ الصَّابِرينَ: الذين صَبَرُوا على طاعَتِهِ، وصَبروا عن معصيتِهِ، وصبروا على أَقدَارِهِ المؤلِـمَةِ فلم يَتَضجَّروا ويَتَسَخَّطوا، بلْ صَبَرُوا واحتَسَبُوا الأَجْرَ مِنَ اللهِ تعالى.


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلمإنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"؛ (رواه البخاري).


اللهم اجعلنا مِمّن تُحبُّهم ويحبونك، واجعَلْ حُبَّكَ وحُبَّ رسُولِكَ أَحَبَّ إلينا مِن كُلِّ شيء..


ثمَّ صَلُّوا وسلِّموا على مَن أَمَرَكُمُ اللهُ بالصلاةِ والسلامِ عليه..





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.15 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]